المدخل
الزيارة لغةً
كلمة «الزيارة» من مادّة «زور» بمعنى الميل إلى شيء والعدول عن آخر، ولذلك فإنّ اللقاءات التي تحمل هذه الخصوصية تسمّى الزيارة.
وممّا يجدر ذكره أنّ المعنى العرفي لـ «الزيارة» مستمدٌّ من أصله اللغوي، أي الميل والعدول. وبناءً على ذلك فإنّ مفهوم كلمة «الزيارة» يختلف عن معاني كلماتٍ، مثل: «الرؤية»، «المشاهدة» و«الإبصار» ؛ ذلك أنّ هذه الكلمات تعني الرؤية الحضورية فقط، وأمّا الزيارة فهي الرؤية مع الميل والمحبّة والاُنس والإكرام، بالإضافة إلى الإعراض عن الاُسرة والآخرين.
جذور الزيارة في الفطرة
الإنسان كائن اجتماعي بالفطرة، حيث يأنس إلى أبناء جنسه ويقيم العلاقة معهم، ولذلك فإنّ زيارة الناس بعضهم لبعض مع الميل والمحبّة تمتدّ جذورها في فطرتهم، وفي الحقيقة فإنّ الزيارة تؤمّن قسماً من حاجات الإنسان الفطرية.
وتستمرّ هذه الحاجة الفطرية بعد موت محبوب الإنسان أيضاً، رغم تضاؤل شدّتها، وبسبب هذه الحاجة الفطرية فإنّ زيارة قبور الأقارب والأصدقاء كانت وما تزال بشكلٍ من الأشكال مرسومة لدى شعوب العالم.