بذريعة تحقيق الوحدة والسلام، ومنع عن بعض الاُمور ومن جملتها مراسم العزاء على الإمام الحسين عليهالسلام، وذكرها على شكل عبارة في ميثاق بيان «مُغان».۱ ويروي لنا الميرزا محمّد خليل المرعشي الصفوي مساعي نادر من أجل محو جميع الشعائر الشيعيّة.۲
ولم يدم حكم نادر طويلاً وتولّت الحكم من بعده دول اُخرى ذات ميول شيعيّة (مثلالزندية والقاجاريين)وإذا بالشعائر الشيعيّة تحيى مرّة اُخرى وتستمرّ شعائر العزاء.
وبعد تولّي «القاجاريين» للسلطة، اتّسعت شعائر العزاء في محرّم كمّاً وكيفاً، وبلغت أساليب العزاء الذروة، وسعى رجال الحكم أيضاً في نشرها، بل إنّهم أسّسوا التكايا والمواكب الحكوميّة. وانتشر العزاء في العراق والهند بالإضافة إلى إيران، وكان الشيعة في مناطق العالم الإسلامي المختلفة يمارسون العزاء. ولكن حدث في إيران اُفول بعد ذلك الازدهار، وبدأت محاربة المظاهر الدينيّة بنفوذ الاستعمار البريطاني، ومجيء طاغية مستهتر وعديم الهويّة هو «رضاخان» على رأس الحكم، فمنع العزاء منعاً باتّاً، وقد عادت مراسم العزاء إلى حالتها العاديّة بعد خروجه من إيران، لتزدهر كما كانت في القرون الماضية.
وفي العراق واجهت مراسم العزاء المشاكل في عهد حكم صدّام وتسلّط حزب البعث، وخاصّة في السنوات الأخيرة من حكمه.
لقد كان ما ذكرناه حتّى الآن، نظرة عابرة وسريعة إلى المسيرة التاريخيّة لشعائر العزاء على الإمام الحسين عليهالسلام على مرّ التاريخ. ولم نتحدّث عن دور محرّم وعاشوراء ومراسم العزاء في عهد الثورة الإسلاميّة وأثرها العجيب في نهضة الاُمّة وانتصارها، فكلّ ذلك يمثّل حدثاً كبيراً يستحقّ الاهتمام، ولا يتّسع المجال هنا للحديث عنه.