741
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

من جملتها كتب ورحلات الاُوروبيّين والسوّاح في إيران، حيث وصفت شعائر العزاء برؤية دقيقة.

وكان الملوك الصفويّون يهتمّون بشكل خاصّ بمراسم العزاء في محرّم، حتّى أنّهم لم يكونوا يدَعونها حتّى في الدورات العسكريّة. فيذكر لنا التاريخ أنّ الشاه عبّاس الصفوي توقّف سنة ۱۰۱۱ ه. ق في يوم عاشوراء عند «ماء خطب»، وذلك خلال حربه مع جيش الأوزبك، وأقام مراسم العزاء على الإمام الحسين عليه‏السلام.۱ وفي محرّم عام ۱۰۱۳ ه. ق حاصر الشاه عبّاس قلعة أيروان وأقام مراسم العزاء في المعسكر ليلاً، وارتفعت أصوات العويل والبكاء من المعسكر، حتّى ظنّ سكان القلعة أنّ الأمر قد صدر بالهجوم الليلي، فبعثوا رسولاً وأعلنوا عن تسليم أنفسهم.۲

وفي بلاط الصفويّين كان يُقرأ كتاب روضة الشهداء في أيّام محرّم وعاشوراء.۳ وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان ملوك هذه الاُسرة يحضرون المراسم العامّة ليوم عاشوراء في ساحة المدينة، وكانت مواكب العزاء تمرّ من أمامهم. وكانوا يرتدون لباس العزاء.۴ وكانوا يوقفون بعض الأملاك لإقامة مراسم العزاء أيضا.

المرحلة السابعة (مراسم العزاء بعد الصفويين)

اتّجهت الدولة الصفوية إلى الضعف والانحطاط بعد قرنين ولم تستمرّ أمام هجوم أشرف الأفغاني، فسقطت. ولم تُجدِ الجهود المحدودة للشاه طهماسب الثاني نفعاً؛ ولكن نادراً سيطر على الأوضاع على إثر هجومه الصاعق، واستعاد المناطق المحتلّة من الأفغان والدولة العثمانيّة واستردّ السيادة لإيران.

وقد عمل نادر منذ بداية حكمه إلى تغيير الثقافة الدينيّة الشائعة في إيران، بدافع أو

1.. تاريخ عالم آراي عباسي بالفارسية: ج ۲ ص ۶۲۷.

2.. تاريخ عالم آراي عباسي بالفارسية: ج ۲ ص ۶۵۵.

3.. دستور شهرياران بالفارسية لمحمّد إبراهيم بن زين العابدين نصيري : ص ۳۳.

4.. تاريخ وجنبه أدبي تعزيه بالفارسية: ص ۲۴ نقلاً عن رحلة نيكلاس هميوس . السفر في سنة ۱۶۳۳ م.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
740

رسميّاً. وهكذا، اتّسعت أرضيّة الممارسة العلنيّة للعزاء ورفع الشعائر الشيعيّة مع تشيّع الحكّام المغول واكتساب هذا المذهب الطابع الرسمي.

كما كانت سلالة الجلائريّين التي تولّت الحكم في العراق ـ وكانوا أبناء اُخت السلطان محمّد خدابنده ـ هي الاُخرى ذات ميول شيعيّة، واستمرّ حكمهم حتّى عام ۸۱۴ ه. ق. ويذكر ابن بطّوطة (ت ۷۷۹ ه. ق) المناطق التالية: كربلاء، الحلّة، البحرين، قم، كاشان، ساوة وطوس باعتبارها مناطق شيعيّة متعصّبة.۱

القرن التاسع

بدأ القرن التاسع بهجوم تيمورلنك ولم يسلم العراق والشام من هذا الهجوم أيضا. وبموت تيمور وإمساك ابنه شاهرخ بزمام الحكم، تغيّرت الأوضاع حيث صبّ اهتمامه على نشر الثقافة وإعمار المدن وسعى في إعادة بناء ما دمّره والده، وأسّست زوجته مسجد «جوهر شاد» الفخم إلى جوار حرم الإمام الرضا عليه‏السلام، وتدلّ هذه الأعمال والاتّجاهات على أنّ بعض الحرّيات النسبيّة كانت قد اُتيحت للشيعة في أداء الشعائر. وعلى أيّ حال، فقد ظهرت في هذا القرن دولة سلالة الآقاقويونلويين في غرب إيران باُسس شيعيّة، ومن المفترض أن تكون سنّة العزاء القديمة قد تواصلت فيها أيضا.

المرحلة السادسة (مراسم العزاء أيّام الصفويين «القرنين العاشر والحادي عشر»)

اكتسب التشيّع في إيران الطابع الرسمي بتتويج الشاه إسماعيل الصفوي سنة ۹۰۷ ه. ق، وكان نشر الشعائر الشيعيّة من جملة الأهداف المهمّة لهذه الدولة.

وفي هذه الفترة، اكتسب إقامة العزاء الطابع العلني، ومارس الشيعة هذه الشعائر في غاية الفخامة، نظير ما كان في القرنين الرابع والخامس (عهد البويهيين والفاطميين). وقد ذكرت كيفية هذه المراسم في العهد الصفويّ، في مصادر كثيرة،

1.. رحلة ابن بطوطة : ج ۱ ص ۱۱۶.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14574
صفحه از 895
پرینت  ارسال به