القرن السابع
اقترن هذا القرن بقيام الدولة الخوارزميّة في شرق البلاد الإسلامية وإحياء الخلافة العبّاسية من جديد، بعد أن لم يبق منها سوى الاسم في عهد حكم البويهيّين والسلاجقة لبغداد.
تفيد الروايات الواصلة أنّ مراسم العزاء في هذا القرن تماثل مراسم العزاء في القرن السادس بل كانت أوسع منها أحياناً، وتدلّ بعض الأخبار الواصلة من عقود النصف الأوّل ـ حيث لم يكن المغول قد استولوا بعد على بغداد ـ على إقامة العزاء وقراءة المقتل في عاصمة الخلافة العبّاسية، فقد طلب المستعصم العبّاسي سنة ۶۴۱ ه. ق، من محتسب بغداد (جمال الدين عبدالرحمن بن الجوزي) أن يمنع الناس من قراءة المقتل في يوم عاشوراء؛ ولكنّه أذن لهم في قراءته إلى جوار مرقد الإمام الكاظم عليهالسلام.۱
كما ذكر عماد الدين الطبري (ت: القرن۷) الاجتماعَ الواسع والكثيف للزائرين في أيّام عزاء أميرالمؤمنين وسيّد الشهداء عليهماالسلام عند ضريحيهما في النجف وكربلاء.۲
كما أشار المولوي، الشاعر الشهير في القرن السابع في كتابه «مثنوي» إلى وجود العزاء العلني في مدينة حلب، حيث ذكر ضمن أبيات له ما ترجمته:
يئن الشيعة وينوحون مجهشين بالبكاء
في يوم عاشوراء، لمصيبة كربلاء.۳
ويتحدّث العالم الشيعي الكبير السيّد ابن طاووس عن إقامة العزاء في العشرة الاُولى من محرّم ويدافع عنه. بالإضافة إلى ذلك فإنّ توصيته بقراءة الملهوف في يوم