بالتجمّع عند قبر الإمام عليهالسلام وأصحابه وأقامة العزاء، ثمّ واصلوا مسيرهم.
المرحلة الثانية (إقامة العزاء كشعيرة دينيّة من قبل الأئمّة عليهمالسلام)
ظهرت مراسم العزاء على أبي عبد اللّه الحسين عليهالسلام في هذه المرحلة باعتبارها شعيرة دينيّة، وقد اكتسبت هذه الحقيقة الشكل النهائي في ثلاث مراحل:
أوّلاً: تهيئة الأرضية (عهد الإمام زين العابدين عليهالسلام)
تهيّأت في هذه المرحلة الأرضيّة اللاّزمة لبلورة شعائر العزاء، وتشكيل محيط مناسب لظهور شعيرة دينيّة. ويجب أن نعتبر الإمام زين العابدين عليهالسلام صاحب الدور الرئيسي لهذه المرحلة.
وكان بكاء الإمام عليهالسلام يثير التساؤات أحياناً، خاصّة عند رؤيته للماء وعند إحضار الطعام. وقد بلغ هذا البكاء من الكثرة والسعة درجة بحيث إنّ الناس كانوا ينصحونه بالإقلال من البكاء حفاظاً على سلامته، ولكنّ الإمام عليهالسلام ومن خلال الإشارة إلى عمق مأساة كربلاء، والمكانة الاجتماعيّة والدينيّة للأششخاص الذين استشهدوا فيها، كان يعتبر البكاء على اُولئك الأشخاص الأعزّاء أمراً لازما ومنطقيّاً من جهة، ومن جهة اُخرى كان يشجّع ويحضّ الآخرين عليه. فقد اعتبر البكاء على الإمام عليهالسلام وأصحابه الشهداء سبباً للنجاة من العذاب الإلهي والدخول في الجنّة، وفي بحبوحة الأمن الإلهي، ولم يكفّ هو نفسه عن البكاء، حتّى هلاك عبيد اللّه بن زياد والقتلة الآخرين لشهداء كربلاء، بل حتّى نهاية عمره الشريف.
ثانيا: تأسيس أركان العزاء في عهد الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام
۱. عهد الإمام الباقر عليهالسلام
يختلف عهد الإمام الباقر عليهالسلام من بعض النواحي عن عهد الإمام زين العابدين عليهالسلام، فمن جهة كانت حركات التوعية التي قام بها الإمام زين العابدين عليهالسلام وأصحابه قد