الفصل الرابع: النشأة
الوراثة والتربية عنصران أساسيّان في بلورة شخصيّة الطفل، وقد حظي الإمام الحسين عليهالسلام بأقصى ما يمكن أن يحظى به إنسان من هذين العنصرين.
فهو من الجانب الوراثي، ابن عليّ عليهالسلام وفاطمة عليهاالسلام، وسبط رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، ولا يتمتّع أحد بهذه الميزات سواه وأخيه وأخواته.
أمّا فيما يخصّ الجانب التربويّ، فقد سجّل التاريخ ـ رغم المحاولات الحثيثة لمحو فضائل أهل البيت عليهمالسلام ـ اهتمام النبيّ صلىاللهعليهوآله بتربية الإمامين الحسن والحسين عليهماالسلام.
إنّ هذا الفصل هو ـ في الحقيقة ـ رصد خبريٌّ لعيّنات ممّا أثبته التاريخ في هذا المجال، مثل: إطعام النبيّ صلىاللهعليهوآله لهما، ولعبه معهما، ووضعهما على كتفيه، وتصارعهما على مرأىً منه صلىاللهعليهوآله، إلى غير ذلك من النماذج والأحداث.
وهذا كلّه مضافا إلى دلالته على محبّة النبيّ صلىاللهعليهوآله العميقة لهما عليهماالسلام، يحوي دروسا وعبرا أخلاقيّة وتربويّة.
۴ / ۱
لَمْ يَرْتَضِعْ مِنْ اُنثى
۲۳.الكافي عن محمّد بن عمرو الزيّات عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد اللّه