الذي يريد أن يتحدّث عن حاله.
الشرط الثاني: أن لا ينسب الخطيب كلاماً إلى الإمام الحسين عليهالسلام وأهل البيت، بل عليه التصريح بأنّ ما يقوله هو من استنتاجاته.
وللأسسف فإنّ الكثير من قرّاء المراثي ينسبون إلى الإمام وأهل بيته بعض القضايا التي صيغت بقالب الشعر دون الالتزام بالشرطين المذكورين، في حين أنّها لا حقيقة لها. ويبدو أنّ الاستغلال السيّئ للسان الحال في قراءة المراثي هو من أسباب تسرّب الكذب إلى المقاتل المكتوبة.
وعلى سبيل المثال: البيت المعروف المنسوب إلى الإمام الحسين عليهالسلام:
إن كانَ دينُ مُحَمَّدٍ لَم يَستَقِم
إلاّ بِقَتلي يا سُيوفُ خُذيني
لا إشكال فيه من ناحية المضمون، إلاّ أنّ نسبته إلى الإمام الحسين عليهالسلام هي نسبة كاذبة، فإنّه بيتٌ من قصيدةٍ لأحد الشعراء العرب، ويدعى الشيخ محسن الهويزي المعروف بأبي الحبّ الكبير، نظمها في رثاء الإمام الحسين عليهالسلام وجاء فيها:
أعطَيتُ رَبِّيَ مَوثِقاً لا يَنتَهي
إلاّ بِقَتلي فَاصعَدي وَذَريني
إن كانَ دينُ مُحَمَّدٍ لَم يَستَقِم
إلاّ بِقَتلي يا سُيوفُ خُذيني
هذا دَمي فَلتُروَ صادِيَةُ الظُّبا
مِنهُ وَهذا لِلرِّماحِ وَتيني ۱
ومن البديهي أنّ الشاعر نظم هذه الأبيات باعتبارها لسان حال الإمام، إلاّ أنّها انتشرت شيئاً فشيئاً باعتبارها من كلام الإمام.
وكذلك، العبارة الشهيرة المنسوبة إليه عليهالسلام:
إنَّ الحياةَ عقيدةٌ وجهادُ.
وهذه العبارة هي شطر من بيت نظمه الشاعر المعاصر أحمد شوقي،۲ والبيت هو: