691
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

خيز اى بابا از اين صحرا رويم

نك بسوىِ خيمه ليلا رويم

أي: «انهض يا بني فلنغادر هذه الصحراء، ولنتوجّه إلى خيمة ليلى»۱.

۲. نذر ليلى لرجوع عليّ الأكبر سالما

يقول الشهيد المطهّري في معرض ذكر قصّة مجعولة هي الاُخرى من نسج الخيال:

وهناك نموذج آخر للمصائب المنتحلة، وهو عجيب للغاية، وهو ما سمعته في مدينة طهران، وفي بيت أحد علماء هذه المدينة الكبار، حيث كان أحد القرّاء يقرأ مصيبة ليلى، فسمعت منه شيئاً لم أسمع بمثله طيلة عمري ؛ حيث قال:

بعد أن ذهبت السيّدة ليلى في تلك الخيمة ونشرت شعرها، نذرت أن تزرع طريق كربلاء وحتّى المدينة ريحانا إن أعاد اللّه‏ُ عليّاً الأكبر سالماً ولم يُقتل في كربلاء ! أي أنّها نذرت أن تزرع ثلاثمئة فرسخ بالريحان! وبعد أن قال ذلك، رفع صوته قائلاً:

نَذرٌ عَليَّ لَئِن عادوا وإن رَجَعوا

لَأَزرَعَنَّ طَريقَ التّفت رَيحانا

وقد دفعني هذا الشعر العربي إلى أن أبحث عن مصدره، وقد بحثت بالفعل، فاكتشفتُ أنّ هذا التّفت (الطفّ) الذي ذُكر في هذا الشعر ليس هو كربلاء، بل هو منطقة ذات علاقة بقصّة ليلى ومجنون، حيث كانت ليلى تسكن في تلك المنطقة وهذا الشعر لمجنون العامري قاله لليلى، في حين أنّ ذلك المنشد كان يقرؤه لليلى اُمّ عليٍّ الأكبر وكربلاء!!۲

۳. قصّة امرأة عجوز توجّهت لزيارة الإمام الحسين عليه‏السلام في زمان المتوكّل

يقول الاُستاذ المطهّري:

قبل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة كنت قد ذهبت إلى إصفهان، وكان فيها رجل فاضل، هو المرحوم الحاج الشيخ محمّد حسن النجف آبادي أعلى اللّه‏ مقامه،

1.. حماسه حسيني بالفارسيّة : ج ۱ ص ۲۵ - ۲۷ وراجع : أسرار الشهادة : ج ۲ ص ۵۱۴ .

2.. حماسه حسيني بالفارسية : ج۱ ص۲۵ ـ ۲۷ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
690

وسنستعرض فيما يلي عدداً من المراثي الكاذبة التي سمعها الشهيد المطهّري بنفسه في مجالس العزاء:

۱. دعاء ليلى لعليٍّ الأكبر

هناك قصّة مُختلَقة منسوبة إلى الإمام الحسين عليه‏السلام تفيد بأنّه لما ذهب عليّ الأكبر إلى ساحة المعركة قال الإمام لزوجته ليلى: «اذهبي وادعي لولدك في الخلوة...»، وقد شاعت هذه القصّة بين قرّاء المراثي منذ عصر المحدّث النوري۱، فيذكر الاُستاذ المطهّري هذه القصّة باعتبارها نموذجاً من تحريف أحداث عاشوراء قائلاً:

من النماذج الاُخرى للتحريف في أحداث عاشوراء والتي أصبحت من أشهر القضايا، ولا يوجد كتاب تاريخ واحد يشهد بها، هي قصّة ليلى اُمّ عليٍّ الأكبر. نعم، اُمّ علي الأكبر تُدعى ليلى، إلاّ أنّه لم يَذكُر المؤرّخون ـ ولو مؤرّخٌ واحد ـ أنّ ليلى كانت في كربلاء! ولكن تأمّلوا كثرة المصائب التي تُذكر حول ليلى وعليّ الأكبر، ومصيبة حضور ليلى عند جسد عليٍّ الأكبر ! حتّى إنّني سمعت هذه المصيبة في مدينة قم في مجلس اُقيم باسم آية اللّه‏ البروجردي، لكنّه لم يكن حاضراً في هذا المجلس. وأنّه لمّا ذهب عليّ الأكبر إلى ساحة القتال، قال الإمام عليه‏السلام لليلى: إنّي سمعت جدّي يقول: دعاء الاُمّ مستجابٌ في حقّ ولدها، فاذهبي إلى الخيمة الفلانيّة وانشري شعرك، وادعي لولدك، عسى اللّه‏ أن يعيد لنا هذا الولد سالماً!

أوّلاً: إنّ ليلى لم تكن في كربلاء كي تفعل ذلك.

ثانياً: إنّ هذا المنطق ليس هو منطق الإمام الحسين في كربلاء أساساً، بل إنّ منطق الحسين في يوم عاشوراء هو منطق التضحية.

وقد ذكر المؤرّخون أنّ الإمام عليه‏السلام كان يعتذر لكلّ شخص يستأذنه بنحوٍ من الأنحاء، سوى عليّ الأكبر حيث قالوا: استأذن في القتال أباه فأذن له. أي إنّه سمح له بمجرّد أن استأذنه. وما أكثر الأشعار التي نظّمت في ذلك! ومن جملتها هذا البيت:

1.. لؤلؤ ومرجان بالفارسيّة : ص ۱۵۳.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14312
صفحه از 895
پرینت  ارسال به