689
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

كيف ننسب إلى الإمام أنّه قال عند قتال الأعداء وعندما لم يكونوا يفسحون له المجال للصلاة: أتمنّى أن أرى زفاف ابنتي واُزوّجها هنا من ابن أخي واُقيم حفل الزفاف؟!

۶. لم يتعرّض أهل البيت للسبي قبل عاشوراء !

يقول المحدّث النوري أيضا في كتابه المذكور:

وهنا خبر لطيف يستند إلى مقدّمات تزيل احتمال الكذب من أذهان السامعين ويرفعون سنده إلى أبي حمزة الثماليّ المسكين!! ويفيد هذا الخبر بأنّه جاء ذات يوم إلى بيت الإمام زين العابدين عليه‏السلام وطرق الباب، فخرجت جارية، وعندما عرفت أنّه أبو حمزة حمدت اللّه‏ على وصوله كي يواسي الإمام؛ لأنّه غاب عن وعيه في ذلك اليوم مرّتين، فدخل وواساه بأنّ الشهادة لهم عادة، فقد استُشهد جدّه وعمّه وأبوه وعمّ أبيه، فأيّده في الجواب وقال: لكن لم يقع أحدٌ منّا في الأسر ! ثمّ تحدّث بعض الشيء عمّا جرى على عمّاته وأخواته عند السبي.۱

الكذب في قراءة المراثي في العصر الحاضر

لا يُعلم مدى تأثير جهود المحدّث النوري في محاربته ظاهرة الكذب في إنشاد المراثي، إلاّ أنّ وضع قراءة المراثي في عصرنا الحالي إذا لم يكن مؤسفاً أكثر ممّا وصفه المحدّث النوري، فإنّه ليس بأفضل منه.

وكتاب حماسه حسيني (الملحمة الحسينية) للاُستاذ الشهيد المطهّري، يمثّل جهداً جديداً لمحاربة الأكاذيب في قراءة المراثي في زمانه، حيث يقول حول انتشار هذه الآفة في عصرنا الحالي:

اذا أردنا أن نجمع المراثي الكاذبة التي تُقرأ الآن، فلعلّها ستؤلّف عدّة مجلّدات، كلّ منها يضمّ خمسمئة صفحة!۲

1.. المصدر السابق .

2.. حماسه حسيني بالفارسيّة : ج ۱ ص ۱۸.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
688

فسأله عن عددٍ من الأصحاب ذاكرا أسماءهم، فأجابه بأنّهم قُتلوا الواحد تلو الآخر، حتّى بلغ بني هاشم وسأل عن عليٍّ الأكبر وأبي الفضل، فأجاب بنفس القول السابق، وقال: اِعلم أنّه لم يبق في الخيام من الرجال أحدٌ غيري وغيرك.

وهذه هي خلاصة القصّة، علماً أنّ لها الكثير من الحواشي، وهي تصرّح بأنّه عليه‏السلام لم يكن يعلم أيَّ شيء عن حال الأقرباء والأنصار وساحة الحرب منذ نشوب المعركة حتّى بقاء الإمام وحيدا !۱

۴. قصّة فرس الإمام الحسين عليه‏السلام

يقول المحدّث النوري أيضا:

وهناك خبرٌ عجيب يتضمّن طلب الإمام عليه‏السلام ـ عند خروجه إلى ساحة القتال ـ مَن يُقدّم له الجواد ليركبه، ولم يكن أحدٌ يأتي به، فجاءته زينب به وأركبته، وجرت بينهما حوارات كثيرة ذكرها الخطباء ووردت مضامينها في الأشعار العربية والفارسية أيضاً، ويحاولوا بذلك إثارة المشاعر بها، وهي تستحقّ البكاء حقّاً ولكن لا على هذه المصيبة العديمة الأصل، بل على افتراء مثل هذا الكذب الواضح على الإمام عليه‏السلام فوق المنابر، وعدم نهي اُولئك المتمكّنين من النهي بسبب جهلهم، أو لحاظهم النقص في بعض الشؤون !۲

۵. قصّة زفاف القاسم

يذكرُ المحدّث النوري أنّ أوّل من كتب هذه القصّة هو الملاّ حسين الكاشفي في كتاب روضة الشهداء،۳ وكما قال الاُستاذ المطهّري فإنّ أصل القصّة منتحَلٌ قطعا،۴ إذ

1.. المصدر السابق : ص ۲۶۴ وراجع : الدمعة الساكبة : ج۴ ص۳۵۱ .

2.. المصدر السابق : ص ۲۶۷ وراجع : روضة الشهداء : ص ۳۲۱ ـ ۳۲۹ .

3.. المصدر السابق: ص ۲۸۸.

4.. حماسه حسيني بالفارسيّة : ج ۱ ص ۲۸.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14276
صفحه از 895
پرینت  ارسال به