وثانيها التَّقصيرُ في أمرِنا، وثالِثُها التَّصريحُ بِمَثالِبِ أعدائِنا، فَإِذا سَمِعَ النّاسُ الغُلُوَّ فينا كَفَّروا شيعَتَنا ونَسَبوهُم إلى القَولِ بِرُبوبِيَّتِنا، وإذا سَمِعوا التَّقصيرَ اعتَقَدوهُ فينا، وإذا سَمِعوا مَثالِبَ أعدائِنا بِأَسمائِهِم ثَلَبونا بِأَسمائِنا.۱
وبنبغي العلم أنّ الذين يُنزلون أهل البيت عليهمالسلام منزلة لا تنبغي إلاّ للّه عزّوجلّ في مجالس العزاء، وبدلاً من اتّخاذ اللّه تعالى مِحوراً لمجلس الإمام الحسين عليهالسلام وربط القلوب باللّه عز و جل عن طريق أهل البيت عليهمالسلام الذين هم أبواب اللّه يدعون الناس إلى «الحسين الإلهي» و«زينب الإلهية»، أو نراهم يعمدون أحيانا إلى الحطّ من قدر الأنبياء من أجل تكريم أهل البيت، فهؤلاء يخدمون أهداف أعداء أهل البيت سواءً علموا بذلك أم جهلوا، وسيّد الشهداء عليهالسلام بريء منهم.۲
۵. الكذب
يعدّ الكذب على اللّه ورسوله وأهل البيت عليهمالسلام من أقبح الكذب وأخطره،۳ حيث يعتبر من الكبائر ويؤدّي إلى بطلان الصوم.۴
إنّ قُرّاء المراثي الحسينيّة الذين ينسبون كلاماً مّا إلى اللّه أو إلى أهل البيت عليهمالسلام دون الاستناد إلى حجّة شرعية، لا يعدّون من خدام الإمام الحسين عليهالسلام وذاكريه فحسب، بل عليهم أن يعلموا بأنّ عملهم كبيرة من الكبائر.
ومن الصعب على الكثير من الناس أن يصدّقوا هذه الحقيقة، وهي أنّ بعض قرّاء المراثي يسردون مصائب كاذبة! إلاّ أنّه يجب الاعتراف ـ وبكلّ أسف ـ بهذه الحقيقة المرّة، بل ينبغي البكاء على هذه المصيبة الكبرى التي ابتُلي بها تاريخ
1.. عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ۱ ص ۳۰۴ ح ۶۳ ، بشارة المصطفى : ص ۲۲۱ .
2.. لمزيد من الاطّلاع على خطر الغلوّ بشأن أهل البيت عليهمالسلام راجع: كتاب أهل البيت عليهمالسلام في الكتاب والسنّةالقسم الثالث عشر : الغلوّ في أهل البيت وراجع أيضا : جامعهشناسى تحريفات عاشوراء (بالفارسيّة).
3.. راجع : كتاب اللؤلؤ والمرجان «المقام الرابع» للتعرّف على أقسام الكذب.
4.. راجع : الكافي : ج ۲ ص ۳۴۰ ح ۹ .