الصفحة المشرقة من هذه القصّة إلاّ قليلاً، في حين أنّ الجانب الملحمي من هذه القصّة يفوق جانبها الإجرامي بمئات المرّات، وجانبها المشرق يتغلّب على جانبها المظلم كثيراً؟!
إذن علينا أن نعترف أنّنا من الجناة على الحسين بن عليّ، وذلك أنّنا لا نقرأ من هذا التاريخ سوى صفحةً واحدةً ولا نقرأ الصفحة الاُخرى.۱
۲. الاعتماد على المصادر غير المعتبرة
من الآفات التي تهدّد شعائر عزاء الإمام الحسين عليهالسلام ـ خاصّةً في القرون الأخيرة ـ اعتماد الخطباء ومنشدي المراثي على المصادر الضعيفة وغير الصالحة للاعتماد.
والملاحظة الجديرة بالاهتمام هي أنّ تاريخ عاشوراء يتمتّع بالمصادر المعتبرة الصالحة للاعتماد أكثر من أيّ موضوع آخر، بل إنّ المثقّفين والواعين من الخطباء الحسينيّين ليسوا بحاجة إلى الاعتماد على المصادر الضعيفة، كما يقول الشهيد المطهّري:
لو قرأ شخصٌ تاريخ عاشوراء فسوف يرى أنّه من أكثر التواريخ حيوية وتوثيقاً، ومن أكثرها غزارة في المصادر. وكان المرحوم الآخوند الخراساني۲ يقول: إنّ الذين يبحثون عن المصائب غير المسموعة، عليهم أن يبحثوا عن المصائب الصادقة التي لم يسمع بها أحد۳.
ويرى عدد من منشدي المراثي أنّ كلّ ما طُبع ونُشر فهو صالح للاعتماد، ولا يلحظون قيمة المصدر! يقول المؤلّف الفاضل لكتاب «اللؤلؤ والمرجان» حول بعض