ويمكن أن يتجلّى هذا التحريف في شكلين:
أحدهما: أن يقتصر الهدف على غفران الذنوب والتزكية الروحية بدلاً من نشر الوعي وإحياء الإسلام الأصيل.
والآخر: أن يتمّ التأكيد على جرائم أتباع يزيد والظالمين في هذه الحادثة بدلاً من التركيز على البُعد الملحمي والحماسي لها.
وهذا لا يعني أنّ غفران الذنوب والتزكية الروحية ليسا من نتائج إقامة شعائر العزاء، أو أنّه لا ينبغي التطرّق إلى جرائم الظالمين، بل إنّ المراد هو تجنّب النظرة التجزيئية۱.
لو اقتصرت فلسفة إقامة العزاء على سيّد الشهداء على تطهير المذنبين من الذنوب، بدلاً من محو الجهل وإحياء القيم الإسلامية، فهذا تحريف لهدف شهادة الإمام وإقامة العزاء عليه، و سنُبتلى بنفس التحريف الذي حدث في الديانة المسيحية فيما يتعلّق بالسيّد المسيح.
يقول الاُستاذ الشهيد المطهّري في هذا المجال:
أنا لا أعلم من هو المجرم أو المجرمون الذين أنزلوا الجريمة على الحسين بن عليّ بشكل آخر، وذلك بأن حرّفوا هدف الحسين بن عليّ، وهي نفس الأباطيل التي قالها المسيحيّون بشأن المسيح، فقد قيل حول الحسين إنّه قُتل كي يتحمّل أعباء ذنوب الاُمّة، فلقد قُتل الحسين كي نرتكب الذنوب مرتاحي البال، قُتل الحسين لقلّة المذنبين آنذاك، فليزدادوا إذن!.۲
ومن جهة اُخرى فإنّنا إذا نظرنا إلى حادثة عاشوراء نظرة عامّة وموضوعية، فإنّنا سنرى أنّها تشتمل على بعدين: أحدهما الجريمة والمظلومية، والآخر الملحمة