لكنّ هذين النقلين وأمثالهما لا يمكن قبولهما ؛ للأسسباب التالية:
۱. إنّهما معارضان بالروايات المشهورة في التسمية.
۲. يوجد بينهما تعارض أيضا.
۳. إنّ مقتضى الأدب وما تفيده بعض النقول التاريخيّة، أنّ الإمام عليّا عليهالسلام والسيّدة فاطمة عليهاالسلام لم يكونا ليسبقا رسول اللّه صلىاللهعليهوآله في تسمية أولادهما۱.
۴. الظاهر من النقل الأوّل أن اسم الإمام الحسن عليهالسلام إلى زمن تسمية الإمام الحسين عليهالسلام كان حمزة، وهو ما لا يؤيّده أيّ سند تاريخي أو حديثي.
۵. إذا ما سمّى الإمام عليّ عليهالسلام الحسن عليهالسلام حربا ثمّ غيّره النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى حسن، فكيف يمكن أن يسمّي عليّ عليهالسلام بعد ذلك أسماء أولاده الآخرين بالاسم عينه ! ؟
۶. إنّ الحديث عن ولادة الولد الثالث لعليّ عليهالسلام وتسميته في حياة الرسول صلىاللهعليهوآله، لا ينسجم مع الوثائق التاريخيّة.
واستنادا إلى ما قلناه، يكون احتمال الدسّ والاختلاق في هذه النقول من جانب بني اُميّة وأعداء عليّ عليهالسلام ـ سيّما ما يخصّ تسمية أولاده باسم حرب ـ قويّا للغاية، ويتبيّن أنّ مراد المختلقين لمثل هذه الأقوال تقديم صورة مشوّهة توحي بعدم الانسجام بين طبيعتي عليّ عليهالسلام والنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله من جانب، والإيحاء بأنّ الإمام عليّا عليهالسلام يتميّز بطبيعة قاسية عنيفة من جهة اُخرى، وبهدف الترويج لاسم حرب ـ وهو اسم والد أبي سفيان ـ من جهة ثالثة.