669
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

كما أشار عيسى عليه‏السلام إلى مصيبة الحسين عليه‏السلام عند مروره بكربلاء وبكى لمصائبه مع حوارييّه.

وأشار رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وأمير المؤمنين عليه‏السلام مراراً إلى أحداث كربلاء الدامية، وأراقا الدموع مع فاطمة الزهراء عليهاالسلام على فلذة أكبادهم.

۲. أوّل من رثى سيّد الشهداء عليه‏السلام بعد واقعة كربلاء

أوّل من رثى سيّد الشهداء وأصحابه بعد حادثة عاشوراء هو ابنه الإمام زين العابدين عليه‏السلام، واُخته الفاضلة زينب الكبرى، وبنتا الإمام (اُمّ كلثوم وفاطمة الصغرى)، وزوجته الرباب، حيث واصلوا طريق سيّد الشهداء بمراثيهم الهادفة في كربلاء والكوفة والشام.

وأمّا في المدينة، فقد كانت اُمّ سلمة زوجة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، أوّل من رثى الإمام الحسين عليه‏السلام بعد شهادته. يقول اليعقوبي في هذا المجال:

كانَ أوَّلُ صارِخَةٍ صَرَخَت فِي المَدينَةِ اُمَّ سَلَمَةَ زَوجَ رَسولِ اللّهِ۱.

۳. لبس السواد في عزاء سيّد الشهداء عليه‏السلام

أوّل من لبس السواد في عزاء الإمام الحسين عليه‏السلام هو اُمّ سلمة رضى‏الله‏عنه زوج النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ونساء بني هاشم.۲

وهذا السلوك له دلالة على أنّ لبس السواد كان له جذور في السنّة النبوية۳ وإنّه كان لباس الحزن منذ العصور السابقة أيضا، ولهذا اختار أبو مسلم في بداية ثورته اللباس الأسود؛ بهدف الاستغلال الإعلامي ضدّ دولة بني اُميّة، بحيث عُرِفوا في

1.. تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۵ .

2.. راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه‏السلام : ج ۶ ص ۱۷۳ الفصل الأوّل / أوّل من لبس السواد في مأتم الحسين عليه‏السلام .

3.. نُقل عن أسماء بنت عميس أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمرها النبي صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالتسلّب ، فقال : «تسلّبي ثلاثا» أي البسي السواد ثلاثا راجع : فتح الباري : ج۹ ص۴۲۹ ، لسان العرب : ج۱ ص۴۷۲ «سلب» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
668

(۱)

مكانة إقامة العزاء في كلام الأئمّة: وسيرتهم

استناداً إلى روايات هذا القسم، فإنّ أهل بيت الرسالة دعَوا إلى إقامة العزاء على سيّد الشهداء وأصحابه، وقراءة المراثي والبكاء لما حلّ بهم، وخاصّة في العشرة الاُولى من المحرّم، وبالأخصّ في يوم عاشوراء.

وفي الحقيقة فإنّ إقامة العزاء على سيّد الشهداء هو تعبير عن حبّ أهل بيت رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله الذين أوجب القرآن مودّتهم:

«قُل لاَّ أَسْٔلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى».۱

وإقامة العزاء على سيّد الشهداء هو تعبير عن المواساة في أكبر المصائب التي حلّت بأهل البيت عليهم‏السلام، بل حلّت على الإسلام في الحقيقة.

وقد أكّد أئمّة أهل البيت عليهم‏السلام على أهمّية إقامة العزاء على سيّد الشهداء عليه‏السلام، وإحياء هذه المراسم بأنحاءٍ مختلفة، فبالإضافة إلى التأكيدات القولية المباشرة، أكّدوا عليها بأشكالٍ اُخرى أيضا، وفيما يلي نشير إلى بعضها:

۱. من رثى سيّد الشهداء عليه‏السلام قبل حادثة كربلاء

استناداً إلى الروايات التي ستأتي في الفصل الرابع من هذا القسم، فإنّ اللّه‏ تعالى هو أوّل من رثى سيّد الشهداء قبل حادثة كربلاء، حيث أنبأ آدمَ أبا البشر وإبراهيمَ الخليل وخاتمَ الأنبياء بالمصائب التي ستحلّ على سيّد الشهداء عليه‏السلام ؛ فبكوا لها.

1.. الشورى : ۲۳ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14169
صفحه از 895
پرینت  ارسال به