663
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

منها حتّى اُصيب بمرض، وأكثرهم أصابهم الجنون.۱

۳. مقتل الكثير منهم في ثورة المختار

لمّا ثار المختار اُلقي القبض على الكثير ممّن كان لهم دورٌ في فاجعة كربلاء وتمّ إعدامهم بعد ذلك، حيث يقول اليعقوبي في هذا الصدد:

تتبع المختار قتلة الحسين، فقتل منهم خلقاً عظيماً حتّى لم يبقَ منهم كثير أحد.۲

۴. تسلّط الحجّاج بن يوسف على رقابهم

لم يكن الذين لهم دور مباشر في فاجعة كربلاء قد لقوا الجزاء الطبيعي لأعمالهم القبيحة قبل جزاء الآخرة فحسب، بل إنّ الذين كان لهم تأثير غير مباشر في هذه الفاجعة عبر امتناعهم عن نصرة الإمام الحسين عليه‏السلام، قد لقوا عقوباتهم الدنيويّة بنحوٍ آخر أيضاً. نعم، تاب بعضهم فتمخّضت عن ذلك نهضة التوّابين، وقُتلوا في هذا الطريق. وابتُلي بعضهم بتسلّط الحكم الاستبدادي للحجّاج بن يوسف، الحكم الذي كان قد تنبّأ به الإمام عليّ عليه‏السلام بخصوص من امتنع عن نصرته، كما جاء في نهج البلاغة، حيث خاطبهم الإمام عليه‏السلام قائلاً:

أما وَاللّهِ، لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيكُم غُلامُ ثَقيفٍ الذَّيّالُ المَيّالُ، يَأكُلُ خَضِرَتَكُم، ويُذيبُ شَحمَتَكُم، إيهٍ أبا وَذحَةَ۳.۴

نعم، إنّ الذين امتنعوا عن نصرة الإمام عليّ عليه‏السلام والإمام الحسن عليه‏السلام والإمام

1.. البداية والنهاية: ج ۸ ص ۲۰۱.

2.. تاريخ اليعقوبي: ج ۲ ص ۲۵۹ .

3.. الوَذَحة بالتحريك : الخنفساء من الوَدْح وهو ما يتعلّق بألية الشاة من البعر فيجفّ ، وبعضهم يقوله بالخاء . وأبووذحة : كنية اشتهر بها الحجّاج لاحقا ، وهي إشارة لقصّة له مع خنفساء حيث كان جالسا فرأى خنفساء تدحرج بعرة وتأتي بها نحوه ، فقال : هذه الخنفساء من خنافس الشيطان .

4.. نهج البلاغة : الخطبة ۱۱۶ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
662

بعد مرور ثلاثة أعوام عليها فقط، وكان دور هذه الفاجعة في اُفول قدرة هذه الاُسرة واضحاً إلى درجة بحيث إنّ عبد الملك بن مروان رغم أنّه ورث الحكم منهم، اعترف بهذه الحقيقة رسميّاً بعد تسلّطه على زمام الاُمور، وكتب إلى الحجّاج بن يوسف:

جنّبني دماء بني عبد المطّلب، فليس فيها شِفاء من الحَرَب. وإنّي رأيتُ بني حرب سُلبوا ملكهم لمّا قتلوا الحسين بن عليّ.۱

۲. قصر العمر والإصابة بالأمراض الخطيرة

روى عبد اللّه‏ بن بدر الخطمي عن رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله:

مَن أحَبَّ أن يُبارَكَ في أجَلِهِ، وأن يُمَتَّعَ بِما خَوَّلَهُ اللّه‏ُ تَعالى، فَليَخلُفني في أهلي خِلافَةً حَسَنَةً، ومَن لَم يَخلُفني فيهِم بُتِكَ۲ عُمُرُهُ، ووَرَدَ عَلَيَّ يَومَ القِيامَةِ مُسوَدّاً وَجهُهُ.

قال: فكان كما قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فإنّ يزيد بن معاوية لم يخلفه في أهله خلافة حسنة، فبتك عمرهُ، وما بقي بعد الحسين عليه‏السلام إلاّ قليلاً، وكذلك عبيد اللّه‏ بن زياد لعنهما اللّه‏.۳

هلك يزيد وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، وقُتل ابن زياد وهو في السابعة والثلاثين، واستناداً لروايات معتبرة فقد اُصيب الكثير من المجرمين والجناة في كربلاء بالأمراض الخطيرة، مثل: الجنون والجذام والبرص.

ويصرّح ابن كثير بأنّ أغلب الروايات التي تشير إلى المصير المشؤوم لمسبّبي فاجعة كربلاء صحيحة، وهذا نصّ كلامه:

أمّا ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتَله [الحسينَ عليه‏السلام] فأكثرُها صحيح، فإنّه قلّ من نجا من اُولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج

1.. العقد الفريد: ج ۳ ص ۳۸۲، المحاسن والمساوئ: ص ۵۵، جواهر المطالب: ج ۲ ص ۲۷۸.

2.. البتك: القطع، بتكه: قطعه الصحاح: ج ۴ ص ۱۵۷۴ «بتك» .

3.. مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي: ج۲ ص۸۵، كنز العمال: ج۱۲ ص۹۹ ح۳۴۱۷۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14471
صفحه از 895
پرینت  ارسال به