بعد مرور ثلاثة أعوام عليها فقط، وكان دور هذه الفاجعة في اُفول قدرة هذه الاُسرة واضحاً إلى درجة بحيث إنّ عبد الملك بن مروان رغم أنّه ورث الحكم منهم، اعترف بهذه الحقيقة رسميّاً بعد تسلّطه على زمام الاُمور، وكتب إلى الحجّاج بن يوسف:
جنّبني دماء بني عبد المطّلب، فليس فيها شِفاء من الحَرَب. وإنّي رأيتُ بني حرب سُلبوا ملكهم لمّا قتلوا الحسين بن عليّ.۱
۲. قصر العمر والإصابة بالأمراض الخطيرة
روى عبد اللّه بن بدر الخطمي عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله:
مَن أحَبَّ أن يُبارَكَ في أجَلِهِ، وأن يُمَتَّعَ بِما خَوَّلَهُ اللّهُ تَعالى، فَليَخلُفني في أهلي خِلافَةً حَسَنَةً، ومَن لَم يَخلُفني فيهِم بُتِكَ۲ عُمُرُهُ، ووَرَدَ عَلَيَّ يَومَ القِيامَةِ مُسوَدّاً وَجهُهُ.
قال: فكان كما قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، فإنّ يزيد بن معاوية لم يخلفه في أهله خلافة حسنة، فبتك عمرهُ، وما بقي بعد الحسين عليهالسلام إلاّ قليلاً، وكذلك عبيد اللّه بن زياد لعنهما اللّه.۳
هلك يزيد وهو في الثامنة والثلاثين من عمره، وقُتل ابن زياد وهو في السابعة والثلاثين، واستناداً لروايات معتبرة فقد اُصيب الكثير من المجرمين والجناة في كربلاء بالأمراض الخطيرة، مثل: الجنون والجذام والبرص.
ويصرّح ابن كثير بأنّ أغلب الروايات التي تشير إلى المصير المشؤوم لمسبّبي فاجعة كربلاء صحيحة، وهذا نصّ كلامه:
أمّا ما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتَله [الحسينَ عليهالسلام] فأكثرُها صحيح، فإنّه قلّ من نجا من اُولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج