وجنايات كربلاء، كان قبيح المنظر وقبيح الفعال.
حارب شمر في وقعة صفّين إلى جانب الإمام عليّ عليهالسلام ضدّ الاُمويّين بل جرح فيها، إلاّ أنه لسوء عاقبته صار من أتباع الاُمويّين بعد ذلك.
وقد أدّت شهادته على حجر بن عديّ إلى استشهاد هذا الرجل العظيم في مرج عذرا، كما كان له دور مؤثّر في تفريق أهل الكوفة عن مسلم بن عقيل وتركهم إيّاه، وقد تسبّب في عمليّات كربلاء إلى أن لا يقبل ابن زياد اقتراح عمر بن سعد، وقام بنفسه بمهمّة إبلاغ كتاب عبيد اللّه المشحون بالوعد والوعيد إلى عمر بن سعد، الذي طلب فيه الهجوم الشامل على الإمام الحسين عليهالسلام وأصحابه، أو التخلّي عن القيادة وتسليمها لشمر، وعندما قبل عمر بن سعد الأمر بالقتال بعد ذلك، أصبح شمر قائد الميسرة في الجيش.
وعندما رأى قتال الإمام والتحامه في حال وحدته وفقد أنصاره، وأدرك أنّه لا يستطيع أن يقتل الإمام بالبراز له، أمر أن تهجم عليه الرجّالة والخيّالة والرماة دفعة واحدة، وبعد أن ألقوا الإمام على الأرض صريعاً وخاف خوليّ من قطع رأسه عليهالسلام، ترجّل شمرٌ استناداً إلى بعض الروايات عن فرسه وحزّ رأسه المبارك، وأرسله بيد خوليّ إلى عمر بن سعد. وأمر شمر غلامه أن يقتل امرأة عبد اللّه بن عمير الكلبي، وكان له دور رئيس في الهجوم على الخيام، والتعرّض للإمام السجّاد عليهالسلام، وأخذ السبايا ورؤوس الشهداء المطهّرة من العراق إلى الشام.
وقد بلغت جرائم شمر حدّاً بحيث لعنه الإمام الحسين عليهالسلام، وقد اضطرّ إلى الفرار خلال ثورة المختار، إلاّ أنّه حوصر أثناء الطريق بين الكوفة والبصرة، وفي تلك الرمضاء الملتهبة، وأصيب بجراح في اشتباك قصير، واستناداً لروايات، فإنّه قتل هناك. وبناء على رواية اُخرى فإنّه اُسر واُرسل إلى المختار، فقطع المختارُ رأسَه ورمى بجنازته في الزيت الساخن.