649
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وجنايات كربلاء، كان قبيح المنظر وقبيح الفعال.

حارب شمر في وقعة صفّين إلى جانب الإمام عليّ عليه‏السلام ضدّ الاُمويّين بل جرح فيها، إلاّ أنه لسوء عاقبته صار من أتباع الاُمويّين بعد ذلك.

وقد أدّت شهادته على حجر بن عديّ إلى استشهاد هذا الرجل العظيم في مرج عذرا، كما كان له دور مؤثّر في تفريق أهل الكوفة عن مسلم بن عقيل وتركهم إيّاه، وقد تسبّب في عمليّات كربلاء إلى أن لا يقبل ابن زياد اقتراح عمر بن سعد، وقام بنفسه بمهمّة إبلاغ كتاب عبيد اللّه‏ المشحون بالوعد والوعيد إلى عمر بن سعد، الذي طلب فيه الهجوم الشامل على الإمام الحسين عليه‏السلام وأصحابه، أو التخلّي عن القيادة وتسليمها لشمر، وعندما قبل عمر بن سعد الأمر بالقتال بعد ذلك، أصبح شمر قائد الميسرة في الجيش.

وعندما رأى قتال الإمام والتحامه في حال وحدته وفقد أنصاره، وأدرك أنّه لا يستطيع أن يقتل الإمام بالبراز له، أمر أن تهجم عليه الرجّالة والخيّالة والرماة دفعة واحدة، وبعد أن ألقوا الإمام على الأرض صريعاً وخاف خوليّ من قطع رأسه عليه‏السلام، ترجّل شمرٌ استناداً إلى بعض الروايات عن فرسه وحزّ رأسه المبارك، وأرسله بيد خوليّ إلى عمر بن سعد. وأمر شمر غلامه أن يقتل امرأة عبد اللّه‏ بن عمير الكلبي، وكان له دور رئيس في الهجوم على الخيام، والتعرّض للإمام السجّاد عليه‏السلام، وأخذ السبايا ورؤوس الشهداء المطهّرة من العراق إلى الشام.

وقد بلغت جرائم شمر حدّاً بحيث لعنه الإمام الحسين عليه‏السلام، وقد اضطرّ إلى الفرار خلال ثورة المختار، إلاّ أنّه حوصر أثناء الطريق بين الكوفة والبصرة، وفي تلك الرمضاء الملتهبة، وأصيب بجراح في اشتباك قصير، واستناداً لروايات، فإنّه قتل هناك. وبناء على رواية اُخرى فإنّه اُسر واُرسل إلى المختار، فقطع المختارُ رأسَه ورمى بجنازته في الزيت الساخن.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
648

وقد هيمن الخوف والرعب على عمر بن سعد بعد ثورة المختار، ثمّ حصل على كتاب الأمان من المختار بواسطة عبد اللّه‏ بن جعدة بن هبيرة، إلاّ أنّ المختار الذي كان قد كتب كتاب الأمان ذا وجهين بذكاوة، دبّر في أوّل فرصة ذريعة لكي يرسل أحد أصحابه المدعو أبا عمرة للقبض عليه، فقتله بالسيف في اشتباك جرى بينهما، ووضع رأسه في قبائِه وجاء به إلى المختار.

فعرض المختار رأس عمر بن سعد على حفص، نجل عمر بن سعد وسأله عمّا إذا كان يعرفه. فأجابه حفص، نعم واسترجع وقال:

«لا خير في العيش بعده» وقال المختار أيضاً: «صدقت، فإنّك لاتعيش بعده، فأمر به فقتل». وحينما جعلوا رأسه إلى جانب رأس أبيه، قال المختار: «هذا بحسين وهذا بعليّ بن الحسين ولا سواء۱». ثم أرسل المختار رأسيهما إلى المدينة إلى محمّد بن الحنفيّة.۲

جدير بالذكر أنّه يوجد اختلاف في تاريخ وقوع هذه الحوادث۳، لكن يبدو أنّ مقتل عمر بن سعد حدث في أوائل ثورة المختار، أي سنة ۶۶ هـ كما ذكره الطبري.۴

۴ / ۴

شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ

أبو سابغة شمر بن ذي الجوشن، الضباب بن الكلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور. أحد الذين لهم دور رئيس في جرائم

1.. تهذيب التهذيب : ج ۴ ص ۲۷۲ ، الطبقات الكبرى : ج ۵ ص ۱۶۸ .

2.. تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۶۲ .

3.. تاريخ دمشق: ج ۴۵، ص۴۰.

4.. تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۶۲ ، تهذيب التهذيب : ج ۴ ص ۲۷۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15931
صفحه از 895
پرینت  ارسال به