كربلاء كان في الأربعين الثانية وفي عام ۶۲ للهجرة، وقد طرح صاحب كتاب قمقام زخّار هذه النظرية دون أن يقيم دليلاً عليها.
د ـ عودة أهل البيت إلى كربلاء في غير الأربعين
يُعدّ الآثار الباقية لأبي الريحان البيروني (م ۴۴۰ه. ق) المصدر الوحيد بين المصادر القديمة، والكتاب الوحيد الذي صرّح بأنّ أهل بيت سيّد الشهداء عادوا إلى كربلاء في الأربعين، ولكنّ هذا الكلام لا يمكن الأخذ به نظراً إلى ما قيل، خاصّة وإنّ أيّاً من المصادر لم تؤيّد هذا الرأي حتّى القرن السابع.
إلا أنّ عودة أهل بيت سيّد الشهداء إلى كربلاء في غير الأربعين قد ذُكرت في مصادر مثل: أمالي الصدوق،اللهوف، ومثير الأحزان. ولعلّ الإشكال الوحيد الذي يمكن طرحه في هذا المجال، هو أنّ طريق الشام إلى المدينة يعتبر طريقاً مستقلاًّ، ولا علاقة له بطريق كربلاء، وكما قال المحدّث النوري: فإنّ من المستبعد أن يكون يزيد قد أذن بأن يطيلوا السفر ويقتادوا أهل البيت إلى كربلاء مرّة اُخرى. إلاّ أنّه مع هذا الاستبعاد لا يمكن إنكار أصل عودة أهل البيت إلى كربلاء.
ثانياً: حضور جابر في الأربعين الاُولى في كربلاء
هناك روايات عديدة تدلّ على حضور جابر بن عبد اللّه الأنصاري في الأربعين الأولى لشهداء كربلاء سنة ۶۱ هجرية.
ولكن شكّك البعض في هذه الروايات ؛ نظراً إلى أنّ السفر من المدينة إلى كربلاء بالإمكانات المتاحة آنذاك بعد وصول الخبر إلى المدينة كان يستغرق أكثر من أربعين يوماً، وعليه فلم يكن بإمكان جابر الحضور في كربلاء في الأربعين الاُولى.۱