627
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

كربلاء كان في الأربعين الثانية وفي عام ۶۲ للهجرة، وقد طرح صاحب كتاب قمقام زخّار هذه النظرية دون أن يقيم دليلاً عليها.

د ـ عودة أهل البيت إلى كربلاء في غير الأربعين

يُعدّ الآثار الباقية لأبي الريحان البيروني (م ۴۴۰ه. ق) المصدر الوحيد بين المصادر القديمة، والكتاب الوحيد الذي صرّح بأنّ أهل بيت سيّد الشهداء عادوا إلى كربلاء في الأربعين، ولكنّ هذا الكلام لا يمكن الأخذ به نظراً إلى ما قيل، خاصّة وإنّ أيّاً من المصادر لم تؤيّد هذا الرأي حتّى القرن السابع.

إلا أنّ عودة أهل بيت سيّد الشهداء إلى كربلاء في غير الأربعين قد ذُكرت في مصادر مثل: أمالي الصدوق،اللهوف، ومثير الأحزان. ولعلّ الإشكال الوحيد الذي يمكن طرحه في هذا المجال، هو أنّ طريق الشام إلى المدينة يعتبر طريقاً مستقلاًّ، ولا علاقة له بطريق كربلاء، وكما قال المحدّث النوري: فإنّ من المستبعد أن يكون يزيد قد أذن بأن يطيلوا السفر ويقتادوا أهل البيت إلى كربلاء مرّة اُخرى. إلاّ أنّه مع هذا الاستبعاد لا يمكن إنكار أصل عودة أهل البيت إلى كربلاء.

ثانياً: حضور جابر في الأربعين الاُولى في كربلاء

هناك روايات عديدة تدلّ على حضور جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري في الأربعين الأولى لشهداء كربلاء سنة ۶۱ هجرية.

ولكن شكّك البعض في هذه الروايات ؛ نظراً إلى أنّ السفر من المدينة إلى كربلاء بالإمكانات المتاحة آنذاك بعد وصول الخبر إلى المدينة كان يستغرق أكثر من أربعين يوماً، وعليه فلم يكن بإمكان جابر الحضور في كربلاء في الأربعين الاُولى.۱

1.. راجع : الإقبال : ج ۳ ص ۱۰۱ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
626

ب ـ عدم عودة أهل البيت إلى كربلاء في الأربعين الاُولى

استبعد السيّد ابن طاووس قدس‏سره عودة أهل بيت سيّد الشهداء في الأربعين الاُولى إلى كربلاء، ولم ينكر أصل عودتهم، وهذا هو نصّ كلامه:

وجدت في مصباح المتهجد۱، أنّ حرم الحسين عليه‏السلام وصلوا المدينة مع مولانا عليّ بن الحسين عليه‏السلام يوم العشرين من صفر، وفي غيره أنّهم وصلوا كربلاء في عودهم من الشام يوم العشرين من صفر، وكلاهما مستبعد ؛ لأنّ عبيد اللّه‏ بن زياد لعنه اللّه‏ كتب إلى يزيد يعرّفه ما جرى و يستأذنه في حملهم، ولم يحملهم حتّى عاد الجواب إليه، وهذا يحتاج إلى نحو عشرين يوماً، أو أكثر منها؛ ولأنّه لمّا حملهم إلى الشام روي أنّهم أقاموا فيها شهراً في موضعٍ لا يقيهم من حرّ ولا برد، ومقتضى الحال أنّهم تأخّروا أكثر من أربعين يوماً من يوم قتل الحسين عليه‏السلام إلى أن وصلوا العراق، أو المدينة. فرجوعهم إلى كربلاء ممكن، إلاّ أنّه لا يكون وصولهم إليها يوم العشرين من صفر....۲

ويتّضح من خلال التأمّل في هذا الكلام، أن لا تعارض بين كلام السيّد ابن طاووس هنا وبين ما نقله في كتاب اللهوف، من أنّ أهل البيت مرّوا بكربلاء خلال عودتهم من الشام، وما استبعده هو وصول أهل البيت في الأربعين الاُولى إلى كربلاء، لا مجيئهم مطلقاً. وبناءً على ذلك، فما قيل من أنّ السيّد ابن طاووس عدل في كتاب الإقبال عن كلامه في اللهوف۳، ليس صحيحاً، وسببه هو عدم التأمّل في كلامه.

ج ـ عودة أهل البيت إلى كربلاء في الأربعين الثانية

يرى البعض، استناداً إلى القرائن الدالّة على عدم إمكان عودة أهل بيت سيّد الشهداء إلى كربلاء في الأربعين الاُولى، أنّ وصولهم ووصول جابر بن عبد اللّه‏ الأنصاري إلى

1.. مصباح المتهجّد : ص ۷۸۷.

2.. الإقبال : ج ۳ ص ۱۰۰.

3.. راجع : حماسه حسيني بالفارسية : ج ۱ ص ۳۰، منتهى الآمال (بالفارسية): ص ۴۸۱.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14638
صفحه از 895
پرینت  ارسال به