إنّ الشيخ المفيد والشيخ الطوسي۱ والكفعمي ذكروا أنّه في اليوم العشرين من صفر كان رجوع حرم أبي عبداللّه عليهالسلام من الشام إلى المدينة، وهو اليوم الّذي ورد فيه جابر بن عبداللّه الأنصاري من المدينة إلى كربلاء لزيارة قبر أبي عبداللّه عليهالسلام، فكان اوّل من زاره من الناس.
وبسط شيخنا العلاّمة النوري طاب ثراه في كتاب اللؤلووالمرجان القول في الردّ على هذا النقل، واعتذر عن نقل السيّد ابن طاووس له في كتابه، والمقام لا يتّسع لبسط الكلام فيه.
واحتمل البعض أنّ أهل البيت عليهمالسلام قدموا إلى كربلاء عند ذهابهم من الكوفة إلى الشام، إلاّ أنّ هذا الاحتمال بعيد لجهاتٍ عديدة. كما احتمل أنّهم جاؤوا إلى كربلاء بعد الرجوع من الشام، ولكن في غير يوم الأربعين؛ ذلك لأنّ السيّد والشيخ ابن نما رويا وصولهم إلى كربلاء ولم يقيّدوه بيوم الأربعين، وهذا الاحتمال ضعيف أيضاً ؛ ذلك لأنّ الآخرين ـ مثل صاحب روضة الشهداء،۲ وحبيب السير۳ وغيرهما۴ ممّن نقلوه ـ قيّدوه بيوم الأربعين، كما يظهر من عبارة السيّد أنّهم دخلوا كربلاء مع جابر في يوم واحد ووقت واحد، حيث قال: «فوافوا في وقت واحد» ومن المسلّم أنّ وصول جابر إلى كربلاء كان في يوم الأربعين. بالإضافة إلى كلّ ما ذُكر، فإنّ تفصيل دخول جابر كربلاء جاء في كتاب مصباح الزائر للسيّد ابن طاووس وبشارة المصطفى، وكلاهما من الكتب المعتبرة، ولم يرد ذكر دخول أهل البيت في ذلك الوقت أصلاً رغم اقتضاء المقام ذكره.۵
1.. مصباح المتهجّد : ص۷۸۷ ، العدد القويّة : ص۲۱۹ ح۱۱ .
2.. روضة الشهداء : ص ۳۹۱ .
3.. تاريخ حبيب السير : ج ۲ ص ۶۰ .
4.. توضيح المقاصد: ص ۶ وراجع: بحار الأنوار: ج ۱۰۱ ص ۳۳۴.
5.. منتهى الآمال بالفارسية : ص ۵۲۴.