621
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

سَلامُ اللّهِ ورِضوانُهُ، وأشهَدُ أنَّكَ مَضَيتَ عَلى ما مَضى عَلَيهِ أخوكَ يَحيَى بنُ زَكَرِيّا.
ثُمَّ جالَ بِبَصَرِهِ حَولَ القَبرِ وقالَ: السَّلامُ عَلَيكُم أيَّتُهَا الأَرواحُ الَّتي حَلَّت بِفِناءِ الحُسَينِ وأناخَت بِرَحلِهِ، وأشهَدُ أنَّكُم أقَمتُمُ الصَّلاةَ وآتَيتُمُ الزَّكاةَ، وأمَرتُم بِالمَعروفِ ونَهَيتُم عَنِ المُنكَرِ، وجاهَدتُمُ المُلحِدينَ، وعَبَدتُمُ اللّهَ حَتّى أتاكُمُ اليَقينُ. وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ نَبِيّا لَقَد شارَكنا كُم فيما دَخَلتُم فيهِ.
قالَ عَطِيَّةُ: فَقُلتُ لَهُ: يا جابِرُ ! كَيفَ ولَم نَهبِط وادِيا ولَم نَعلُ جَبَلاً ولَم نَضرِب بِسَيفٍ، وَالقَومُ قَد فُرِّقَ بَينَ رُؤوسِهِم وأبدانِهِم، واُوتِمَت أولادُهُم، وأرمَلَت أزواجُهُم ؟!
فَقالَ: يا عَطِيَّةُ ! سَمِعتُ حَبيبي رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يَقولُ: مَن أحَبَّ قَوما حُشِرَ مَعَهُم، ومَن أحَبَّ عَمَلَ قَومٍ اُشرِكَ في عَمَلِهِم، وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّدا بِالحَقِّ نَبِيّا، إنَّ نِيَّتي ونِيَّةَ أصحابي عَلى ما مَضى عَلَيهِ الحُسَينُ عليه‏السلام وأصحابُهُ، خُذوا بي نَحوَ أبياتِ كوفانَ۱.۲

۶۳۳.المصباح للكفعمي: سُمِّيَت بِزِيارَةِ الأَربَعينَ لِأَنَّ وَقتَها يَومُ العِشرينَ مِن شَهرِ صَفَرٍ، وذلِكَ لِأَربَعينَ يَوما مِن مَقتَلِ الحُسَينِ عليه‏السلام، وهُوَ اليَومُ الَّذي وَرَدَ فيهِ جابِرُ بنُ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيُّ صاحِبُ النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله مِنَ المَدينَةِ إلى كَربَلاءَ لِزِيارَةِ قَبرِ الحُسَينِ عليه‏السلام، فَكانَ أوَّلَ مَن زارَهُ مِنَ النّاسِ... وفي هذَا اليَومِ كانَ رُجوعُ حَرَمِ الحُسَينِ عليه‏السلام مِنَ الشّامِ إلَى المَدينَةِ.۳

1.. في المصدر : «خذني نحو إلى أبيات كوفان» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.. بشارة المصطفى : ص ۷۴ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۹ .

3.. المصباح للكفعمي : ص ۶۴۸ «الهامش» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
620

۸ / ۸

أوَّلُ مَن زارَ قَبرَ الحُسَينِ علیه السلام مِنَ النّاسِ

۶۳۲.بشارة المصطفى عن عطيّة العوفي۱: خَرَجتُ مَعَ جابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيِّ زائِرَينِ قَبرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه‏السلام، فَلَمّا وَرَدنا كَربَلاءَ دَنا جابِرٌ مِن شاطِئِ الفُراتِ فَاغتَسَلَ، ثُمَّ اتَّزَرَ بِإِزارٍ وَارتَدى بِآخَرَ، ثُمَّ فَتَحَ صُرَّةً فيها سُعدٌ فَنَثَرَها عَلى بَدَنِهِ، ثُمَّ لَم يَخطُ خُطوَةً إلاّ ذَكَرَ اللّهَ تَعالى.
حَتّى إذا دَنا مِنَ القَبرِ قالَ: ألمِسنيهِ، فَأَلمَستُهُ، فَخَرَّ عَلَى القَبرِ مَغشِيّا عَلَيهِ، فَرَشَشتُ عَلَيهِ شَيئا مِنَ الماءِ، فَلَمّا أفاقَ قالَ: يا حُسَينُ، ثَلاثا، ثُمَّ قالَ: حَبيبٌ لا يُجيبُ حَبيبَهُ. ثُمَّ قالَ: وأنّى لَكَ بِالجَوابِ وقَد شُحِطَت أوداجُكَ۲ عَلى أثباجِكَ۳، وفُرِّقَ بَينَ بَدَنِكَ ورَأسِكَ، فَأَشهَدُ أنَّكَ ابنُ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَابنُ سَيِّدِ المُؤمِنينَ، وَابنُ حَليفِ التَّقوى وسَليلِ الهُدى وخامِسُ أصحابِ الكِساءِ، وَابنُ سَيِّدِ النُّقَباءِ، وَابنُ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ، وما لَكَ لا تَكونُ هكَذا وقَد غَذَّتكَ كَفُّ سَيِّدِ المُرسَلينَ، ورُبّيتَ في حِجرِ المُتَّقينَ، ورُضِعتَ مِن ثَديِ الإِيمانِ وفُطِمتَ بِالإِسلامِ، فَطِبتَ حَيّا وطِبتَ مَيِّتا، غَيرَ أنَّ قُلوبَ المُؤمِنينَ غَيرُ طَيِّبَةٍ لِفِراقِكَ، ولا شاكَّةٍ فِي الخِيَرَةِ لَكَ، فَعَلَيكَ

1.. عطيّة بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي القيسي الكوفي ، أبو الحسن . سمّاه أمير المومنين عليه‏السلام ، وقال فيه : «هذا عطيّة اللّه‏» . كان من مشاهير التابعين، وذكره الطوسي في أصحاب عليّ والباقر عليهماالسلام ، وعدّه البرقي في أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام . كان ثقة ، كثير الحديث ، خرج مع ابن الأشعث على الحجاج ، وضرب بأمر الحجّاج ۴۰۰ سوطا لامتناعه عن سبّ عليّ عليه‏السلام ، وحلق رأسه ولحيته. ثمّ لجأ إلى فارس ، واستقرّ بخراسان بقيّة أيّام الحجّاج ، وعاد إلى الكوفة لمّا ولي العراق عمر بن هبيرة ، وتوفّي بها سنة ۱۱۱ على المشهور ، أو ۱۲۷ كما قيل ، وهو الظاهر بقرينة روايته عن الصادق عليه‏السلام وراجع: رجال الطوسي: ص ۷۶ وص ۱۴۰ ورجال البرقي: ص ۴۰ والطبقات الكبرى : ج ۶ ص ۳۰۴ وسير أعلام النبلاء: ج۵ ص ۳۲۵ وتهذيب الكمال: ج ۲۰ ص ۱۴۵ وتهذيب التهذيب: ج ۴ ص ۱۳۸ وتاريخ الطبري : ج ۱۱ المنتخب من ذيل المذيل ص ۶۴۰ .

2.. الأوداجُ : هي ما أحاط بالعنق من العروق النهاية : ج ۵ ص ۱۶۵ «ودج» .

3.. الثَّبَجُ : ما بين الكاهل إلى الظهر الصحاح : ج ۱ ص ۳۰۱ «ثبج» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14729
صفحه از 895
پرینت  ارسال به