615
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

واُسكِنَّ في مَساكِنَ لا تَقيهِنَّ مِن حَرٍّ ولا بَردٍ، حَتّى تَقَشَّرَتِ الجُلودُ، وسالَ الصَّديدُ، بَعدَ كَنِّ۱ الخُدورِ۲ وظِلِّ السُّتورِ، وَالصَّبرُ ظاعِنٌ، وَالجَزَعُ مُقيمٌ، وَالحُزنُ لَهُنَّ نَديمٌ.۳

۷ / ۱۴

ما رَأَت سُكَينَةُ علیها السلام فِي المَنامِ

۶۲۲.الملهوف عن سكينة: لَمّا كانَ فِي اليَومِ الرّابِعِ مِن مُقامِنا، رَأَيتُ فِي المَنامِ... ورَأَيتُ امرَأَةً راكِبَةً في هَودَجٍ ويَدُها مَوضوعَةٌ عَلى رَأسِها، فَسَأَلتُ عَنها، فَقيلَ لي: فاطِمَةُ بِنتُ مُحَمَّدٍ أمُّ أبيكِ.
فَقُلتُ: وَاللّهِ لَأَنطَلِقَنَّ إلَيها ولاَُخبِرَنَّها ما صُنِعَ بِنا. فَسَعَيتُ مُبادِرَةً نَحوَها حَتّى لَحِقتُ بِها ووَقَفتُ بَينَ يَدَيها أبكي وأقولُ:
يا اُمَّتاه جَحَدوا وَاللّهِ حَقَّنا، يا اُمَّتاه بَدَّدوا وَاللّهِ شَملَنا، يا اُمَّتاه اِستَباحوا وَاللّهِ حَريمَنا، يا اُمَّتاه قَتَلوا وَاللّهِ الحُسَينَ أبانا.
فَقالَت لي: كُفّي صَوتَكِ يا سُكَينَةُ ! فَقَد قَطَّعتِ نِياطَ۴ قَلبي، وأقرَحتِ كَبِدي، هذا قَميصُ أبيكِ الحُسَينِ لا يُفارِقُني حَتّى ألقَى اللّهَ بِهِ.۵

1.. الكَنّ : الصَّوْن ؛ يقال : كَنَّهُ يَكُنُّهُ ؛ أي صانَهُ راجع : لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۶۱ «كنن» .

2.. في المصدر : «الخدود» ، وهو تصحيف .

3.. مثير الأحزان : ص ۱۰۲ .

4.. النياط : عِرق عُلّق به القلب من الوتين، فإذا قطع مات صاحبه الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۶۶ «نوط» .

5.. الملهوف : ص ۲۲۰ ، مثير الأحزان : ص ۱۰۴ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
614

غالِبٍ ؛ ذاكَ جَدّي عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ.
أنَا ابنُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ، أنَا ابنُ سَيِّدَةِ النِّساءِ، أنَا ابنُ الطُّهرِ البَتولِ، أنَا ابنُ بضَعَةِ الرَّسولِ.
قالَ: ولَم يَزَل يَقولُ: أنَا أنَا، حَتّى ضَجَّ النّاسُ بِالبُكاءِ وَالنَّحيبِ، وخَشِيَ يَزيدُ أن تَكونَ فِتنَةٌ، فَأَمَرَ المُؤَذِّنَ أن يُؤَذِّنَ، فَقَطعَ عَلَيهِ الكَلامَ وسَكَتَ.
فَلَمّا قالَ المُؤَذِّنُ: «اللّه‏ُ أكبَرُ» قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: كَبَّرتَ كَبيرا لايُقاسُ، ولا يُدرَكُ بِالحَواسِّ، لا شَيءَ أكبَرُ مِنَ اللّهِ.
فَلَمّا قالَ: «أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه‏ُ» قالَ عَلِيٌّ عليه‏السلام: شَهِدَ بِها شَعري وبَشَري، ولَحمي ودَمي، ومُخّي وعَظمي.
فَلَمّا قالَ: «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ» التَفَتَ عَلِيٌّ عليه‏السلام مِن أعلَى المِنبَرِ إلى يَزيدَ، وقالَ: يا يَزيدُ! مُحَمَّدٌ هذا جَدّي أم جَدُّكَ ؟ فَإِن زَعَمتَ أنَّهُ جَدُّكَ فَقَد كَذَبتَ، وإن قُلتَ إنَّهُ جَدّي فَلِمَ قَتَلتَ عِترَتَهُ ؟!
قالَ: وفَرَغَ المُؤَذِّنُ مِنَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ، فَتَقَدَّمَ يَزيدُ وصَلّى صَلاةَ الظُّهرِ.۱

۷ / ۱۳

آلُ الرَّسولِ صلی الله علیه وآله فِي حَبسِ يَزيدَ

۶۲۱.مثير الأحزان: كانَتِ النِّساءُ مُدَّةَ مُقامِهِنَّ بِدِمَشقَ يَنُحنَ عَلَيهِ [أي عَلَى الحُسَينِ عليه‏السلام] بِشَجوٍ وأنَّةٍ، ويَندُبنَ بِعَويلٍ ورَنَّةٍ، ومُصابُ الأَسرى عَظُمَ خَطبُهُ، وَالأَسى لِكَلمِ۲ الثَّكلى۳ عالَ طَبُّهُ.

1.. مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۹ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۷ .

2.. الكَلمُ : الجَرحُ النهاية : ج ۴ ص ۱۹۹ «كلم» .

3.. الثَّكَلُ : فَقدُ الوَلَدِ ، امرأة ثاكل وثكلى النهاية : ج ۱ ص ۲۱۷ «ثكل» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14627
صفحه از 895
پرینت  ارسال به