غالِبٍ ؛ ذاكَ جَدّي عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ.
أنَا ابنُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ، أنَا ابنُ سَيِّدَةِ النِّساءِ، أنَا ابنُ الطُّهرِ البَتولِ، أنَا ابنُ بضَعَةِ الرَّسولِ.
قالَ: ولَم يَزَل يَقولُ: أنَا أنَا، حَتّى ضَجَّ النّاسُ بِالبُكاءِ وَالنَّحيبِ، وخَشِيَ يَزيدُ أن تَكونَ فِتنَةٌ، فَأَمَرَ المُؤَذِّنَ أن يُؤَذِّنَ، فَقَطعَ عَلَيهِ الكَلامَ وسَكَتَ.
فَلَمّا قالَ المُؤَذِّنُ: «اللّهُ أكبَرُ» قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام: كَبَّرتَ كَبيرا لايُقاسُ، ولا يُدرَكُ بِالحَواسِّ، لا شَيءَ أكبَرُ مِنَ اللّهِ.
فَلَمّا قالَ: «أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ» قالَ عَلِيٌّ عليهالسلام: شَهِدَ بِها شَعري وبَشَري، ولَحمي ودَمي، ومُخّي وعَظمي.
فَلَمّا قالَ: «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ» التَفَتَ عَلِيٌّ عليهالسلام مِن أعلَى المِنبَرِ إلى يَزيدَ، وقالَ: يا يَزيدُ! مُحَمَّدٌ هذا جَدّي أم جَدُّكَ ؟ فَإِن زَعَمتَ أنَّهُ جَدُّكَ فَقَد كَذَبتَ، وإن قُلتَ إنَّهُ جَدّي فَلِمَ قَتَلتَ عِترَتَهُ ؟!
قالَ: وفَرَغَ المُؤَذِّنُ مِنَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ، فَتَقَدَّمَ يَزيدُ وصَلّى صَلاةَ الظُّهرِ.۱
۷ / ۱۳
آلُ الرَّسولِ صلی الله علیه وآله فِي حَبسِ يَزيدَ
۶۲۱.مثير الأحزان: كانَتِ النِّساءُ مُدَّةَ مُقامِهِنَّ بِدِمَشقَ يَنُحنَ عَلَيهِ [أي عَلَى الحُسَينِ عليهالسلام] بِشَجوٍ وأنَّةٍ، ويَندُبنَ بِعَويلٍ ورَنَّةٍ، ومُصابُ الأَسرى عَظُمَ خَطبُهُ، وَالأَسى لِكَلمِ۲ الثَّكلى۳ عالَ طَبُّهُ.
1.. مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۹ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۷ .
2.. الكَلمُ : الجَرحُ النهاية : ج ۴ ص ۱۹۹ «كلم» .
3.. الثَّكَلُ : فَقدُ الوَلَدِ ، امرأة ثاكل وثكلى النهاية : ج ۱ ص ۲۱۷ «ثكل» .