613
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

أنَا ابنُ مَن ضَرَبَ بَينَ يَدَي رَسولِ اللّهِ بِسَيفَينِ، وطَعَنَ بِرُمحَينِ، وهاجَرَ الهِجرَتَينِ، وبايَعَ البَيعَتَينِ، وصَلَّى القِبلَتَينِ، وقاتَلَ بِبَدرٍ وحُنَينٍ، ولَم يَكفُر بِاللّهِ طَرفَةَ عَينٍ، أَنا ابنُ صالِحِ المُؤمِنينَ، ووارِثِ النَّبِيّينَ، وقامِعِ المُلحِدينَ، ويَعسوبِ المُسلِمينَ، ونورِ المُجاهِدينَ، وزَينِ العابِدينَ، وتاجِ البَكّائينَ، وأصبَرِ الصّابِرينَ، وأفضَلِ القائِمينَ مِن آلِ ياسينَ، ورَسولِ رَبِّ العالَمينَ.
أنَا ابنُ المُؤَيَّدِ بِجَبرائيلَ، المَنصورِ بِميكائيلَ، أنَا ابنُ المُحامي عَن حَرَمِ المُسلِمينَ، وقاتِلِ النّاكِثينَ وَالقاسِطينَ وَالمارِقينَ، وَالمُجاهِدِ أعداءَهُ النّاصِبينَ، وأفخَرِ مَن مَشى مِن قُرَيشٍ أجمَعينَ، وأَوّلِ مَن أجابَ وَاستَجابَ للّه‏ِِ مِنَ المُؤمِنينَ، وأقدَمِ السّابِقينَ، وقاصِمِ المُعتَدينَ، ومُبيرِ۱ المُشرِكينَ، وسَهمٍ مِن مَرامِي اللّهِ عَلَى المُنافِقينَ، ولِسانِ حِكمَةِ العابِدينَ، ناصِرِ دينِ اللّهِ، ووَلِيِّ أمرِ اللّهِ، وبُستانِ حِكمَةِ اللّهِ، وعَيبَةِ۲ عِلمِ اللّهِ، سَمِحٌ سَخِيٌّ، بُهلولٌ۳ زَكِيٌّ أبطَحِيٌّ رَضِيٌّ مَرضِيٌّ، مِقدامٌ هُمامٌ، لاصابِرٌ صَوّامٌ، مُهَذَّبٌ قَوّامٌ، شُجاعٌ قَمقامٌ۴، قاطِعُ الأَصلابِ، ومُفَرِّقُ الأَحزابِ، أربَطُهُم جَنانا، وأطبَقُهُم عِنانا، وأجرَأَهُم لِسانا، وأمضاهُم عَزيمَةً، وأشَدُّهُم شَكيمَةً، أسَدٌ باسِلٌ، وغَيثٌ هاطِلٌ، يَطحَنُهُم فِي الحُروبِ ـ إذَا ازدَلَفَتِ الأَسِنَّةُ، وقَرُبَتِ الأَعِنَّةُ ـ طَحنَ الرَّحى، ويَذرُوهُم ذَروَ الرّيحِ الهَشيمِ، لَيثُ الحِجازِ، وصاحِبُ الإِعجاز، وكَبشُ العِراقِ، الإِمامُ بِالنَّصِّ وَالاستِحقاقِ، مَكِّيٌّ مَدَنِيٌّ، أبطَحِيُّ تِهامِيٌّ، خَيفِيٌّ عَقَبِيٌّ، بَدرِيٌّ اُحُدِيٌّ، شَجَرِيٌّ مُهاجِرِيٌّ، مِنَ العَرَبِ سَيِّدُها، ومِنَ الوَغى لَيثُها، وارِثُ المَشعَرَينِ، وأبُو السِّبطَينِ الحَسَنِ وَالحُسَينِ، مَظهَرُ العَجائِبِ، ومُفَرِّقُ الكَتائِبِ وَالشِّهابُ الثّاقِبُ، وَالنّورُ العاقِبُ، أسَدُ اللّهِ الغالِبُ، مَطلوبُ كُلِّ طالِبٍ، غالِبُ كُلِّ

1.. مُبِيرُ : مُهلِك النهاية : ج ۱ ص ۱۶۱ «بور» .

2.. عَيبَتي : أي خاصّتي وموضع سرّي النهاية : ج ۳ ص ۳۲۷ «عيب» .

3.. البُهلُولُ : السيّد الجامع لكلّ خير القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۳۹ «بهل» .

4.. القَمقَامُ : السيّد لكثرة خيره الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۱۵ «قمم» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
612

ثُمَّ قالَ: يا يَزيدُ ائذَن لي حَتّى أصعَدَ هذِهِ الأَعوادَ، فَأَتَكَلَّمَ بِكَلِماتٍ فيهِنَّ للّه‏ِِ رِضاً، ولِهؤُلاءِ الجالِسينَ أجرٌ وثَوابٌ. فَأَبى يَزيدُ.
فَقالَ النّاسُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ائذَن لَهُ لِيَصعَدَ، فَلَعَلَّنا نَسمَعُ مِنهُ شَيئا، فَقالَ لَهُم: إن صَعِدَ المِنبَرَ هذا لَم يَنزِل إلاّ بِفَضيحَتي وفَضيحَةِ آلِ أبي سُفيانَ، فَقالوا: وما قَدرُ ما يُحسِنُ هذا ؟ فَقالَ: إنَّهُ مِن أهلِ بَيتٍ قَد زُقُّوا العِلمَ زَقّا. ولَم يَزالوا بِهِ حَتّى أذِنَ لَهُ بِالصُّعودِ.
فَصَعِدَ المِنبَرَ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، ثُمَّ خَطَبَ خُطبَةً أبكى مِنهَا العُيونَ ؛ وأوجَلَ مِنهَا القُلوبَ، فَقالَ فيها:
أيُّهَا النّاسُ، اُعطينا سِتّا، وفُضِّلنا بِسَبعٍ: اُعطينَا العِلمَ، وَالحِلمَ، وَالسَّماحَةَ، وَالفَصاحَةَ، وَالشَّجاعَةَ، وَالمَحَبَّةَ في قُلوبِ المُؤمِنينَ. وفُضِّلنا بِأَنَّ مِنَّا النَّبِيَّ المُختارَ مُحَمَّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ومِنَّا الصِّدّيقُ، ومِنَّا الطَّيّارُ، ومِنَّا أسَدُ اللّهِ وأسَدُ الرَّسولِ، ومِنّا سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمينَ فاطِمَةُ البَتولُ، ومِنّا سِبطا هذِهِ الاُمَّةِ، وسَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ؛ فَمَن عَرَفَني فَقَد عَرَفَني، ومَن لَم يَعرِفني أنبَأتُهُ بِحَسَبي ونَسَبي، أنَا ابنُ مَكَّةَ ومِنىً، أنَا ابنُ زَمزَمَ وَالصَّفا، أنَا ابنُ مَن حَمَلَ الزَّكاةَ بِأَطرافِ الرِّدا، أنَا ابنُ خَيرِ مَنِ ائتَزَرَ وَارتَدى، أنَا ابنُ خَيرِ مَنِ انتَعَلَ وَاحتَفى، أنَا ابنُ خَيرِ مَن طافَ وَسعى، أنَا ابنُ خَيرِ مَن حَجَّ ولَبّى، أنَا ابنُ مَن حُمِلَ عَلَى البُراقِ۱ فِي الهَوا، أنَا ابنُ مَن اُسرِيَ بِهِ مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إلَى المَسجِدِ الأَقصى، فَسُبحانَ مَن أسرى، أنَا ابنُ مَن بَلَغَ بِهِ جَبرائيلُ إلى سِدرَةِ المُنتَهى، أنَا ابنُ مَن دَنى فَتَدَلّى فَكانَ مِن رَبِّهِ قابَ قَوسَينِ أو أدنى، أنَا ابنُ مَن صَلّى بِمَلائِكَةِ السَّما، أنَا ابنُ مَن أوحى لَهُ الجَليلُ ما أوحى، أنَا ابنُ مُحَمَّدٍ المُصطَفى، أنَا ابنُ عَلِيٍّ المُرتَضى، أنَا ابنُ مَن ضَرَبَ خَراطيمَ الخَلقِ حَتّى قالوا: لا إلهَ إلاَّ اللّه‏ُ.

1.. البُراق : هي الدابّة الّتي ركبها صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ليلَةَ الإسراء ، سُمّي بذلك لنصوعِ لَونه وشِدّة بريقه . وقيل لسرعة حَركته شبَّهَهُ فيهما بالبَرق النهاية : ج ۱ ص ۱۲۰ «برق» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16119
صفحه از 895
پرینت  ارسال به