611
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

فَالحَمدُ للّه‏ِِ الَّذي خَتَمَ لِأَوَّلِنا بِالسَّعادَةِ وَالمَغفِرَةِ، ولاِخِرِنا بِالشَّهادَةِ وَالرَّحمَةِ، ونَسأَلُ اللّهَ أن يُكمِلَ لَهُمُ الثَّوابَ ويوجِبَ لَهُمُ المَزيدَ، ويُحسِنَ عَلَينَا الخِلافَةَ إنَّهُ رَحيمٌ وَدودٌ، «حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ»۱.۲

۷ / ۱۱

اِحتِجاجُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ علیه السلام عَلى خاطِبِ يَزيدَ

۶۱۹.الملهوف: دَعا يَزيدُ لَعَنَهُ اللّه‏ُ بِالخاطِبِ وأمَرَهُ أن يَصعَدَ المِنبَرَ فَيَذُمَّ الحُسَينَ وأباهُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِما، فَصَعِدَ وبالَغَ في ذَمِّ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَالحُسَينِ الشَّهيدِ، وَالمَدحِ لِمُعاوِيَةَ ويَزيدَ.
فَصاحَ بِهِ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: وَيلَكَ أيُّهَا الخاطِبُ، اشتَرَيتَ مَرضاةَ المَخلوقِ بِسَخَطِ الخالِقِ، فَتَبَوَّأ مَقعَدَكَ مِنَ النّارِ.۳

۷ / ۱۲

خُطبَةُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ علیه السلام في مَسجِدِ دِمَشقَ

۶۲۰.مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي: رُوِيَ أنَّ يَزيدَ أمَرَ بِمِنبَرٍ وخَطيبٍ، لِيَذكُرَ لِلنّاسِ مَساوِئَ لِلحُسَينِ وأبيهِ عَلِيٍّ عليهماالسلام، فَصَعِدَ الخَطيبُ المِنبَرَ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، وأكثَرَ الوَقيعَةَ في عَلِيٍّ وَالحُسَينِ، وأطنَبَ في تَقريظِ۴ مُعاوِيَةَ ويَزيدَ.
فَصاحَ بِهِ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: وَيلَكَ أيُّهَا الخاطِبُ ! اشتَرَيتَ رِضَا المَخلوقِ بِسَخَطِ الخالِقِ ؟ فَتَبَوَّأ مَقعَدَكَ مِنَ النّارِ.

1.. آل عمران : ۱۷۳ .

2.. الملهوف : ص ۲۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۳ .

3.. الملهوف : ص ۲۱۹ ، مثير الأحزان : ص ۱۰۲ .

4.. التقريظ : المدح النهاية : ج ۴ ص ۴۲ «قرظ» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
610

فَوَاللّهِ ما فَرَيتَ إلاّ جِلدَكَ، ولا حَزَزتَ إلاّ لَحمَكَ، ولَتَرِدَنَّ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بِما تَحَمَّلتَ مِن سَفكِ دِماءِ ذُرِّيَّتِهِ، وَانتَهَكتَ مِن حُرمَتِهِ في عِترَتِهِ ولُحمَتِهِ، وحَيثُ يَجمَعُ اللّه‏ُ شَملَهُم، ويَلُمَّ شَعَثَهُم، ويَأخُذُ بِحَقِّهِم «وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَ تَا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ».۱
وحَسبُكَ بِاللّهِ حاكِما، وبِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خَصيما وبِجَبرَئيلَ ظَهيرا، وسَيَعلَمُ مَن سَوَّلَ لَكَ ومَكَّنَكَ مِن رِقابِ المُسلِمينَ، بِئسَ لِلظّالِمينَ بَدلاً، وأيُّكُم شَرٌّ مَكانا وأضعَفُ جُنداً.
ولَئِن جَرَت عَلَيَّ الدَّواهي مُخاطَبَتَكَ، إنّي لَأَستَصغِرُ قَدرَكَ، وأستَعظِمُ تَقريعَكَ، وأستَكثِرُ تَوبيخَكَ، لكِنَّ العُيونَ عَبرى وَالصُّدورَ حَرّى.
ألا فَالعَجَبُ كُلُّ العَجَبِ لِقَتلِ حِزبِ اللّهِ النُّجَباءِ بِحِزبِ الشَّيطانِ الطُّلَقاءِ، فَهذِهِ الأَيدي تَنضَحُ مِن دِمائِنا، وَالأَفواهُ تَتَحَلَّبُ مِن لُحومِنا، وتِلكَ الجُثَثُ الطَّواهِرُ الزَّواكي تَتَناهَبُهَا العَواسِلُ۲، وتَعفوها أُمَّهاتُ الفَراعِلِ.۳
ولَئِنِ اتَّخَذتَنا مَغنَما لَتَجِدُنا وَشيكا مَغرَما، حينَ لا تَجِدُ إلاّ ما قَدَّمَت يَداكَ، «وما رَبُّكَ بِظَلاّمٍ لِلعَبيدِ»۴، فَإِلَى اللّهِ المُشتَكى وعَلَيهِ المُعَوَّلُ.
فَكِد كَيدَكَ وَاسعَ سَعيَكَ وناصِب جَهدَكَ، فَوَاللّهِ لا تَمحُوَنَّ ذِكرَنا، ولا تُميتُ وَحيَنا، ولا تُدرِكَ أمَدَنا، ولا تَرحَضُ۵ عَنكَ عارَها، وهَل رَأيُكَ إلاّ فَنَدٌ۶، وأيّامُكَ إلاّ عَدَدٌ، وجَمعُكَ إلاّ بَدَدٌ۷، يَومَ يُنادِي المُنادِ: «ألا لَعنَةُ اللّهِ عَلَى الظّالِمينَ»۸.

1.. آل عمران : ۱۶۹ .

2.. العَاسِلُ : الذئب ، والجمع العُسَّلُ والعَواسِلُ الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۶۵ «عسل» .

3.. الفَرعَلُ : وَلَدُ الضبع الصحاح : ج ۵ ص ۱۷۹۰ «فرعل» .

4.. فصّلت : ۴۶ .

5.. الرّحْضُ : الغَسلُ النهاية : ج ۲ ص ۲۰۸ «رحض» .

6.. الفَنَدُ : الكذب، والفَنَدُ : ضعف الرأي الصحاح : ج ۲ ص ۵۲۰ «فند» .

7.. بَدَدَا : أي متفرّقين النهاية : ج ۱ ص ۱۰۵ «بدد» .

8.. هود : ۱۸ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14731
صفحه از 895
پرینت  ارسال به