609
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

فَمَهلاً مَهلاً، أنَسيتَ قَولَ اللّهِ تَعالى: «وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأِّنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ»۱ ؟
أمِنَ العَدلِ ـ يَابنَ الطُّلَقاءِ ـ تَخديرُكَ إماءَكَ ونِساءَكَ وسَوقُكَ بَناتِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله سَبايا، قَد هَتَكتَ سُتورَهُنَّ وأبدَيتَ وُجوهَهُنَّ، تَحدوا بِهِنَّ الأَعداءُ مِن بَلَدٍ إلى بَلَدٍ، ويَستَشرِفُهُنَّ أهلُ المَنازِلِ وَالمَناهِلِ، ويَتَصَفَّحُ وُجوهَهُنَّ القَريبُ وَالبَعيدُ، وَالدَّنِيُّ وَالشَّريفُ، لَيسَ مَعَهُنَّ مِن رِجالِهِنَّ وَلِيٌّ، ولا مِن حُماتِهِنَّ حَمِيٌّ ؟!
وكَيفَ تُرتَجى مُراقَبَةُ مَن لَفَظَ فوهُ أكبادَ الأَزكِياءِ، ونَبَتَ لَحمُهُ بِدِماءِ الشُّهَداءِ ؟
وكَيفَ يَستَظِلُّ في ظِلِّنا أهلَ البَيتِ مَن نَظَرَ إلَينا بِالشَّنَفِ۲ وَالشَّنَآنِ وَالإِحَنِ۳ وَالأَضغانِ ؟
ثُمَّ تَقولُ غَيرَ مُتَأَثِّمٍ ولا مُستَعظِمٍ:
لَأَهَلّوا وَاستَهَلّوا فَرَحا
ثُمَّ قالوا يا يَزيدُ لا تَشَل
مُنتَحِيا عَلى ثَنايا أبي عَبدِ اللّهِ عليه‏السلام سَيِّدِ شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ تَنكُتُها بِمِخصَرَتِكَ، وكَيفَ لا تَقولُ ذلِكَ، وقَد نَكَأتَ۴ القُرحَةَ وَاستَأصَلتَ الشّأفَةَ۵ بِإِراقَتِكَ دِماءَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ونُجومِ الأَرضِ مِن آلِ عَبدِ المُطَّلِبِ ؟ وتَهتِفُ بِأَشياخِكَ، وزَعَمتَ أنَّكَ تُناديهِم ! فَلَتَرِدَنَّ وَشيكا مَورِدَهُم، ولَتَوَدَّنَّ أنَّكَ شَلَلتَ وبَكِمتَ۶، ولَم تَكُن قُلتَ ما قُلتَ، وفَعَلتَ ما فَعَلتَ.
اللّهُمَّ خُذ بِحَقِّنا، وَانتَقِم مِمَّن ظَلَمَنا، وأحلِل غَضَبَكَ بِمَن سَفَكَ دِماءَنا وقَتَلَ حُماتَنا.

1.. آل عمران : ۱۷۸ .

2.. الشنف : البغض والتنكّر الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۸۳ «شنف» .

3.. الإحنَةُ : الحِقد وجمعها : الإحَنُ النهاية : ج ۱ ص ۲۷ «أحن» .

4.. نكأت القرحة : إذا قشرتها الصحاح : ج ۱ ص ۷۸ «نكأ» .

5.. الشأفة : قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى فتذهب الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۷۹ «شأف» .

6.. البُكمُ : جمع أبكَم، وهو الذي خُلق أخرس لا يتكلّم النهاية : ج ۱ ص ۱۵۰ «بكم» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
608

ثُمَّ جَعَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام يَقولُ:
ماذا تَقولونَ إن قالَ النَّبِيُّ لَكُم
ماذا فَعَلتُم وأنتُم آخِرُ الاُمَمِ
بِعِترَتي وبِأَهلي بَعدَ مُنقَلَبي
مِنهُم اُسارى ومِنهُم ضُرِّجوا بِدَمِ
ما كانَ هذا جَزائي إذ نَصَحتُكُمُ
أن تَخلُفوني بِسوءٍ في ذَوي رَحمِي
ثُمَّ قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: وَيلَكَ يا يَزيدُ، إنَّكَ لَو تَدري ما صَنَعتَ ومَا الَّذِي ارتَكَبتَ مِن أبي وأهلِ بَيتي وأخي وعُمومَتي، إذا لَهَرَبتَ فِي الجِبالِ وفَرَشتَ الرَّمادَ، ودَعَوتَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ أن يَكونَ رَأسُ الحُسَينِ ابنِ فاطِمَةَ وعَلِيٍّ عليهماالسلام مَنصوبا عَلى بابِ المَدينَةِ، وهُوَ وَديعَةُ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فيكُم، فَأَبشِر بِالخِزيِ وَالنَّدامَةِ غَدا إذا جُمِعَ النّاسُ لِيَومٍ لا رَيبَ فيهِ.۱

۷ / ۱۰

خُطبَةُ زَينَبَ علیها السلام في مَجلِسِ يَزيدَ

۶۱۸.الملهوف: قامَت زَينَبُ ابنَةُ عَلِيٍّ عليهماالسلام وقالَت: الحَمدُ للّه‏ِِ رَبِّ العالَمينَ، وصَلَّى اللّه‏ُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعينَ، صَدَقَ اللّه‏ُ كَذلِكَ يَقولُ: «ثُمَّ كَانَ عَقِبَةَ الَّذِينَ أَسَٔواْ السُّوأَى أَن كَذَّبُواْ بِٔايَتِ اللَّهِ وَ كَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ».۲
أظَنَنتَ يا يَزيدُ، حَيثُ أخَذتَ عَلَينا أقطارَ الأَرضِ وآفاقَ السَّماءِ فَأَصبَحنا نُساقُ كَما تُساقُ الإِماءُ، أنَّ بِنا عَلَى اللّهِ هَوانا وبِكَ عَلَيهِ كَرامَةً ! وأنَّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِندَهُ ! فَشَمَختَ بِأَنفِكَ ونَظَرتَ في عِطفِكَ۳ جَذَلاً مَسرورا، حينَ رَأَيتَ الدُّنيا لَكَ مُستَوسِقَةً۴، وَالاُمورَ مُتَّسِقَةً، وحينَ صَفا لَكَ مُلكُنا وسُلطانُنا.

1.. الفتوح : ج ۵ ص ۱۳۱، مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۳ .

2.. الروم : ۱۰ .

3.. عِطفا الرجل : جانباه من لدن رأسه إلى وركيه الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۰۵ «عطف» .

4.. استوسق عليه الأمر : أي اجتمعوا على طاعته ، واستقرّ المُلك فيه النهاية : ج ۵ ص ۱۸۵ «وسق» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14736
صفحه از 895
پرینت  ارسال به