ثُمَّ جَعَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام يَقولُ:
ماذا تَقولونَ إن قالَ النَّبِيُّ لَكُم
ماذا فَعَلتُم وأنتُم آخِرُ الاُمَمِ
بِعِترَتي وبِأَهلي بَعدَ مُنقَلَبي
مِنهُم اُسارى ومِنهُم ضُرِّجوا بِدَمِ
ما كانَ هذا جَزائي إذ نَصَحتُكُمُ
أن تَخلُفوني بِسوءٍ في ذَوي رَحمِي
ثُمَّ قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام: وَيلَكَ يا يَزيدُ، إنَّكَ لَو تَدري ما صَنَعتَ ومَا الَّذِي ارتَكَبتَ مِن أبي وأهلِ بَيتي وأخي وعُمومَتي، إذا لَهَرَبتَ فِي الجِبالِ وفَرَشتَ الرَّمادَ، ودَعَوتَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ أن يَكونَ رَأسُ الحُسَينِ ابنِ فاطِمَةَ وعَلِيٍّ عليهماالسلام مَنصوبا عَلى بابِ المَدينَةِ، وهُوَ وَديعَةُ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله فيكُم، فَأَبشِر بِالخِزيِ وَالنَّدامَةِ غَدا إذا جُمِعَ النّاسُ لِيَومٍ لا رَيبَ فيهِ.۱
۷ / ۱۰
خُطبَةُ زَينَبَ علیها السلام في مَجلِسِ يَزيدَ
۶۱۸.الملهوف: قامَت زَينَبُ ابنَةُ عَلِيٍّ عليهماالسلام وقالَت: الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجمَعينَ، صَدَقَ اللّهُ كَذلِكَ يَقولُ: «ثُمَّ كَانَ عَقِبَةَ الَّذِينَ أَسَٔواْ السُّوأَى أَن كَذَّبُواْ بِٔايَتِ اللَّهِ وَ كَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ».۲
أظَنَنتَ يا يَزيدُ، حَيثُ أخَذتَ عَلَينا أقطارَ الأَرضِ وآفاقَ السَّماءِ فَأَصبَحنا نُساقُ كَما تُساقُ الإِماءُ، أنَّ بِنا عَلَى اللّهِ هَوانا وبِكَ عَلَيهِ كَرامَةً ! وأنَّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ عِندَهُ ! فَشَمَختَ بِأَنفِكَ ونَظَرتَ في عِطفِكَ۳ جَذَلاً مَسرورا، حينَ رَأَيتَ الدُّنيا لَكَ مُستَوسِقَةً۴، وَالاُمورَ مُتَّسِقَةً، وحينَ صَفا لَكَ مُلكُنا وسُلطانُنا.
1.. الفتوح : ج ۵ ص ۱۳۱، مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۳ .
2.. الروم : ۱۰ .
3.. عِطفا الرجل : جانباه من لدن رأسه إلى وركيه الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۰۵ «عطف» .
4.. استوسق عليه الأمر : أي اجتمعوا على طاعته ، واستقرّ المُلك فيه النهاية : ج ۵ ص ۱۸۵ «وسق» .