607
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

فَقالَ: أنتَ تَرُدُّهُم إلى مَنازِلِهِم، ثُمَّ دَعا بِمِبرَدٍ فَأَقبَلَ يُبرِدُ الجامِعَةَ مِن عُنُقِهِ بِيَدِهِ.
ثُمَّ قالَ لَهُ: يا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ، أتَدري مَا الَّذي اُريدُ بِذلِكَ ؟
قالَ: بَلى، تُريدُ أن لا يَكونَ لِأَحَدٍ عَلَيَّ مِنَّةٌ غَيرُكَ.
فَقالَ يَزيدُ: هذا وَاللّهِ ما أرَدتُ أفعَلُهُ.
ثُمَّ قالَ يَزيدُ: يا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ «وَ مَا أَصَبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ».۱
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: كَلاّ ما هذِهِ فينا نَزَلَت، إنَّما نَزَلَت فينا: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءَاتَلكُمْ»۲ فَنَحنُ الَّذينَ لا نَأسى عَلى ما فاتَنا ولا نَفرَحُ بِما آتانا.۳

۶۱۷.الفتوح: تَقَدَّمَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام حَتّى وَقَفَ بَينَ يَدَي يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ، وجَعَلَ يَقولُ:
لا تَطمَعوا أن تُهينونا ونُكرِمَكُم
وأن نَكُفَّ الأَذى عَنكُم وتُؤذونا
فَاللّه‏ُ يَعلَمُ أنّا لا نُحِبُّكُم
ولا نَلومُكُمُ إن لَم تُحِبّونا
فَقالَ يَزيدُ: صَدَقتَ ـ يا غُلامُ ـ، ولكِن أرادَ أبوكَ وجَدُّكَ أن يَكونا أميرَينِ، فَالحَمدُ للّه‏ِِ الَّذي أذَلَّهُما وسَفَكَ دِماءَهُما.
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: يَابنَ مُعاوِيَةَ وهِندٍ وصَخرٍ، لَم يَزالوا آبائي وأجدادي فيهِمُ الإِمرَةُ مِن قَبلِ أن نَلِدَ، ولَقَد كانَ جَدّي عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه‏السلام يَومَ بَدرٍ واُحُدٍ وَالأَحزابِ في يَدِهِ رايَةُ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، وأبوكَ وجَدُّكَ في أيديهِما راياتُ الكُفّارِ.

1.. الشورى : ۳۰ .

2.. الحديد : ۲۲ و ۲۳ .

3.. تفسير القمّي : ج ۲ ص ۳۵۲ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
606

فَقالَت عَمَّتي لِلشّامِيِّ: كَذَبتَ وَاللّهِ ولَؤُمتَ، وَاللّهِ ما ذلِكَ لَكَ ولا لَهُ.
فَغَضِبَ يَزيدُ وقالَ: كَذَبتِ، إنَّ ذلِكِ لي، ولَو شِئتُ أن أفعَلَ لَفَعَلتُ.
قالَت: كَلاّ وَاللّهِ، ما جَعَلَ اللّه‏ُ لَكَ ذلِكَ، إلاّ أن تَخرُجَ مِن مِلَّتِنا وتَدينَ بِغَيرِها.
فَاستَطارَ يَزيدُ غَضَبا، وقالَ: إيّايَ تَستَقبِلينَ بِهذا ؟ ! إنَّما خَرَجَ مِنَ الدّينِ أبوكِ وأخوكِ.
قالَت زَينَبُ: بِدينِ اللّهِ ودينِ أبي ودينِ أخِي اهتَدَيتَ أنتَ وجَدُّكَ وأبوكَ إن كُنتَ مُسلِما.
قالَ: كَذَبتِ يا عَدُوَّةَ اللّهِ.
قالَت لَهُ: أنتَ أميرٌ تَشتُمُ ظالِما وتَقهَرُ بِسُلطانِكَ.
فَكَأَنَّهُ استَحيا وسَكَتَ. فَعادَ الشّامِيُّ فَقالَ: هَب لي هذِهِ الجارِيَةَ !
فَقالَ لَهُ يَزيدُ: اُغرُب، وَهَبَ اللّه‏ُ لَكَ حَتفا قاضِيا.۱

۷ / ۹

المُشادَّةُ بَينَ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ علیه السلام ويَزيدَ

۶۱۶.تفسير القمّي عن الصادق عليه‏السلام: لَمّا اُدخِلَ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه‏السلام عَلى يَزيدَ لَعَنَهُ اللّه‏ُ، واُدخِلَ عَلَيهِ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام وبَناتُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه‏السلام، وكانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام مُقَيَّدا مَغلولاً، فَقالَ يَزيدُ: يا عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ، الحَمدُ للّه‏ِِ الَّذي قَتَلَ أباكَ.
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: لَعَنَ اللّه‏ُ مَن قَتَلَ أبي. قالَ: فَغَضِبَ يَزيدُ وأمَرَ بِضَربِ عُنُقِهِ عليه‏السلام.
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَين عليه‏السلام: فَإِذا قَتَلتَني فَبَناتُ رَسولِ اللّهِ عليه‏السلام مَن يَرُدُّهُم إلى مَنازِلِهِم ولَيسَ لَهُم مَحرَمٌ غَيري ؟

1.. الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14588
صفحه از 895
پرینت  ارسال به