عَطشانُ، وأتَى اللّهَ حَتّى سَقاهُ من شَرابِ الجَنَّةِ، وذُبِحَ ذَبحا، وسُبِيَت حَرَمُهُ وحُمِلنَ مُكَشَّفاتِ الرَّؤوسِ عَلَى الاُكُفِ بِغَيرِ وِطاءٍ، حَتّى دَخَلنَ دِمَشقَ ورَأسُ الحُسَينِ بَينَهُنَّ عَلى رُمحٍ، إذا بَكَت إحداهُنَّ عِندَ رُؤيَتِهِ ضَرَبَها حارِسٌ بِسَوطِهِ، ووَقَفَ أهلُ الذِّمَّةِ لَهُنَّ في سوقِ دِمَشقَ يَبصُقونَ في وُجوهِهِنَّ، حَتّى وَقَفنَ بِبابِ يَزيدَ، فَأَمَرَ بِرَأسِ الحُسَينِ عليهالسلام فَنُصِبَ عَلَى البابِ وجَميعُ حَرَمِهِ حَولَهُ، ووُكِّلَ بِهِ الحَرَسُ، وقالَ: إذا بَكَت مِنهُنَّ باكِيَةٌ فَالِطموها.
فَظَلَلنَ ورَأسُ الحُسَينِ عليهالسلام بَينَهُنَّ مَصلوبٌ تِسعَ ساعاتٍ مِنَ النَّهارِ. وإنَّ اُمَّ كُلثومٍ رَفَعَت رَأسَها، فَرَأَت رَأسَ الحُسَينِ عليهالسلام فَبَكَت، وقالَت: يا جَدّاه ـ تُريدُ رَسولَ اللّهِ صلىاللهعليهوآله ـ هذا رَأسُ حَبيبِكَ الحُسَينِ مَصلوبٌ، وبَكَت، فَرَفَعَ يَدَهُ بَعضُ الحَرَسِ ولَطَمَها لَطمَةً حَصَرَ وَجهَها، وشَلَّت يَدُهُ مَكانَهُ.۱
۶۰۸.قرب الإسناد عن عبد اللّه بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه [الباقر] عليهماالسلام: لَمّا قُدِمَ عَلى يَزيدَ بِذَرارِيِّ الحُسَينِ، اُدخِلَ بِهِنَّ نَهارا مَكشوفاتٍ وُجوهُهُنَّ، فَقالَ أهلُ الشَّامِ الجُفاةُ: ما رَأَينا سَبيا أحسَنَ مِن هؤُلاءِ، فَمَن أنتُم ؟
فَقالَت سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ: نَحنُ سَبايا آلِ مُحَمَّدٍ.۲
۷ / ۴
مُحاوَرَةُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ علیه السلام مَعَ شَيخٍ شامِيٍّ
۶۰۹.الأمالي للصدوق عن حاجب عبيد اللّه بن زياد ـ في ذِكرِ مَجيءِ السَّبايا ـ: فَاُقيموا عَلى دَرَجِ المَسجِدِ حَيثُ يُقامُ السَّبايا، وفيهِم عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهالسلام، وهُوَ يَومِئَذٍ فَتىً شابٌّ، فَأَتاهُم شَيخٌ مِن أشياخِ أهلِ الشّامِ، فَقالَ لَهُم: الحَمدُ للّهِِ الَّذي قَتَلَكُم