597
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

ثمّ أمر يزيد اللعين برأس الحسين عليه‏السلام فطيف به في مدائن الشام وغيرها.۱

فمن الممكن ـ واستنادا إلى هذا الخبر ـ أن يكون الرأس الشريف بعد وصوله إلى الشام اُخذ إلى مناطق، مثل: الموصل ونصيبين الواقعتين على الطريق السلطاني.

ومن هنا فمن المحتمل أن تكون أمثال هذه الأحداث التي نقلها التاريخ لنا تتعلّق بالأيّام التي طافوا فيها بالرأس الشريف بعد وصول السبايا إلى الشام أو في زمان حركتهم نحوها.

ويأتي الاحتمال نفسه حول الأماكن التي تعرف بـ «رأس الحسين»، والتي يقول عنها ابن شهر آشوب في معرض كلامه حول مناقب الإمام عليه‏السلام:

ومن مناقبه عليه‏السلام ما ظهر من المشاهد التي يُقال لها «مشهد الرأس» من كربلاء إلى عسقلان، وما بينهما في الموصل ونصيبين وحماة وحمص ودمشق وغير ذلك.۲

وبالنسبة إلى هذه المدن، ففضلاً عن عدم تصريح ابن شهر آشوب بمرور السبايا أو الرأس الشريف بها، هناك احتمال آخر باعتبار أنّها كانت تحت سيطرة ونفوذ الحكومات الشيعية أو الموالية لأهل البيت عليهم‏السلام على مرّ السنين ـ كالحمدانيّين والفاطميّين ـ فقد اُحدِثت فيها أماكن ـ ومهما كانت الدوافع والحوافز ؛ سواء حقيقيّة أو رمزيّة وتذكاريّة أو عن طريق منامات وغير ذلك ـ وهذه الأماكن اُطلق عليها «رأس الحسين»، كالمقام الموجود في القاهرة إلى يومنا هذا والذي اُحدِث في زمان الفاطميّين.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن قصّة الراهب والرأس ذُكرت في بعض المواضع الاُخرى أيضاً، وبسبب استبعاد تكرارها، فإنّ رواية ابن شهرآشوب تتعرّض

1.. شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۵۹ .

2.. المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۸۲ في خصوص الأماكن المعروفة بـ «رأس الحسين» والموجودة فيالمناطق المشار إليها بل وخارجها أيضا وتقييمها من الناحية التاريخية راجع : نگاهي نو به جريان عاشوراء بالفارسية : ص۳۵۵ (مقال رأس الحسين ومقاماته) بقلم مصطفى صادقي .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
596

سقط لمّا جيء بالسبي من العراق ليُحمل إلى دمشق، أو طفل كان معهم [مات]بحلب فدفن هنالك.۱

ومن الواضح أنّ هذه الرواية ـ في حالة صحّتها ـ تنفي مرور السبايا من طريق البادية؛ لأنّ حلب لا تقع على هذا الطريق، وبمفردها لا تعيّن أحد الطريقين: الطريق السلطاني (المحاذي لدجلة) أو ضفاف الفرات ؛ ذلك لأنّ هذين الطريقين يشتركان مع بعضهما لمسافة طويلة، ومدينة حلب تقع في مسار كلا الطريقين.

ومن جهة اُخرى فإنّ تعبير مؤلّف معجم البلدان كلمة «يزعمون»، دالّ على عدم صلاحية هذا الظنّ للاستناد، خاصّة وأنّنا لا نعرف في أحداث كربلاء ابناً باسم المحسن أو زوجة حاملاً من الإمام الحسين عليه‏السلام، ولم يرد شيء عنهما في الكتب، وإنّ الشهرة المحلّية ـ على فرض صحّة الرواية ـ لا تتجاوز حدّ كونها عقيدة عامّة وعادية.

۲. من المحتمل أنّ البعض أراد أن يثبت مرور السبايا من الطريق السلطاني من خلال اتّحاد مسير حمل رأس الإمام الحسين عليه‏السلام مع مسير السبايا، استناداً إلى رواية ابن شهرآشوب. فقد روى ابن شهرآشوب نقلاً عن النطنزي۲ قصّة راهب الدير مع رأس الإمام الحسين عليه‏السلام وذلك في قِنَّسرين الواقعة في شمال الشام.
والجواب هو أنّ الفرض المسبق لهذا الاستدلال ـ أي اتّحاد مسير السبايا والرأس الشريف للإمام الحسين عليه‏السلام ـ ليس مسلّماً به، ومن المحتمل أن يكونوا قد طافوا بالرأس في المدن، ولكنّهم أخذوا السبايا عبر طريق أقصر. بل جاء في بعض الأخبار أنّ الرأس الطاهر للإمام عليه‏السلام طيف به في مدن الشام بعد دخول السبايا هذه المنطقة. يقول صاحب كتاب شرح الأخبار:

1.. معجم البلدان: ج ۲ ص ۲۸۴ و۱۸۶ وورد في كتاب بغية الطلب في تاريخ حلب: ج ۱ ص ۴۱۱ - ۴۱۴بتفصيل أكثر .

2.. المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۰ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16143
صفحه از 895
پرینت  ارسال به