585
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۶ / ۱۰

مُواجَهَةُ ابنِ زِيادٍ وعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ علیه السلام

۵۹۸.الإرشاد: وعُرِضَ عَلَيهِ [أي عَلَى ابنِ زِيادٍ] عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام فَقالَ لَهُ: مَن أنتَ ؟ فَقالَ: أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ. فَقالَ: ألَيسَ قَد قَتَلَ اللّه‏ُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ ؟ فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه‏السلام: قَد كانَ لي أخٌ يُسَمّى عَلِيّا قَتَلَهُ النّاسُ. فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ: بَلِ اللّه‏ُ قَتَلَهُ. فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام: «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا».
فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ وقالَ: وبِكَ جُرأَةٌ لِجَوابي ؟ وفيكَ بَقِيَّةٌ لِلرَّدِّ عَلَيَّ ! اذهَبوا بِهِ فَاضرِبوا عُنُقَهُ.
فَتَعَلَّقَت بِهِ زَينَبُ عَمَّتُهُ، وقالَت: يَابنَ زِيادٍ، حَسبُكَ مِن دِمائِنا، وَاعتَنَقَتهُ وقالَت: وَاللّهِ لا اُفارِقُهُ، فَإِن قَتَلتَهُ فَاقتُلني مَعَهُ.
فَنَظَرَ ابنُ زِيادٍ إلَيها وإلَيهِ ساعَةً، ثُمَّ قالَ: عَجَبا لِلرَّحِمِ ! وَاللّهِ إنّي لَأَظُنُّها وَدَّت أنّي قَتَلتُها مَعَهُ، دَعوهُ فَإِنّي أراهُ لِما بِهِ. ثُمَّ قامَ مِن مَجلِسِهِ حَتّى خَرَجَ مِنَ القَصرِ.۱

۶ / ۱۱

وُقوفُ عَبدِ اللّهِ بنِ عَفيفٍ أمامَ ابنِ زِيادٍ وفَوزُهُ بِالشَّهادَةِ ۲

۵۹۹.الإرشاد: دَخَلَ [ابنُ زِيادٍ] المَسجِدَ فَصَعِدَ المِنبَرَ فَقالَ: الحَمدُ للّه‏ِِ الَّذي أظهَرَ الحَقَّ وأهلَهُ، ونَصَرَ أميرَ المُؤمِنينَ يَزيدَ وحِزبَهُ، وقَتَلَ الكَذّابَ ابنَ الكَذّابِ وشيعَتَهُ.
فَقامَ إلَيهِ عَبدُ اللّهِ بنُ عَفيفٍ الأَزدِيُّ ـ وكانَ مِن شيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه‏السلام ـ فَقالَ: يا عَدُوَّ اللّهِ، إنَّ الكَذّابَ أنتَ وأبوكَ، وَالَّذي وَلاّكَ وأبوهُ، يَابنَ مَرجانَةَ، تَقتُلُ أولادَ النَّبِيّينَ وتَقومُ عَلَى المِنبَرِ مَقامَ الصِّدّيقينَ !

1.. الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۶ ، مثير الأحزان : ص ۹۱ .

2.. وقعت هذه الحادثة بعد صدامات ابن زياد مع أهل البيت في دار الإمارة كما في الإرشاد .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
584

قالَ: فَقالَ لَها عُبَيدُ اللّهِ: الحَمدُ للّه‏ِِ الَّذي فَضَحَكُم وقَتَّلَكُم وأكذَبَ اُحدوثَتَكُم !
فَقالَت: الحَمدُ للّه‏ِِ الَّذي أكرَمَنا بِمُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وطَهَّرَنا تَطهيرا، لا كَما تَقولُ أنتَ، إنَّما يَفتَضِحُ الفاسِقُ، ويُكَذَّبُ الفاجِرُ.
قالَ: فَكَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللّهِ بِأَهلِ بَيتِكِ ؟
قالَت: كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ، فَبَرَزوا إلى مَضاجِعِهِم، وسَيَجمَعُ اللّه‏ُ بَينَكَ وبَينَهُم، فَتَحاجّونَ إلَيهِ، وتَخاصَمونَ عِندَهُ.
قالَ: فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ وَاستَشاطَ، قالَ: فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ: أصلَحَ اللّه‏ُ الأَميرَ ! إنَّما هِيَ امرَأَةٌ، وهَل تُؤاخَذُ المَرأَةُ بِشَيءٍ مِن مَنطِقِها ؟ إنَّها لا تُؤاخَذُ بِقَولٍ، ولا تُلامُ عَلى خَطَلٍ.۱
فَقالَ لَهَا ابنُ زِيادٍ: قَد أشفَى اللّه‏ُ نَفسي مِن طاغِيَتِكِ، وَالعُصاةِ المَرَدَةِ مِن أهلِ بَيتِكِ.
قالَ: فَبَكَت، ثُمَّ قالَت: لَعَمري لَقَد قَتَلتَ كَهلي، وأبَرتَ۲ أهلي، وقَطَّعتَ فَرعي، وَاجتَثَثتَ أصلي، فَإِن يَشفِكَ هذا فَقَدِ اشتَفَيتَ.
فَقالَ لَها عُبَيدُ اللّهِ: هذِهِ شَجاعَةٌ۳، قَد لَعَمري كانَ أبوكَ شاعِرا شُجاعا.
قالَت: ما لِلمَرأَةِ وَالشَّجاعَةَ ! إنَّ لي عَنِ الشَّجاعَةِ لَشُغُلاً، ولكِنَّ نَفثي۴ ما أقولُ.۵

1.. الخَطَلُ : المنطق الفاسد النهاية : ج ۲ ص ۵۰ «خطل» .

2.. أبَرَ القَومَ : أهْلَكَهُم القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۶۱ «أبر» .

3.. في الإرشاد وإعلام الورى وكشف الغمّة : «سجاعة» بدل «شجاعة» في هذا المورد وما بعده ، والظاهر أنّهالصواب، ويؤيّده السِّياق .
قال الفيّومي : سَجَعَ الرجل كلامه : نظمه إذ جعل لكلامه فواصل كقوافي الشعر ولم يكن موزونا المصباح المنير : ص ۲۶۷ «سجعت» .

4.. نَفَثَ في رُوْعي : أي أوحى وألقى النهاية : ج ۵ ص ۸۸ «نفث» .

5.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۴ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15437
صفحه از 895
پرینت  ارسال به