581
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

فَكَذَّبتُمونا وكَفَّرتُمونا، ورَأَيتُم قِتالَنا حَلالاً وأموالَنا نَهبا !...
تَبّا لَكُم، فَانتَظِرُوا اللَّعنَةَ وَالعَذابَ، فَكَأَن قَد حَلَّ بِكُم، وتَواتَرَت مِنَ السَّماءِ نَقِماتٌ، فَيُسحِتُكُم بِعَذابٍ ويُذيقُ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ، ثُمَّ تُخَلَّدونَ فِي العَذابِ الأَليمِ يَومَ القِيامَةِ بِما ظَلَمتُمونا، «أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّلِمِينَ»۱...
قالَ: وَارتَفَعَتِ الأَصواتُ بِالبُكاءِ، وقالوا: حَسبُكِ يابنَةَ الطَّيِّبينَ، فَقَد أحرَقتِ قُلوبَنا، وأنضَجتِ نُحورَنا، وأضرَمتِ أجوافَنا. فَسَكَتَت.۲

۶ / ۶

خُطبَةُ اُمِّ كُلثومٍ في أهلِ الكوفَةِ ۳

۵۹۴.الملهوف عن زيد بن موسى: حَدَّثَني أبي عَن جَدِّي [الصّادِقِ] عليهماالسلام: خَطَبَت اُمُّ كُلثومٍ ابنَةُ عَلِيٍّ عليه‏السلام في ذلِكَ اليَومِ مِن وَراءِ كِلَّتِها، رافِعَةً صَوتَها بِالبُكاءِ، فَقالَت:
يا أهلَ الكوفَةِ، سوءا لَكُم، ما لَكُم خَذَلتُم حُسَينا وقَتَلتُموهُ، وَانتَهَبتُم أموالَهُ ووَرِثتُموهُ، وسَبَيتُم نِساءَهُ ونَكَبتُموهُ ؟ ! فَتَبّا لَكُم وسُحقا.
وَيلَكُم، أتَدرونَ أيُّ دَواهٍ دَهَتكُم ؟ وأيَّ وِزرٍ عَلى ظُهورِكُم حَمَلتُم ؟ وأيَّ دِماءٍ سَفَكتُموها ؟ وأيَّ كَريمَةٍ اهتَضَمتُموها۴ ؟ وأيَّ صِبيَةٍ سَلَبتُموها ؟ وأيَّ أموالٍ نَهبَتُموها ؟ قَتَلتُم خَيرَ رِجالاتٍ بَعدَ النَّبِيِّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، ونُزِعَتِ الرَّحمَةُ مِن قُلوبِكُم، ألا إنَّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبونَ، وحِزبَ الشَّيطانِ هُمُ الخاسِرونَ.

1.. هود : ۱۸ .

2.. الملهوف : ص ۱۹۴ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۰۴ ح ۱۶۹ .

3.. ثمّة غموض يكتنف شخصية أم كلثوم التي كانت في كربلاء ، وهل أنّها هي نفس السيّدة زينب ، أو أنّها بنتاُخرى للإمام عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، أو أنّها من بناته من غير فاطمة عليهاالسلام، آراء اختُلف فيها .

4.. هضَمَهُ : دفَعَهُ عن موضعه ، وقيل : كسَرَهُ ، وهَضَمَهُ حقّه : نقصه المصباح المنير : ص ۶۳۸ «هضمه» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
580

قالَ: ثُمَّ سَكَتَت، فَرَأَيتُ النّاسَ حَيارى، قَد رَدّوا أيدِيَهُم في أفواهِهِم، ورَأَيتُ شَيخا قَد بَكى حَتَّى اخضَلَّت لِحيَتُهُ.۱

۶ / ۵

خُطبَةُ فاطِمَةَ الصُّغرى في أهلِ الكوفَةِ

۵۹۳.الملهوف عن زيد بن موسى:۲ حَدَّثَني أبي عَن جَدِّي [الصّادِقِ] عليه‏السلام: خَطَبَت فاطِمَةُ الصُّغرى بَعدَ أن وَرَدَت مِن كَربَلاءَ، فَقالَت: الحَمدُ للّه‏ِِ عَدَدَ الرَّملِ وَالحَصى، وزِنَةَ العَرشِ إلَى الثَّرى، أحمَدُهُ واُؤمِنُ بِهِ وأتَوَكَّلُ عَلَيهِ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّه‏ُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّدا صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَبدُهُ ورَسولُهُ، وأنَّ ذُرِّيَّتَهُ ذُبِحوا بِشَطِّ الفُراتِ بِغَيرِ ذَحلٍ۳ ولا تِراتٍ...۴
أمّا بَعدُ، يا أهلَ الكوفَةِ ! يا أهلَ المَكرِ وَالغَدرِ وَالخُيَلاءِ۵ ! فَإِنّا أهلُ بَيتٍ ابتَلانَا اللّه‏ُ بِكُم وَابتَلاكُم بِنا، فَجَعَلَ بَلاءَنا حَسَنا، وجَعَلَ عِلمَهُ عِندَنا وفَهمَهُ لَدَينا، فَنَحنُ عَيبَةُ۶ عِلمِهِ، ووِعاءُ فَهمِهِ وحِكمَتِهِ، وحُجَّتُهُ عَلى أهلِ الأَرضِ في بِلادِهِ لِعِبادِهِ، أكرَمَنَا اللّه‏ُ بِكَرامَتِهِ، وفَضَّلَنا بِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقَ تَفضيلاً بَيِّنا.

1.. الأمالي للمفيد : ص ۳۲۱ الرقم ۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۹۲ الرقم ۱۴۲ .

2.. زيد بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم‏السلام العلوي الطالبي ، يلقّب بزيد النار ، ثائر ، خرج في العراق مع أبي السرايا ، توفّي حوالي سنة ۲۵۰ ه راجع : الأعلام للزركلي : ج ۳ ص ۶۱ .

3.. الذَّحْل : الثأر ، وقيل : طلب مكافأة بجناية جُنيت عليك أو عداوة اُتيت إليك ، يقال : طلب بذَحلِهِ ؛ أي بثأره لسان العرب : ج ۱۱ ص ۲۵۶ «ذحل» .

4.. الوَِتر وَالتِّرَة : الظلم في الذَّحل ، وقيل : هو الذَّحل عامّة . وكلّ من أدركته بمكروه فقد وتَرتَه لسان العرب : ج ۵ص ۲۷۴ «وتر» .

5.. الخيلاء ـ بالضمّ والكسر ـ : الكبر والعجب لسان العرب : ج ۱۱ ص ۲۲۸ «خول» .

6.. العيبة : الوعاء راجع : لسان العرب : ج ۱ ص ۶۳۴ «عيب» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14462
صفحه از 895
پرینت  ارسال به