فَكَذَّبتُمونا وكَفَّرتُمونا، ورَأَيتُم قِتالَنا حَلالاً وأموالَنا نَهبا !...
تَبّا لَكُم، فَانتَظِرُوا اللَّعنَةَ وَالعَذابَ، فَكَأَن قَد حَلَّ بِكُم، وتَواتَرَت مِنَ السَّماءِ نَقِماتٌ، فَيُسحِتُكُم بِعَذابٍ ويُذيقُ بَعضَكُم بَأسَ بَعضٍ، ثُمَّ تُخَلَّدونَ فِي العَذابِ الأَليمِ يَومَ القِيامَةِ بِما ظَلَمتُمونا، «أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّلِمِينَ»۱...
قالَ: وَارتَفَعَتِ الأَصواتُ بِالبُكاءِ، وقالوا: حَسبُكِ يابنَةَ الطَّيِّبينَ، فَقَد أحرَقتِ قُلوبَنا، وأنضَجتِ نُحورَنا، وأضرَمتِ أجوافَنا. فَسَكَتَت.۲
۶ / ۶
خُطبَةُ اُمِّ كُلثومٍ في أهلِ الكوفَةِ ۳
۵۹۴.الملهوف عن زيد بن موسى: حَدَّثَني أبي عَن جَدِّي [الصّادِقِ] عليهماالسلام: خَطَبَت اُمُّ كُلثومٍ ابنَةُ عَلِيٍّ عليهالسلام في ذلِكَ اليَومِ مِن وَراءِ كِلَّتِها، رافِعَةً صَوتَها بِالبُكاءِ، فَقالَت:
يا أهلَ الكوفَةِ، سوءا لَكُم، ما لَكُم خَذَلتُم حُسَينا وقَتَلتُموهُ، وَانتَهَبتُم أموالَهُ ووَرِثتُموهُ، وسَبَيتُم نِساءَهُ ونَكَبتُموهُ ؟ ! فَتَبّا لَكُم وسُحقا.
وَيلَكُم، أتَدرونَ أيُّ دَواهٍ دَهَتكُم ؟ وأيَّ وِزرٍ عَلى ظُهورِكُم حَمَلتُم ؟ وأيَّ دِماءٍ سَفَكتُموها ؟ وأيَّ كَريمَةٍ اهتَضَمتُموها۴ ؟ وأيَّ صِبيَةٍ سَلَبتُموها ؟ وأيَّ أموالٍ نَهبَتُموها ؟ قَتَلتُم خَيرَ رِجالاتٍ بَعدَ النَّبِيِّ صلىاللهعليهوآله، ونُزِعَتِ الرَّحمَةُ مِن قُلوبِكُم، ألا إنَّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبونَ، وحِزبَ الشَّيطانِ هُمُ الخاسِرونَ.
1.. هود : ۱۸ .
2.. الملهوف : ص ۱۹۴ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۰۴ ح ۱۶۹ .
3.. ثمّة غموض يكتنف شخصية أم كلثوم التي كانت في كربلاء ، وهل أنّها هي نفس السيّدة زينب ، أو أنّها بنتاُخرى للإمام عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، أو أنّها من بناته من غير فاطمة عليهاالسلام، آراء اختُلف فيها .
4.. هضَمَهُ : دفَعَهُ عن موضعه ، وقيل : كسَرَهُ ، وهَضَمَهُ حقّه : نقصه المصباح المنير : ص ۶۳۸ «هضمه» .