۶ / ۲
وَداعُ أهلِ البَيتِ علیهم السلام مَعَ الشُّهَداءِ
۵۸۹.تاريخ الطبري عن قرّة بن قيس التميمي: نَظَرتُ إلى تِلكَ النِّسوَةِ لَمّا مَرَرنَ بِحُسَينٍ عليهالسلام وأهلِهِ ووَلَدِهِ، صِحنَ ولَطَمنَ وُجوهَهُنَّ....
قالَ: فَما نَسيتُ مِنَ الأَشياءِ، لا أنسَ قَولَ زَينَبَ ابنَةِ فاطِمَةَ حينَ مَرَّت بِأَخيهَا الحُسَينِ عليهالسلام صَريعا، وهِيَ تَقولُ: يا مُحَمَّداه، يا مُحَمَّداه، صَلّى عَلَيكَ مَلائِكَةُ السَّماءِ، هذَا الحُسَينُ بِالعَراءِ، مُرَمَّلٌ۱ بِالدِّماءِ، مُقَطَّعُ الأَعضاءِ، يا مُحَمَّداه، وبَناتُكَ سَبايا، وذُرِّيَّتُكَ مُقَتَّلَةٌ تَسفي۲ عَلَيهَا الصَّبا.۳
قالَ: فَأَبكَت وَاللّهِ كُلَّ عَدُوٍّ وصَديقٍ.۴
۵۹۰.الملهوفـ في ذِكرِ مَقتَلِ الإِمامِ عليهالسلام وأهلِ بَيتِهِ ـ: أخرَجُوا النِّساءَ مِنَ الخَيمَةِ وأشعَلوا فيهَا النّارَ، فَخَرَجنَ حَواسِرَ مُسَلَّباتٍ حافِياتٍ باكِياتٍ، يَمشينَ سَبايا في أسرِ الذِّلَّةِ، وقُلنَ: بِحَقِّ اللّهِ إلاّ ما مَرَرتُم بِنا عَلى مَصرَعِ الحُسَينِ. فَلَمّا نَظَرَتِ النِّسوَةُ إلَى القَتلى صِحنَ وضَرَبنَ وُجوهَهُنَّ.
قالَ [الرّاوي]: فَوَاللّهِ لا أنسى زَينَبَ ابنَةَ عَلِيٍّ وهِيَ تَندُبُ الحُسَينَ عليهالسلام، وتُنادي بِصَوتٍ حَزينٍ وقَلبٍ كَئيبٍ: وا مُحَمَّداه...
قالَ الرّاوي: فَأَبكَت وَاللّهِ كُلَّ عَدُوٍّ وصَديقٍ.
ثُمَّ إنَّ سُكَينَةَ اعتَنَقَت جَسَدَ الحُسَينِ عليهالسلام، فَاجتَمَعَ عِدَّةٌ مِنَ الأَعرابِ حَتّى جَرّوها عَنهُ.۵
1.. رَمَّلهُ بالدم فَترَمَّل : أي تَلَطّخ الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۱۳ «رمل» .
2.. سَفَتِ الريحُ التُرابَ : إذا أذرته الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۷۷ «سفى» .
3.. الصَّبَا : ريحٌ ومهبّها المستوي أن تهبَّ من موضع مطلع الشمس الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۹۸ «صبا» .
4.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۶ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۱ .
5.. الملهوف : ص ۱۸۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۸ .