561
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

دفن الشهداء

روي دفن سيّد الشهداء وأصحابه بشكلين:

الأوّل: إنّه عليه‏السلام دُفن بشكل إعجازي على يد الإمام زين العابدين عليه‏السلام وبحضور رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والإمام عليّ عليه‏السلام والإمام الحسن عليه‏السلام والملائكة.

وهذه الرواية تنسجم مع الروايات الدالّة على أنّ الاُمور المتعلّقة بتجهيز أئمّة أهل البيت عليه‏السلام ودفنهم لا تتمّ إلاّ على يد الإمام اللاّحق.۱

الثاني: إنّ أهل الغاضرية من بني أسد هم الذين دفنوا أجساد الشهداء المطهّرة.

ويمكن الجمع بين هاتين الروايتين بأن نقول: إنّ بني أسد لم يلتفتوا إلى حضور الإمام السجّاد عليه‏السلام نظراً إلى حدوث ذلك بشكل إعجازي، وهكذا الحال بالنسبة إلى حضور النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله والملائكة فإنّهم لم يلتفتوا إليهم، أو إنّهم رأوا الإمام السجّاد ولكنّهم لم يعرفوه.

يوم دفن الشهداء

ذكرت المصادر القديمة أنّ دفن الشهداء كان بعد يوم من شهادتهم.

فإن كان المراد هو اليوم الحادي عشر ـ كما ذكر ذلك المحدّث القمّي۲ ـ، فمن المستبعد أن تكون هذه الرواية صحيحة ؛ لأنّ عمر بن سعد بقي في كربلاء تمام اليوم الحادي عشر أو ـ على الأقلّ ـ حتّى الظهر؛ لأجل دفن القتلى من عسكره، كما أنّ أهل الغاضرية من بني أسد ـ والذين كانوا يقطنون ـ كما يُفترض ـ على بعدٍ من ساحة القتال ـ يبعد أيضا أن يجرؤوا أو يتمكّنوا من المجيء خلال هذه الفترة القصيرة، إلاّ إذا قلنا: إنّ المراد من اليوم التالي للشهادة هو اليوم الثاني عشر.

1.. مثل الروايات التي تقول: لا يلي تجهيز الوصي إلاّ الوصي (الكافي: ج ۸ ص ۲۰۶ ح ۲۵۰، الغيبة للطوسي :ص ۵۷ ح ۵۲، بحار الأنوار : ج ۵۳ ص ۹۴ ح ۱۰۳) أو «أنّ الإمام لا يلي أمره إلاّ إمام مثله» .

2.. منتهى الآمال : ص ۴۸۱.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
560

كلام حول تكفين الشهداء ودفنهم

يرى فقهاء الشيعة أنّ الشهيد لا يغسّل ولا يكفّن، بل يدفن بلباسه، إلاّ إذا كان عارياً ففي هذه الحالة صرّح عدد من الفقهاء بوجوب تكفينه.۱

رواية حول دفن الإمام عليه‏السلام

بناء على الروايات السالفة والتي أفادت أنّ الأعداء سلبوا الإمام الحسين عليه‏السلام ملابسه، وداسوا بحوافر الخيول جسمه، فإنّ تكفين الإمام سيكون له مفهومه الخاصّ.

وذكر صاحب الطبقات الكبرى في روايةٍ أنّ أبا خالد استأذن ابن زياد وقام بتكفين رؤوس الشهداء وأجسادهم ودفنها:

قال ذَكوان (أبوخالد) [لابن زياد]: خَلّ بيني وبين هذه الرؤوس فأدفنها، ففعل. فكفّنها ودفنها بالجبّانة،۲ وركب إلى أجسادهم، فكفّنهم ودفنهم.۳

لكن لا يمكن قبول هذه الرواية ؛ فإنّها معارضة للنقل المشهور،۴ مضافا إلى أنّ صدور هذا الإذن من ابن زياد يبدو مستبعداً.

كما أنّ تكفين غلام زهير لجسد الإمام والذي جاء في رواية اُخرى في كتاب الطبقات الكبرى، لا يخلو من الاستبعاد أيضا.

1.. راجع: جواهر الكلام : ج ۴ ص ۹۱.

2..الجبّانة: الجبّان في الأصل: الصحراء، وأهل الكوفة يسمّون المقابر الجبّانة معجم البلدان: ج۲ ص ۹۹.

3.. الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۴.

4..المشهور أنّ بني أسد هم الذين دفنوا الأجساد .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14713
صفحه از 895
پرینت  ارسال به