دفن الشهداء
روي دفن سيّد الشهداء وأصحابه بشكلين:
الأوّل: إنّه عليهالسلام دُفن بشكل إعجازي على يد الإمام زين العابدين عليهالسلام وبحضور رسول اللّه صلىاللهعليهوآله والإمام عليّ عليهالسلام والإمام الحسن عليهالسلام والملائكة.
وهذه الرواية تنسجم مع الروايات الدالّة على أنّ الاُمور المتعلّقة بتجهيز أئمّة أهل البيت عليهالسلام ودفنهم لا تتمّ إلاّ على يد الإمام اللاّحق.۱
الثاني: إنّ أهل الغاضرية من بني أسد هم الذين دفنوا أجساد الشهداء المطهّرة.
ويمكن الجمع بين هاتين الروايتين بأن نقول: إنّ بني أسد لم يلتفتوا إلى حضور الإمام السجّاد عليهالسلام نظراً إلى حدوث ذلك بشكل إعجازي، وهكذا الحال بالنسبة إلى حضور النبيّ صلىاللهعليهوآله والملائكة فإنّهم لم يلتفتوا إليهم، أو إنّهم رأوا الإمام السجّاد ولكنّهم لم يعرفوه.
يوم دفن الشهداء
ذكرت المصادر القديمة أنّ دفن الشهداء كان بعد يوم من شهادتهم.
فإن كان المراد هو اليوم الحادي عشر ـ كما ذكر ذلك المحدّث القمّي۲ ـ، فمن المستبعد أن تكون هذه الرواية صحيحة ؛ لأنّ عمر بن سعد بقي في كربلاء تمام اليوم الحادي عشر أو ـ على الأقلّ ـ حتّى الظهر؛ لأجل دفن القتلى من عسكره، كما أنّ أهل الغاضرية من بني أسد ـ والذين كانوا يقطنون ـ كما يُفترض ـ على بعدٍ من ساحة القتال ـ يبعد أيضا أن يجرؤوا أو يتمكّنوا من المجيء خلال هذه الفترة القصيرة، إلاّ إذا قلنا: إنّ المراد من اليوم التالي للشهادة هو اليوم الثاني عشر.