525
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

أربَطَ جأشا مِنهُ، وإنَّ الرِّجالَ كانَت لَتَشُدُّ عَلَيهِ فَيَشُدُّ عَلَيها بِسَيفِهِ، فَتَنكَشِفُ عَنهُ انكِشافَ المِعزى إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ، ولَقَد كانَ يَحمِلُ فيهِم وقَد تَكَمَّلوا ثَلاثينَ ألفا، فَيُهزَمونَ بَينَ يَدَيهِ كَأَنَّهُمُ الجَرادُ المُنتَشِرُ، ثُمَّ يَرجِعُ إلى مَركَزِهِ وهُوَ يَقولُ: لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ.۱

۹ / ۶

الإِمامُ علسه السلام يَطلُبُ الماءَ

۵۰۳.الأخبار الطوال: عَطِشَ الحُسَينُ عليه‏السلام فَدَعا بِقَدَحٍ مِن ماءٍ،فَلَمّا وَضَعَهُ في فيهِ رَماهُ الحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ بِسَهمٍ، فَدَخَلَ فَمَهُ، وحالَ بَينَهُ وبَينَ شُربِ الماءِ، فَوَضَعَ القَدَحَ مِن يَدِهِ.
ولَمّا رَأَى القَومَ قَد أحجَموا عَنهُ، قامَ يَتَمَشّى عَلَى المُسَنّاةِ نَحوَ الفُراتِ، فَحالوا بَينَهُ وبَينَ الماءِ، فَانصَرَفَ إلى مَوضِعِهِ الَّذي كانَ فيهِ.۲

۵۰۴.الفتوح: فَحَمَلَ عَلَيهِ القَومُ بِالحَربِ، فَلَم يَزَل يَحمِلُ عَلَيهِم ويَحمِلونَ عَلَيهِ وهُوَ في ذلِكَ يَطلُبُ الماءَ لِيَشرَبَ مِنهُ شَربَةً، فَكُلَّما حَمَلَ بِنَفسِهِ عَلَى الفُراتِ، حَمَلوا عَلَيهِ حَتّى أحالوهُ عَنِ الماءِ.۳

۹ / ۷

مَطَرُ السِّهامِ

۵۰۵.الإرشاد: فَلَمّا رَأى ذلِكَ [أي شَجاعَةَ الحُسَينِ عليه‏السلام] شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ، استَدعَى الفُرسانَ فَصاروا في ظُهورِ الرَّجّالَةِ، وأمَرَ الرُّماةَ أن يَرموهُ، فَرَشَقوهُ بِالسِّهامِ حَتّى

1.. الملهوف : ص ۱۷۰ .

2.. الأخبار الطوال : ص ۲۵۸ .

3.. الفتوح : ج ۵ ص ۱۱۷ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
524

۹ / ۴

اِستِنصارُ لإِمامِ عليه‏السلام الأَخيرُ إتماما لِلحُجَّةِ

۵۰۰.الملهوف: لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه‏السلام مَصارِعَ فِتيانِهِ وأحِبَّتِهِ، عَزَمَ لِقاءَ القَومِ بِمُهجَتِهِ۱ ونادى: هَل مِن ذابٍّ يَذُبُّ عَن حَرَمِ رَسولِ اللّهِ ؟ هَل مِن مُوَحِّدٍ يَخافُ اللّهَ فينا ؟ هَل مِن مُغيثٍ يَرجُو اللّهَ بِإِغاثَتِنا ؟ هَل مِن مُعينٍ يَرجو ما عِندَ اللّهِ في إعانَتِنا ؟ فَارتَفَعَت أصواتُ النِّساءِ بِالعَويلِ.۲

۹ / ۵

قِتالُ لإِمامِ عليه‏السلام أعداءَهُ وَحيدا

۵۰۱.الإرشاد: لَمّا لَم يَبقَ مَعَ الحُسَينِ عليه‏السلام أحَدٌ إلاّ ثَلاثَةُ رَهطٍ مِن أهلِهِ، أقبَلَ عَلَى القَومِ يَدفَعُهُم عَن نَفسِهِ وَالثَّلاثَةُ يَحمونَهُ، حَتّى قُتِلَ الثَّلاثَةُ وبَقِيَ وَحدَهُ، وقَد اُثخِنَ بِالجِراحِ في رَأسِهِ وبَدَنِهِ، فَجَعَلَ يُضارِبُهُم بِسَيفِهِ، وهُم يَتَفَرَّقونَ عَنهُ يَمينا وشِمالاً.
فَقالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ: فَوَاللّهِ ما رَأَيتُ مَكثورا۳ قَطُّ، قَد قُتِلَ وُلدُهُ، وأهلُ بَيتِهِ وأصحابُهُ، أربَطَ جَأشا ولا أمضى جَنانا مِنهُ عليه‏السلام، إن كانَتِ الرَّجّالَةُ لَتَشُدُّ عَلَيهِ فَيَشُدُّ عَلَيها بِسَيفِهِ، فَتَنكَشِفُ عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ انكِشافَ المِعزى إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ.۴

۵۰۲.الملهوف: قالَ الرّاوي: ثُمَّ إنَّ الحُسَينَ عليه‏السلام دَعَا النّاسَ إلَى البِرازِ، فَلَم يَزَل يَقتُلُ كُلَّ مَن بَرَزَ إلَيهِ، حَتّى قَتَلَ مَقتَلَةً عَظيمَةً، وهُوَ في ذلِكَ يَقولُ:
القَتلُ أولى مِن رُكوبِ العارِ
وَالعارُ أولى مِن دُخولِ النّارِ
قالَ بَعضُ الرُّواةِ: وَاللّهِ ما رَأَيتُ مَكثورا قَطُّ، قَد قُتِلَ وُلدُهُ، وأهلُ بَيتِهِ وأصحابُهُ،

1.. المُهجة : الدم ، أو دم القلب والروح القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۰۸ «مهج» .

2.. الملهوف : ص ۱۶۸ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۴۶ .

3.. المكثور : المغلوب ، وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه النهاية : ج ۴ ص ۱۵۳ «كثر» .

4.. الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۸ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14127
صفحه از 895
پرینت  ارسال به