513
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

فَاستَقبَلَت عَمراً بِصُدورِها، فَحَرَّكَت حَوافِرَها وجالَتِ الخَيلُ بِفُرسانِها عَلَيهِ فَوَطِئَتهُ حَتّى ماتَ.
وَانجَلَتِ الغَبرَةُ، فَإِذا أنَا بِالحُسَينِ عليه‏السلام قائِمٌ عَلى رَأسِ الغُلامِ، وَالغُلامُ يَفحَصُ بِرِجلَيهِ؛ وحُسَينٌ عليه‏السلام يَقولُ: بُعداً لِقَومٍ قَتَلوكَ، ومَن خَصمُهُم يَومَ القِيامَةِ فيكَ جَدُّكَ! ثُمَّ قالَ: عَزَّ وَاللّهِ عَلى عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ، أو يُجيبَكَ ثُمَّ لا يَنفَعَكَ! صَوتٌ وَاللّهِ كَثُرَ واتِرُهُ۱ وقَلَّ ناصِرُهُ.
ثُمَّ احتَمَلَهُ، فَكَأَنّي أنظُرُ إلى رِجلَيِ الغُلامِ يَخُطّانِ فِي الأَرضِ، وقَد وَضَعَ حُسَينٌ صَدرَهُ عَلى صَدرِهِ، قالَ: فَقُلتُ في نَفسي: ما يَصنَعُ بِهِ؟ فَجاءَ بِهِ حَتّى ألقاهُ مَعَ ابنِهِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ وقَتلى قَد قُتِلَت حَولَهُ مِن أهلِ بَيتِهِ، فَسَأَلتُ عَنِ الغُلامِ، فَقيلَ: هُوَ القاسِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ.۲

۶ / ۲

أبو بَكرِ بنِ الحَسَنِ

كان الابن الآخر من أبناء الإمام الحسن عليه‏السلام والذي استشهد في كربلاء يدعى أبا بكر،۳ قيل إنّ عمره كان ۳۵ سنة.۴

وقد أوردت أغلب المصادر هذا الاسم إلى جانب عبد اللّه‏ والقاسم۵، وبناءً عليه فقد استشهد ثلاثة من أبناء الإمام الحسن عليه‏السلام في كربلاء.

۴۸۶.الإرشاد: رَمى عَبدُ اللّهِ بنُ عُقبَةَ الغَنَوِيُّ أبا بَكرِ بنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ،

1.. الوِتْرُ: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي لسان العرب: ج ۵ ص ۲۷۴ «وتر» .

2.. تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۴۷، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۷۰ .

3.. مروج الذهب ، ج ۳ ص ۷۱ ، نسب قريش : ص ۵۰ ، الأخبار الطوال : ص ۲۵۷ .

4.. لباب الأنساب : ج ۱ ص ۴۰۰.

5.. نسب قريش : ص ۵۰ ، جمهرة أنساب العرب : ص ۳۹ ؛ إعلام الورى :ج ۱ ص ۴۱۶ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
512

العابدين عليه‏السلام في بيان أحداث ليلة عاشوراء:

يا عمّ! وأنا أُقتل؟ فأشفق عليه، ثمّ قال عليه‏السلام: يابن أخي! كيف الموت عندك؟ قال: يا عمّ! أحلى من العسل! قال: إي واللّه‏ فذلك أحلى....۱

والجدير بالذكر أنّ ما يشبه هذه الرواية جاء في كتاب مدينة المعاجز أيضا،۲ ولم نذكرها في النصّ بسبب عدم اعتبار مصدر الرواية. كما ذكرت بعض المعلومات في كتاب روضة الشهداء۳ والمنتخب للطريحي۴ وغيرهما حول مصائب القاسم عليه‏السلام وعرسه، ولكنّها غير صحيحة وغير قابلة للاعتماد.

۴۸۵.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم: خَرَجَ إلَينا غُلامٌ كَأَنَّ وَجهَهُ شِقَّةُ قَمَرٍ، في يَدِهِ السَّيفُ، عَلَيهِ قَميصٌ وإزارٌ ونَعلانِ قَدِ انقَطَعَ شِسعُ۵ أحَدِهِما ـ ما أنسى أنَّهَا اليُسرى ـ فَقالَ لي عَمرُو بنُ سَعدِ بنِ نُفَيلٍ الأَزدِيُّ: وَاللّهِ لَأَشُدَّنَّ عَلَيهِ! فَقُلتُ لَهُ: سُبحانَ اللّهِ! وما تُريدُ إلى ذلِكَ؟! يَكفيكَ قَتلُ هؤُلاءِ الَّذينَ تَراهُم قَدِ احتَوَلوهُم. قالَ: فَقالَ: وَاللّهِ لَأَشُدَّنَّ عَلَيهِ؛ فَشَدَّ عَلَيهِ، فَما وَلّى حَتّى ضَرَبَ رَأسَهُ بِالسَّيفِ، فَوَقَعَ الغُلامُ لِوَجهِهِ، فَقالَ: يا عَمّاه!
قالَ: فَجَلَّى۶ الحُسَينُ عليه‏السلام كَما يُجَلِّي الصَّقرُ، ثُمَّ شَدَّ شِدَّةَ لَيثٍ غُضُبٍّ،۷ فَضَرَبَ عَمراً بِالسَّيفِ، فَاتَّقاهُ بِالسّاعِدِ، فَأَطَنَّها۸ مِن لَدُنِ المِرفَقِ، فَصاحَ، ثُمَّ تَنَحّى عَنهُ وحَمَلَت خَيلٌ لِأَهلِ الكوفَةِ لِيَستَنقِذوا عَمراً مِن حُسَينٍ عليه‏السلام،

1.. الهداية الكبرى: ص ۲۰۴.

2.. مدينة المعاجز : ج ۴ ص ۲۱۵.

3.. روضة الشهداء: ص ۳۲۱ -۳۲۹.

4.. المنتخب للطريحي: ص ۳۶۵.

5.. الشِّسْع: أحد سيور النعل، وهو الذي يدخل بين الإصبعين النهاية: ج ۲ ص ۴۷۲ «شسع» .

6.. جَلّى ببصره: إذا رمى به كما ينظر الصقر الصحاح: ج ۶ ص ۲۳۰۵ «جلا» .

7.. غُضُبٌّ : شديد الغضب لسان العرب : ج ۱ ص ۶۴۹ «غضب» .

8.. يقال : ضربَ رجلَه فأطَنَّ ساقَهُ : أي قَطَعَها لسان العرب : ج ۱۳ ص ۲۶۸ «طنن» .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15993
صفحه از 895
پرینت  ارسال به