إنَّ لِلعَبّاسِ عِندَ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى مَنزِلَةً يَغبِطُهُ بِها جَميعُ الشُّهَداءِ يَومَ القِيامَةِ.۱
كانت كناه: أبا الفضل،۲ وأبا القربة،۳ وألقابه: السقّاء،۴ وقمر بني هاشم.
وأمّا صفته: فقد كان ممشوق القامة، عريض الصدر، عبل الذراعين، جميل المحيا، حتّى سمّي: قمر بني هاشم.
كان مع أبي عبد اللّه الحسين عليهالسلام منذ بداية الثورة. وهو صاحب لوائه في كربلاء،۵ وتولّى سقاية العطاشى في ساعة العسرة التي كان فيها الإمام وأصحابه محاصرين.
وعندما طلب الإمام عليهالسلام من أصحابه وأهل بيته أن يذهبوا ويتركوه وحده في ليلة العاشر من المحرّم، كان أبو الفضل أوّل من هبّ ليخبره بملازمته إيّاه، وتفانيه من أجله، عبر كلمات طافحة بالعشق والإيمان والإيثار.
أثنى عليه المعصومون عليهمالسلام ووصفوه بالإيثار، والبصيرة النافذة، والثبات على الإيمان، والجهاد العظيم، والبلاء الحسن، والمنزلة التى يغبط عليها يوم القيامة.
من الجدير بالذكر أنّ بعض المصادر المتأخِّرة روت معلومات حول أبي الفضل عليهالسلام لا نراها في المصادر المعتبرة، مثل ما جاء في معالي السبطين:
لمّا كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان و أشرف عليّ عليهالسلام على الموت، أخذ العبّاسَ وضمّه إلى صدره الشريف وقال: ولدي! ستقرّ عيني بك يوم القيامة. ولدي! إذا كان يوم عاشوراء ودخلت المشرعة إيّاك أن تشرب الماء وأخوك الحسين عطشان.۶
أو ما روي في كتاب شعشعة الحسيني وهو:
1.. الأمالي للصدوق: ص ۵۴۷ ح ۷۳۱، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۲۹۸ ح ۴.
2.. تهذيب الكمال : ج ۲۰ ص ۴۷۹ ، المجديّ : ص ۱۵، الفخريّ: ص ۳۹ .
3.. مقاتلالطالبيين : ص ۸۹ .
4.. مقاتل الطالبيين: ص ۸۹ ؛ المجدي : ص ۱۵ .
5.. الأخبار الطوال : ص ۲۵۶ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۹۵ .
6.. معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۷.