507
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

اختلى أميرُ المؤمنين عليه‏السلام ودعا الحسنين وزينب وأُمّ كلثوم ومسح بيده المباركة على رؤوسهم ووجوههم، وكان يبكي بشدّة وكانوا يبكون هم أيضا، بحيث دخل سائر أولاده عليه‏السلام البيتَ دون إرادة منهم بعد أن كانوا خارجه. فأخذ أمير المؤمنين بيد الإمام الحسن عليه‏السلام وأوكل أولاده إليه. ثمّ نظر إلى العبّاس، فرأى أنّ بكاءه أشدّ من الآخرين، فدعاه إليه: وصاح صياحا عاليا وبكى بكاءً طويلاً، ثمّ قال: يا ولدي ومهجتي! عليك بالحسين؛ فإنّه أمانة اللّه‏وأمانة رسوله وأمانة فاطمة وأمانتي عندك، كن عضدا وترسا له، وَافِد نفسك له. ثمّ صاح وغشي عليه من كثرة البكاء والصراخ.۱

وقد جاء الكثير من الروايات الأُخرى بشأنه أيضا في كتب مثل: معالي السبطين،۲ شعشعة الحسينيّ،۳ أسرار الشهادات،۴ ناسخ التواريخ،۵ عنوان الكلام،۶ تذكرة الشهداء۷، سوگنامه۸ آل محمّد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله ۹، والمنتخب للطريحي۱۰ وأمثالها، ولكنّها لا توجد في الكتب المعتبرة.

وأمّا ما روي في المصادر المعتبرة فهو:

۴۷۸.الأمالي للصدوق عن ثابت بن أبي صفيّة: نَظَرَ سَيِّدُ العابِدينَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام إلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، فَاستَعبَرَ ثُمَّ قالَ:....
ثُمَّ قالَ عليه‏السلام: رَحِمَ اللّه‏ُ العَبّاسَ! فَلَقَد آثَرَ وأبلى وفَدى أخاهُ بِنَفسِهِ حَتّى قُطِعَت يَداهُ،

1.. شعشعة الحسيني: ج ۲ ص ۶۰ .

2.. معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۵ و ۲۷۰ و ۲۷۱.

3.. شعشعة الحسيني بالفارسيّة : ج ۲ ص ۱۸۴.

4.. أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۴۰۲ و ۴۱۲.

5.. ناسخ التواريخ : ص ۴۴۱ و ۴۳۸.

6.. عنوان الكلام : ص ۱۹۴ و ۱۶۲ و ۲۸۰.

7.. تذكرة الشهداء: ص ۲۷۰ و ۴۴۳ .

8.. كلمة فارسيّة تعني : كتاب رثاء أو عزاء .

9.. سوگنامه آل محمد صلى‏الله‏عليه‏و‏آله بالفارسيّة : ص ۳۰۰.

10.. المنتخب للطريحي: ص ۳۰۵.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
506

إنَّ لِلعَبّاسِ عِندَ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى مَنزِلَةً يَغبِطُهُ بِها جَميعُ الشُّهَداءِ يَومَ القِيامَةِ.۱

كانت كناه: أبا الفضل،۲ وأبا القربة،۳ وألقابه: السقّاء،۴ وقمر بني هاشم.

وأمّا صفته: فقد كان ممشوق القامة، عريض الصدر، عبل الذراعين، جميل المحيا، حتّى سمّي: قمر بني هاشم.

كان مع أبي عبد اللّه‏ الحسين عليه‏السلام منذ بداية الثورة. وهو صاحب لوائه في كربلاء،۵ وتولّى سقاية العطاشى في ساعة العسرة التي كان فيها الإمام وأصحابه محاصرين.

وعندما طلب الإمام عليه‏السلام من أصحابه وأهل بيته أن يذهبوا ويتركوه وحده في ليلة العاشر من المحرّم، كان أبو الفضل أوّل من هبّ ليخبره بملازمته إيّاه، وتفانيه من أجله، عبر كلمات طافحة بالعشق والإيمان والإيثار.

أثنى عليه المعصومون عليهم‏السلام ووصفوه بالإيثار، والبصيرة النافذة، والثبات على الإيمان، والجهاد العظيم، والبلاء الحسن، والمنزلة التى يغبط عليها يوم القيامة.

من الجدير بالذكر أنّ بعض المصادر المتأخِّرة روت معلومات حول أبي الفضل عليه‏السلام لا نراها في المصادر المعتبرة، مثل ما جاء في معالي السبطين:

لمّا كانت ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان و أشرف عليّ عليه‏السلام على الموت، أخذ العبّاسَ وضمّه إلى صدره الشريف وقال: ولدي! ستقرّ عيني بك يوم القيامة. ولدي! إذا كان يوم عاشوراء ودخلت المشرعة إيّاك أن تشرب الماء وأخوك الحسين عطشان.۶

أو ما روي في كتاب شعشعة الحسيني وهو:

1.. الأمالي للصدوق: ص ۵۴۷ ح ۷۳۱، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۲۹۸ ح ۴.

2.. تهذيب الكمال : ج ۲۰ ص ۴۷۹ ، المجديّ : ص ۱۵، الفخريّ: ص ۳۹ .

3.. مقاتل‏الطالبيين : ص ۸۹ .

4.. مقاتل الطالبيين: ص ۸۹ ؛ المجدي : ص ۱۵ .

5.. الأخبار الطوال : ص ۲۵۶ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۹۵ .

6.. معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۷۷.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14789
صفحه از 895
پرینت  ارسال به