499
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وبطبيعة الحال ينبغي الإلتفات إلى أنّ ما سُمع كراراً، بأنّ الطفل كان له ستّة أشهر ليس له سند معتبر ۱.

وأمّا الروايات التي تشير إلى استشهاد ابنٍ للإمام له ثلاث سنوات، أو تعابير مشابهة وقريبة من هذا السن، فإنها تتعلّق باستشهاد ولد آخر.۲

ويبدو أنّ تشابه عدد من الروايات المتعلّقة بشهادة هذين الطفلين من جهة، واختلاف عدّة روايات أُخرى، وكذلك الاختلاف بشأن اسم أُمّ الطفل الذي استشهد من بين أبناء الإمام۳، تدلّ على خلط الرواة فيما يتعلّق بشهادة هذين الطفلين.

وجاء في زيارة الناحية المقدّسة:

السَّلامُ عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ الطِّفلِ الرَّضيعِ، المَرمِيِّ الصَّريعِ، المُتَشَحِّطِ دَما، المُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّماءِ، المَذبوحِ بِالسَّهمِ في حِجرِ أبيهِ، لَعَنَ اللّه‏ُ رامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كاهِلٍ الأَسَدِيَّ وذَويهِ۴.

كما ورد في زيارة الناحية الثانية:

السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الكَبيرِ، السَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغيرِ۵.

الجدير بالذكر أنّ بعض المعلومات رويت في مصائب عليّ الأصغر في عدد من المصادر المتأخّرة لا نراها في المصادر المعتبرة، مثل ما جاء في شأن اُمّ عليّ الأصغر ـ حيث جَفّت ثداياها ـ في آخر رواية روضة الشهداء:

1.. منشأ هذا الكلام هو ما ورد في النسخة الضعيفة والمطبوعة من كتاب مقتل الحسين عليه‏السلام المنسوب لأبي مخنفطبعة مكتبة الشريف الرضي : ص ۱۲۹ حيث ورد فيه : «وله العمر ستة أشهر» ، وهذا لم يرد في أي مصدر معتبر ، بل لم يرد في النسخة المخطوطة من هذا الكتاب والموجودة في مكتبة دار الحديث . وجاء في تاريخ البلعمي (ج۴ ص۷۱۰) أنّ «الرضيع» كان «ابن سَنة» .

2.. راجع : الحدائق الورديّة: ج۱ ص۱۲۰ .

3.. فأغلب المصادر على أنّ اُمّ الطفل هي الرباب (الاختصاص : ص ۸۳ ، مجموعة نفيسة : ص ۱۱۰ «تاجالمواليد» ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۷۷ .

4.. راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه‏السلام : ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

5.. راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه‏السلام : ج ۸ ص ۲۱۵ ح ۳۵۷۴ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
498

فَرَجَعَ إلى مَوقِفِ النِّزالِ، وقاتَلَ أعظَمَ القِتالِ، فَرَماهُ مُنقِذُ بنُ مُرَّةَ العَبدِيُّ بِسَهمٍ فَصَرَعَهُ، فَنادى: يا أبَتاه عَلَيكَ مِنِّي السَّلامُ، هذا جَدّي يُقرِئُكَ السَّلامَ، ويَقولُ لَكَ: عَجِّلِ القُدومَ عَلَينا، ثُمَّ شَهِقَ شَهقَةً فَماتَ.
فَجاءَ الحُسَينُ عليه‏السلام حَتّى وَقَفَ عَلَيهِ، ووَضَعَ خَدَّهُ عَلى خَدِّهِ، وقالَ: قَتَلَ اللّه‏ُ قَوماً قَتَلوكَ! ما أجرَأَهُم عَلَى اللّهِ! وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ رَسولِ اللّهِ صَلَّى اللّه‏ُ عَلَيهِ وآلِهِ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفاءُ.
قالَ الرّاوي: وخَرَجَت زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ عليه‏السلام تُنادي: يا حَبيباه، يَا بنَ أخاه! وجاءَت فَأَكَبَّت عَلَيهِ، فَجاءَ الحُسَينُ عليه‏السلام فَأَخَذَها ورَدَّها إلَى النِّساءِ.
ثُمَّ جَعَلَ أهلُ بَيتِهِ يَخرُجُ مِنهُمُ الرَّجُلُ بَعدَ الرَّجُلِ، حَتّى قَتَلَ القَومُ مِنهُم جَماعَةً، فَصاحَ الحُسَينُ عليه‏السلام في تِلكَ الحالِ: صَبراً يا بَني عُمومَتي، صَبراً يا أهلَ بَيتي، صَبرا فَوَاللّهِ لا رَأَيتُم هَواناً بَعدَ هذَا اليَومِ أبَداً.۱

۴ / ۲

الطِّفلُ الصَّغيرُ

أشرنا سابقا في تبيين أولاد الإمام الحسين عليه‏السلام، بأنّه واستناداً لبعض الروايات كان للحسين ستّة أبناء ذكور، واسم اثنان منهما هو عبد اللّه‏ وعليّ الأصغر.

ويحتمل ـ كما قال ابن طلحة ـ أنّ ابني الإمام هذين استشهدا في يوم عاشوراء، وأنّ أحدهما كان رضيعاً والآخر له عدّة أعوام.

أمّا الروايات التي جاءت فيها كلمة «الرضيع»، أو تصرّح بأنّه وُلد للإمام ابن في يوم عاشوراء اُصيب بسهم وهو على يدي أبيه واستشهد۲، فإنّها تشير إلى شهادة ابن واحد.

1.. الملهوف: ص ۱۶۶ .

2.. الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۰ ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14172
صفحه از 895
پرینت  ارسال به