وبطبيعة الحال ينبغي الإلتفات إلى أنّ ما سُمع كراراً، بأنّ الطفل كان له ستّة أشهر ليس له سند معتبر ۱.
وأمّا الروايات التي تشير إلى استشهاد ابنٍ للإمام له ثلاث سنوات، أو تعابير مشابهة وقريبة من هذا السن، فإنها تتعلّق باستشهاد ولد آخر.۲
ويبدو أنّ تشابه عدد من الروايات المتعلّقة بشهادة هذين الطفلين من جهة، واختلاف عدّة روايات أُخرى، وكذلك الاختلاف بشأن اسم أُمّ الطفل الذي استشهد من بين أبناء الإمام۳، تدلّ على خلط الرواة فيما يتعلّق بشهادة هذين الطفلين.
وجاء في زيارة الناحية المقدّسة:
السَّلامُ عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ الحُسَينِ الطِّفلِ الرَّضيعِ، المَرمِيِّ الصَّريعِ، المُتَشَحِّطِ دَما، المُصَعَّدِ دَمُهُ فِي السَّماءِ، المَذبوحِ بِالسَّهمِ في حِجرِ أبيهِ، لَعَنَ اللّهُ رامِيَهُ حَرمَلَةَ بنَ كاهِلٍ الأَسَدِيَّ وذَويهِ۴.
كما ورد في زيارة الناحية الثانية:
السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الكَبيرِ، السَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغيرِ۵.
الجدير بالذكر أنّ بعض المعلومات رويت في مصائب عليّ الأصغر في عدد من المصادر المتأخّرة لا نراها في المصادر المعتبرة، مثل ما جاء في شأن اُمّ عليّ الأصغر ـ حيث جَفّت ثداياها ـ في آخر رواية روضة الشهداء:
1.. منشأ هذا الكلام هو ما ورد في النسخة الضعيفة والمطبوعة من كتاب مقتل الحسين عليهالسلام المنسوب لأبي مخنفطبعة مكتبة الشريف الرضي : ص ۱۲۹ حيث ورد فيه : «وله العمر ستة أشهر» ، وهذا لم يرد في أي مصدر معتبر ، بل لم يرد في النسخة المخطوطة من هذا الكتاب والموجودة في مكتبة دار الحديث . وجاء في تاريخ البلعمي (ج۴ ص۷۱۰) أنّ «الرضيع» كان «ابن سَنة» .
2.. راجع : الحدائق الورديّة: ج۱ ص۱۲۰ .
3.. فأغلب المصادر على أنّ اُمّ الطفل هي الرباب (الاختصاص : ص ۸۳ ، مجموعة نفيسة : ص ۱۱۰ «تاجالمواليد» ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۷۷ .
4.. راجع : موسوعة الإمام الحسين عليهالسلام : ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .
5.. راجع : موسوعة الإمام الحسين عليهالسلام : ج ۸ ص ۲۱۵ ح ۳۵۷۴ .