495
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

الحقيقة، مثل ماجاء في معالي السبطين من أنّ الإمام الحسين عليه‏السلام عندما رأى ابنه الشاب عليّا الأكبر متوجّها إلى ساحة القتال، حلّت به حالة الاحتضار!۱ أو أنّ عمّات عليّ الأكبر وأخواته، مَنَعنَهُ من التوجّه إلى ساحة المعركة!۲ أو أنّ زينب عليهاالسلام ألقَت بنفسها على جسد عليٍّ الأكبر قبل مجيء الإمام؛ لأنّها كانت تعلم أنّ روحه ستفارق جسمه إن رأى ابنه مقتولاً!۳

كما وردت في هذا المجال بعض الروايات في كتب مثل أسرار الشهادات۴، عنوان الكلام۵، ونور العين۶، ولا ضرورة لطرحها هنا. ولكنّ الروايات القابلة للاعتماد هي كالتالي:

۴۶۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة): دَعا رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ الأَكبَرَ ـ واُمُّهُ آمِنَةُ بِنتُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةَ بنِ مَسعودٍ الثَّقَفِيِّ واُمُّها بِنتُ أبي سُفيانَ بنِ حَربٍ ـ فَقالَ: إنَّ لَكَ بِأَميرِ المُؤمِنينَ قَرابَةً ورَحِماً، فَإِن شِئتَ آمَنّاكَ، وَامضِ حَيثُما أحبَبتَ!
فَقالَ: أما وَاللّهِ لَقَرابَةُ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله كانَت أولى أن تُرعى مِن قَرابَةِ أبي سُفيانَ، ثُمَّ كَرَّ عَلَيهِ وهُوَ يَقولُ:
أنَا عَلِيُّ بنُ حُسَينِ بنِ عَلِيّ
نَحنُ وبَيتِ اللّهِ أولى بِالنَّبِيِّ مِن شَمِرٍ وعُمَرٍ وَابنِ الدَّعِيّ

1.. معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۵۴ (نقلاً عن الشيخ جعفر التستري رغم أنّنا لم نجد هذه الرواية في أي من كتبه) .

2.. نفس المصدر.

3.. معالي السبطين : ج ۱ ص ۲۵۴، جدير ذكره أن أصل مجيء زينب عليهاالسلام قبل الإمام الحسين عليه‏السلام ورد فيالمصادر المعتبرة؛ ولكن الإشكال يكمن في بيان سبب غير حقيقي للحادثة . يقول المؤلف : لقد جاءت زينب كي لا تفارق روح الإمام الدنيا!

4.. أسرار الشهادات : ج ۲ ص ۵۱۴ .

5.. عنوان الكلام : ص ۲۸۲ .

6.. نور العين : ص ۴۴ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
494

الفصل الرابع: مقتل أولاده

۴ / ۱

عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه‏السلام

كان عليّ بن الحسين أكبر الأولاد الذكور للإمام الحسين عليه‏السلام، وكان يُعدّ من أصحابه، وكان يشبه رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله خلقاً وخلُقاً ومنطقاً، بحيث إنّ كلّ من كان يشتاق لرؤية رسول اللّه‏ ينظر إليه ؛ كما قال أبوه عليه‏السلام حين ذهابه لسوح القتال طبق النقل الوارد:

اللّهُمَّ اشهَد عَلى هؤُلاءِ القَومِ، فَقَد بَرَزَ إلَيهِم غُلامٌ أشبَهُ النّاسِ خَلقاً وخُلُقاً ومَنطِقاً بِرَسولِكَ مُحَمّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، كُنّا إذَا اشتَقنا إلى وَجهِ رَسولِكَ نَظَرنا إلى وَجهِهِ.۱

كان علي الأكبر من أركان الجيش في وقعة عاشوراء ومن خصائصه تأكيده على محوريّة الحقّ والدفاع عنه، بل الإيثار بنفسه حين سماعه نبأ الشهادة من أبيه أثناء مسيرهم إلى كربلاء. وممّا تميّز به أيضا رفعُه الأذان لإقامة صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه‏السلام في قضيّة مواجهة جيش الحرّ مع قافلة الإمام، وقيادته عمليّات إيصال الماء إلى الخيام ليلة عاشوراء، وكذلك تطوّعه للشهادة قبل سائر بني هاشم بناءً على النقل المشهور. هذا وقد كان عليٌّ الأكبر من أركان عسكر الإمام عليه‏السلام في يوم عاشوراء.

الجدير بالذكر أنّ بعض المصادر المتأخّرة روت مواضيع في ذكر مصائب عليّ الأكبر عليه‏السلام لا نجدها في المصادر المعتبرة؛ بل إنّ من المؤكّد أنّ الكثير منها خلاف

1.. مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۰.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14599
صفحه از 895
پرینت  ارسال به