وسبعون رجلاً، فنظرت إلى أبي منكساً رأسه، فخنقتني العبرة....۱
الجدير بالذكر هو أنّنا لا نجدُ أمرَ الإمام بإطفاء المصابيح حتّى في المقاتل الضعيفة، ولم يروِ أيّ مصدرٍ معتبرٍ أنّ أحدا من أصحاب الحسين عليهالسلام ترك الإمام في ليلة عاشوراء، بل إنّ الأمر على العكس من ذلك، فقد أبدى الجميع المقاومة والصمود في مقابل اقتراح الإمام عليهالسلام بمغادرة كربلاء، مستهينين بالموت، وخلقوا ملحمة خالدة بأقوال حماسيّة، معبّرين عن استعدادهم للتضحية في سبيل اللّه.
۴. قصّة هلال وحبيب ومجيؤهما بالأصحاب إلى جوار خيمة أهل البيت عليهمالسلام
روى صاحب كتاب الدمعة الساكبة رواية مفصّلة ومثيرة تفيد بأنّ الإمام الحسين عليهالسلام خرج ذات ليلة من المخيّم، فتبعه هلال بن نافع للحفاظ على حياته عليهالسلام، وعندما التفت له الإمام، اقترح عليه ـ بعد حديث دار بينهما ـ أن يغادر كربلاء وينقذ نفسه، إلاّ أنّ هلالاً رفض هذا الاِقتراح. يقول هلال:
ثمّ انفصل الإمام عنّي ودخل فسطاط اُخته. وبما أنّ الشكّ كان قد انتاب زينب بشأن وفاء أصحاب الإمام، قالت له:
أخي! هل استعلمت من أصحابك نيّاتهم؟ فإنّي أخشى أن يسلّموك عند الوثبة واصطكاك الأسنّة.
فهنا بكى الإمام وقال:
أما واللّه، لقد نهرتهم وبلوتهم، وليس فيهم الأشوس الأقعس، يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل بلبن اُمّه.۲
واستمرارا في هذه القصّة روي فيها أنّ هلالاً بكى عند سماع هذا الكلام، وأخبر حبيب بن مظاهر بالخبر، فنادى حبيب في تلك الليلة بالأنصار وجمعهم عند خيمة