481
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

وحينما قرأ مسلم عليه‏السلام كتاب الإمام الحسين عليه‏السلام في دار المختار على جمع من شيعة الكوفة، كان عابس أوّل شخص قام من مكانه، وخطب لمعاضدته.

ثمّ إنّه هو الّذي حمل كتاب مسلم للإمام إلى مكّة، وكان له حضور مؤثّر في المقاطع المختلفة من النهضة الحسينيّة، ويدلّ كلامه عند الوداع مع الإمام الحسين عليه‏السلام في يوم عاشوراء، على ذروة إيمانه وإيثاره وحبّه لأهل بيت الرسالة، حيث خاطب الإمام قائلاً:

يا أبا عَبدِ اللّهِ، وَاللّهِ ما أقدِرُ عَلى أن أدفَعَ عَنكَ القَتلَ وَالضَّيمَ بِشَيءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي، فَعَلَيكَ السَّلامُ !۱

وحينما عجز عسكر العدوّ عن مواجهته، أمر عمر بن سعد أن يرشقوه بالحجارة من كلّ جانب، فلمّا رأى ذلك، استبشر وألقى درعه ومغفره، واستقبل رشق الحجارة دون درعٍ ومغفر!

۴۶۲.أنساب الأشراف: قالوا: فَلَمّا رَأى بَقِيَّةُ أصحابِ الحُسَينِ عليه‏السلام أنَّهُم لا يَقدِرونَ عَلى أن يَمتَنِعوا ولا يَمنَعوا حُسَينا عليه‏السلام، تَنافَسوا في أن يُقتَلوا، فَجَعَلوا يُقاتِلونَ بَينَ يَدَيهِ حَتّى يُقتَلوا.
وجاءَ عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ فَقالَ: يا أبا عَبدِ اللّهِ، وَاللّهِ ما أقدِرُ عَلى أن أدفَعَ عَنكَ القَتلَ وَالضَّيمَ۲ بِشَيءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي، فَعَلَيكَ السَّلامُ !
وقاتَلَ بِسَيفِهِ، فَتَحاماهُ۳ النّاسُ لِشَجاعَتِهِ، ثُمَّ عَطَفوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ، فَقُتِلَ.۴

1.. أنساب الأشراف: ج ۳ ص ۴۰۴ .

2.. الضَّيْمُ : الظُلم (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۳ «ضيم») .

3.. تحاماه الناس : أي توقّوه واجتنبوه الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۲۱ «حمى» .

4.. أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۴ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
480

۳ / ۱۸

شَوذَبٌ مَولى شاكِرٍ ۱

كان شوذب ـ والذي يسمّى سويد أيضاً ـ من محدّثي الشيعة ورجالها استناداً إلى بعض الروايات. قيل بشأن شخصيّته:

كان شوذب يجلس للشيعة فيأتونه للحديث، وكان متقدّماً في الشيعة.۲

۴۶۱.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس: جاءَ عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ الشّاكِرِيُّ ومَعَهُ شَوذَبٌ مَولى شاكِرٍ، فَقالَ: يا شَوذَبُ، ما في نَفسِكَ أن تَصنَعَ ؟ قالَ: ما أصنَعُ ؟ اُقاتِلُ مَعَكَ دونَ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله حَتّى اُقتَلَ، قالَ: ذلِكَ الظَّنُّ بِكَ، أمّا لا۳ فَتَقَدَّم بَينَ يَدَي أبي عَبدِ اللّهِ حَتّى يَحتَسِبَكَ كَمَا احتَسَبَ غَيرَكَ مِن أصحابِهِ، وحَتّى أحتَسِبَكَ أنَا، فَإِنَّهُ لَو كانَ مَعِي السّاعَةَ أحَدٌ أنَا أولى بِهِ مِنّي بِكَ لَسَرَّني أن يَتَقَدَّمَ بَينَ يَدَيَّ حَتّى أحتَسِبَهُ، فَإِنَّ هذا يَومٌ يَنبَغي لَنا أن نَطلُبَ الأَجرَ فيهِ بِكُلِّ ما قَدَرنا عَلَيهِ، فَإِنَّهُ لا عَمَلَ بَعدَ اليَومِ وإنَّما هُوَ الحِسابُ.
قالَ: فَتَقَدَّمَ فَسَلَّمَ عَلَى الحُسَينِ عليه‏السلام، ثُمَّ مَضى فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ.۴

۳ / ۱۹

عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ

كان عابس بن أبي شبيب الشاكري،۵ من أشجع وأنشط أصحاب الإمام الحسين عليه‏السلام.۶

1.. رجال الطوسي: ص۱۰۱، الأمالي للشجري: ج ۱ ص ۱۷۳، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۲ وفيهما «منهمدان» .

2.. الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۳ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۲.

3.. «أمّا لا» هكذا في المصدر ، ولم تذكر في المصادر الاُخرى .

4.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۳ .

5.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۵ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۶ وفي الأصل «عابس بن شبيب الشاكري» .

6.. رجال الطوسي : ص ۱۰۳.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15962
صفحه از 895
پرینت  ارسال به