وحينما قرأ مسلم عليهالسلام كتاب الإمام الحسين عليهالسلام في دار المختار على جمع من شيعة الكوفة، كان عابس أوّل شخص قام من مكانه، وخطب لمعاضدته.
ثمّ إنّه هو الّذي حمل كتاب مسلم للإمام إلى مكّة، وكان له حضور مؤثّر في المقاطع المختلفة من النهضة الحسينيّة، ويدلّ كلامه عند الوداع مع الإمام الحسين عليهالسلام في يوم عاشوراء، على ذروة إيمانه وإيثاره وحبّه لأهل بيت الرسالة، حيث خاطب الإمام قائلاً:
يا أبا عَبدِ اللّهِ، وَاللّهِ ما أقدِرُ عَلى أن أدفَعَ عَنكَ القَتلَ وَالضَّيمَ بِشَيءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي، فَعَلَيكَ السَّلامُ !۱
وحينما عجز عسكر العدوّ عن مواجهته، أمر عمر بن سعد أن يرشقوه بالحجارة من كلّ جانب، فلمّا رأى ذلك، استبشر وألقى درعه ومغفره، واستقبل رشق الحجارة دون درعٍ ومغفر!
۴۶۲.أنساب الأشراف: قالوا: فَلَمّا رَأى بَقِيَّةُ أصحابِ الحُسَينِ عليهالسلام أنَّهُم لا يَقدِرونَ عَلى أن يَمتَنِعوا ولا يَمنَعوا حُسَينا عليهالسلام، تَنافَسوا في أن يُقتَلوا، فَجَعَلوا يُقاتِلونَ بَينَ يَدَيهِ حَتّى يُقتَلوا.
وجاءَ عابِسُ بنُ أبي شَبيبٍ فَقالَ: يا أبا عَبدِ اللّهِ، وَاللّهِ ما أقدِرُ عَلى أن أدفَعَ عَنكَ القَتلَ وَالضَّيمَ۲ بِشَيءٍ أعَزَّ عَلَيَّ مِن نَفسي، فَعَلَيكَ السَّلامُ !
وقاتَلَ بِسَيفِهِ، فَتَحاماهُ۳ النّاسُ لِشَجاعَتِهِ، ثُمَّ عَطَفوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ، فَقُتِلَ.۴