فوقف زهير وأبدى وفاءه للإمام بهذه العبارات الجميلة والعجيبة:
وَاللّهِ، لَوَدِدتُ أنّي قُتِلتُ، ثُمَّ نُشِرتُ، ثُمَّ قُتِلتُ حَتّى اُقتَلَ كَذا ألفَ قَتلَةٍ، وأنَّ اللّهَ يَدفَعُ بِذلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ وعَن أنفُسِ هؤُلاءِ الفِتيَةِ مِن أهلِ بَيتِكَ.
وفي ظهر عاشوراء وقف زهير إلى جانب سعد بن عبد اللّه الحنفيّ مع النصف الباقين من أصحاب الإمام ليشكّلوا ساترا دفاعيّاً للإمام، فإنّهم وقفوا أمام الإمام وصلّى الإمام خلفهم.
وبعد حربٍ ضروس وبطوليّة، استُشهد زهيرٌ على أيدي كثير بن عبد اللّه والمهاجر بن أوس، وعندما خرّ صريعاً على الأرض، قال الإمام مخاطباً هذا المجاهد العظيم:
لا يُبعِدَنَّكَ اللّهُ يا زُهَيرُ، ولَعَنَ اللّهُ قاتِلَكَ، لَعنَ الَّذينَ مَسَخَهُم قِرَدَةً وخَنازيرَ !
لم تذكر المصادر المعتبرة ما جاء في كتاب مجالس المواعظ، من أنّ زهيرا كان يلعب ذات يوم في طفولته مع الإمام الحسين عليهالسلام، وأنّه كان يقبّل التراب تحت قدميه، ولذلك فقد حظي بملاطفة النبيّ صلىاللهعليهوآله. كما أنّ تاريخ حياة زهير يدلّ على عدم صحّة هذه الرواية.۱
الجدير بالذكر أنّ هذه الحادثة جاءت بتفصيلٍ أكثر في كتاب المنتخب للطريحي، ولكن لم يذكر اسم الطفل۲، ويدور على الألسنة اسم حبيب بن مظاهر عادة؛ إلاّ أنّ أصل الحادثة واسم الطفل يفتقدان على أيّ حالٍ إلى سندٍ معتبر.