477
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۳ / ۱۴

سَعيدُ بنُ عَبدِ اللّهِ الحَنَفِيُّ

سعيد بن عبداللّه‏ الحنفيّ۱ هو أحد الأصحاب الراسخين،۲ والوجوه المعروفة في كربلاء.

جاء سعيدٌ إلى دار المختار بعد مجيء مسلم عليه‏السلام إلى الكوفة وأعلن عن نصرته ووفائه للنهضة الحسينيّة، من خلال كلمة ألقاها وحرّض فيها الناس على البيعة لمسلم والطاعة له.۳ وعندما أذن الإمام الحسين ليلة عاشوراء لأصحابه أن يتركوه ويخرجوا من أرض المعركة، أظهر محبّته ووفاءه في خطبة ملحميّة، حيث قال:

وَاللّهِ، لَو عَلِمتُ أنّي اُقتَلُ، ثُمَّ اُحيا، ثُمَّ اُحرَقُ حَيّا، ثُمَّ اُذَرُّ، يُفعَلُ ذلِكَ بي سَبعينَ مَرَّةً ؛ ما فارَقتُكَ حَتّى ألقى حِمامي دونَكَ.۴

واستناداً إلى بعض الروايات، كان سعيد بن عبد اللّه‏ أحد الذين وقفوا ظهر عاشوراء ليشكّلوا حصناً إزاء الإمام الحسين عليه‏السلام، كي يستطيع الإمام أداء صلاته.

واستنادا إلى رواية الخوارزمي فإنّه عندما سقط سعيد بن عبد اللّه‏ الحنفي على الأرض كان يتمتم بهذه الكلمات:

اللّهُمَّ العَنهُم لَعنَ عادٍ وثَمودَ، اللّهُمَّ أبلِغ نَبِيَّكَ عَنِّي السَّلامَ، وأبلِغهُ ما لَقيتُ مِن ألَمِ الجِراحِ ؛ فَإِنّي أرَدتُ ثَوابَكَ في نَصرِ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ.۵

۴۵۹.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس: صَلُّوا الظُّهرَ [أي في يَومِ عاشوراءَ]، صَلّى بِهِمُ

1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۹ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۳ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۳۸ ، رجال الطوسي : ص ۱۰۱ وليس فيه «الحنفي» ، الملهوف : ص ۱۵۳ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۲ وفيه «عبيد اللّه‏» بدل «عبد اللّه‏» ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ وفيهما «من بني حنيفة» .

2.. رجال الطوسي : ص ۱۰۱.

3.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۵ .

4.. تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۱۸، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۵۹.

5.. الملهوف: ص ۱۶۵.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
476

فوقف زهير وأبدى وفاءه للإمام بهذه العبارات الجميلة والعجيبة:

وَاللّهِ، لَوَدِدتُ أنّي قُتِلتُ، ثُمَّ نُشِرتُ، ثُمَّ قُتِلتُ حَتّى اُقتَلَ كَذا ألفَ قَتلَةٍ، وأنَّ اللّهَ يَدفَعُ بِذلِكَ القَتلَ عَن نَفسِكَ وعَن أنفُسِ هؤُلاءِ الفِتيَةِ مِن أهلِ بَيتِكَ.

وفي ظهر عاشوراء وقف زهير إلى جانب سعد بن عبد اللّه‏ الحنفيّ مع النصف الباقين من أصحاب الإمام ليشكّلوا ساترا دفاعيّاً للإمام، فإنّهم وقفوا أمام الإمام وصلّى الإمام خلفهم.

وبعد حربٍ ضروس وبطوليّة، استُشهد زهيرٌ على أيدي كثير بن عبد اللّه‏ والمهاجر بن أوس، وعندما خرّ صريعاً على الأرض، قال الإمام مخاطباً هذا المجاهد العظيم:

لا يُبعِدَنَّكَ اللّه‏ُ يا زُهَيرُ، ولَعَنَ اللّه‏ُ قاتِلَكَ، لَعنَ الَّذينَ مَسَخَهُم قِرَدَةً وخَنازيرَ !

لم تذكر المصادر المعتبرة ما جاء في كتاب مجالس المواعظ، من أنّ زهيرا كان يلعب ذات يوم في طفولته مع الإمام الحسين عليه‏السلام، وأنّه كان يقبّل التراب تحت قدميه، ولذلك فقد حظي بملاطفة النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله. كما أنّ تاريخ حياة زهير يدلّ على عدم صحّة هذه الرواية.۱

الجدير بالذكر أنّ هذه الحادثة جاءت بتفصيلٍ أكثر في كتاب المنتخب للطريحي، ولكن لم يذكر اسم الطفل۲، ويدور على الألسنة اسم حبيب بن مظاهر عادة؛ إلاّ أنّ أصل الحادثة واسم الطفل يفتقدان على أيّ حالٍ إلى سندٍ معتبر.

1.. هذا هو نصّ الرواية المذكورة: «قيل : إنّ النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله رأى زهيرا وهو طفل في طريقه، فاحتضنه النبيّ صلى‏الله‏عليه‏و‏آلهوقبّلهولاطفه. فقال له أصحابه: من يكون؟ فقال صلى‏الله‏عليه‏و‏آله: إنّ هذا الطفل يحبّ الحسين كثيرا. وقد رأيته ذات يوم وهو يلعب مع الحسين ويأخذ التراب من تحت قدميه ويقبّله. ولقد أخبرني جبرائيل أنّه ينصر الحسين في كربلاء» مجالس المواعظ: ص ۵۹.

2.. المنتخب للطريحي: ص ۱۹۶.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14439
صفحه از 895
پرینت  ارسال به