الظَّمَأِ إن لَم تَتوبوا وتَنزَعوا عَمّا أنتُم عَلَيهِ مِن يَومِكُم هذا في ساعَتِكُم هذِهِ.
فَحَمَلَت عَلَيهِ رَجّاَلةٌ لَهُم تَرميهِ بِالنَّبلِ، فَأَقبَلَ حَتّى وَقَفَ أمامَ الحُسَينِ عليهالسلام.۱
۴۵۸.المناقب لابن شهرآشوب: بَرَزَ الحُرُّ وهُوَ يَرتَجِزُ:
إنّي أنَا الحُرُّ ومَأوَى الضَّيفِ
أضرِبُ في أعناقِكُم بِالسَّيفِ
عَن خَيرِ مَن حَلَّ بِلادَ الخَيفِ
أضرِبُكُم ولا أرى مِن حَيفِ
فَقَتَلَ نَيِّفا۲ وأربَعينَ رَجُلاً.۳
۳ / ۱۲
حَنظَلَةُ بنُ أسعَدٍ الشِّبامِيُّ
حنظلة بن أسعد الشباميّ، أو «الشاميّ»، بَطَلٌ آخر من أبطال ملحمة كربلاء العظام۴.
فبينما جعل نفسه درعاً للإمام مقابل سيوف الأعداء ونبالهم ورماحهم، كان يحذّرهم كمؤمن آل فرعون بتلاوته هذه الآيات بصوت رفيع:
«يَقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ»۵.
وبعد الاستئذان من الإمام ودّعه بهذه العبارات:
السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ، صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ وعلَى أهلِ بَيتِكَ، وعَرَّفَ بَينَنا وبَينَكَ في جَنَّتِهِ.
1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۷ .
2.. النَّيِّف : من واحدٍ إلى ثلاثٍ (المصباح المنير : ص ۶۳۱ «نيف») .
3.. المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴ ـ ۱۵ .
4.. هو ذلك الشخص الذي كانت فرقة من الغلاة تعتقد بأنه في يوم عاشوراء صار شبيهاً بالحسين واستشهد بدلاًعنه ، وأنّ الإمام الحسين عليهالسلام لم يستشهد بل صعد إلى السماء كعيسى عليهالسلام . وفي حديث للإمام الرضا عليهالسلامكذّب فيه هذه القضية وكفّر من يعتقد بها راجع : عيون أخبار الرضا عليهالسلام : ج ۲ ص ۲۰۳ ح ۵.
5.. غافر : ۳۰ ـ ۳۱ .