عنه، إلاّ أنّ مصيره بين أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام متميّز وباعث للاعتبار كثيراً.
كان الحرّ أوّل من أغلق الطريق على الإمام الحسين وأصحابه، وإنّ انتخابه بوصفه قائداً للجيش حيث قام بأوّل مواجهة للإمام۱، يدلّ على الاعتماد الكامل للحكم الاُمويّ عليه. لم يكن الذنب الذي اقترفه الحرّ ذنباً صغيراً، إلاّ أنّه عندما شاهد نفسه بين الجنّة والنار، لم يغرّه الظاهر الخادع للدنيا والذي كانت جهنّم تكمن في باطنه، فاختار مع شهداء كربلاء الآخرين طريق الجنّة.
وبعد اختياره طريق الجنّة، ضرب فرسه وتوجّه نحو خيام سيّد الشهداء ويده على رأسه، وكان يكرّر مع نفسه هذه العبارات أثناء الطريق:
اللّهُمَّ إنّي تُبتُ إلَيكَ فَتُب عَلَيَّ، فَقَد أرعَبتُ قُلوبَ أولِيائِكَ وأولادِ بِنتِ نَبِيِّكَ.
ثمّ تقدّم نحو جيش الكوفة، ووعظهم في خطبة ألقاها فيهم، ثمّ هجم عليهم وقاتل حتّى استشهد.
فحمله أصحاب الإمام من ساحة القتال وفيه رمق من الحياة وجعلوه مقابل الإمام عليهالسلام.
فتكلّم الإمام وهو جالس عنده بكلمات جديرة بالتأمل جدّا. فقال عليهالسلام وهو يمسح التراب عن وجه الحرّ:
أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ اُمُّكَ، حُرٌّ فِي الدُّنيا وحُرٌّ فِي الآخِرَةِ.۲
۴۵۷.تاريخ الطبري عن عديّ بن حرملة: إنَّ الحُرَّ بنَ يَزيدَ لَمّا زَحَفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ، قالَ لَهُ: أصلَحَكَ اللّهُ ! مُقاتِلٌ أنتَ هذَا الرَّجُلَ ؟ قالَ: إي وَاللّهِ، قِتالاً أيسَرُهُ أن تَسقُطَ الرُّؤوسُ وتَطيحَ الأَيدي.
قالَ: أفَما لَكُم في واحِدَةٍ مِنَ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ عَلَيكُم رِضىً ؟