471
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

عنه، إلاّ أنّ مصيره بين أصحاب الإمام الحسين عليه‏السلام متميّز وباعث للاعتبار كثيراً.

كان الحرّ أوّل من أغلق الطريق على الإمام الحسين وأصحابه، وإنّ انتخابه بوصفه قائداً للجيش حيث قام بأوّل مواجهة للإمام۱، يدلّ على الاعتماد الكامل للحكم الاُمويّ عليه. لم يكن الذنب الذي اقترفه الحرّ ذنباً صغيراً، إلاّ أنّه عندما شاهد نفسه بين الجنّة والنار، لم يغرّه الظاهر الخادع للدنيا والذي كانت جهنّم تكمن في باطنه، فاختار مع شهداء كربلاء الآخرين طريق الجنّة.

وبعد اختياره طريق الجنّة، ضرب فرسه وتوجّه نحو خيام سيّد الشهداء ويده على رأسه، وكان يكرّر مع نفسه هذه العبارات أثناء الطريق:

اللّهُمَّ إنّي تُبتُ إلَيكَ فَتُب عَلَيَّ، فَقَد أرعَبتُ قُلوبَ أولِيائِكَ وأولادِ بِنتِ نَبِيِّكَ.

ثمّ تقدّم نحو جيش الكوفة، ووعظهم في خطبة ألقاها فيهم، ثمّ هجم عليهم وقاتل حتّى استشهد.

فحمله أصحاب الإمام من ساحة القتال وفيه رمق من الحياة وجعلوه مقابل الإمام عليه‏السلام.

فتكلّم الإمام وهو جالس عنده بكلمات جديرة بالتأمل جدّا. فقال عليه‏السلام وهو يمسح التراب عن وجه الحرّ:

أنتَ الحُرُّ كَما سَمَّتكَ اُمُّكَ، حُرٌّ فِي الدُّنيا وحُرٌّ فِي الآخِرَةِ.۲

۴۵۷.تاريخ الطبري عن عديّ بن حرملة: إنَّ الحُرَّ بنَ يَزيدَ لَمّا زَحَفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ، قالَ لَهُ: أصلَحَكَ اللّه‏ُ ! مُقاتِلٌ أنتَ هذَا الرَّجُلَ ؟ قالَ: إي وَاللّهِ، قِتالاً أيسَرُهُ أن تَسقُطَ الرُّؤوسُ وتَطيحَ الأَيدي.
قالَ: أفَما لَكُم في واحِدَةٍ مِنَ الخِصالِ الَّتي عَرَضَ عَلَيكُم رِضىً ؟

1.. مقاتل الطالبيين : ص ۱۱۱ .

2.. الملهوف: ص ۱۵۹ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
470

كانت شهادة حبيب أليمة جداً على الإمام الحسين عليه‏السلام، لذا فإنّه قال عند شهادته:

أحتَسِبُ نَفسي وحُماةَ أصحابي.۱

ملاحظة

جدير بالذكر: روى الفاضل الدربندي في كتاب أسرار الشهادة حكايةً مفصّلة حول لقاء حبيب بن مظاهر بمسلم بن عوسجة عند عطّار في سوق الكوفة لشراء الصبغ، وكذلك ذكر اُمورا اُخرى من قبيل: كتاب الإمام الحسين إلى حبيب ودعوته لنصرته، حوار حبيب مع زوجته حول الذهاب إلى كربلاء، حوار غلام حبيب مع فرسه في خارج الكوفة، كيفيّة وصول حبيب إلى كربلاء وإبلاغه سلام زينب عليه‏السلام عند وصوله كربلاء، وغيرها من الحوادث التي ليس لها ذِكرٌ في المصادر المعتبرة، ومن المؤسف أنّ الكثير من الخطباء والرواديد يستندون إليها.

۳ / ۱۰

الحَجّاجُ بنُ مَسروقٍ

هو الذي أذّن الظهر بإذن الإمام عند تصدّي جيش الحرّ بن يزيد له عليه‏السلام ۲. وقد ذكرته بعض المصادر بوصفه مؤذّناً للإمام الحسين عليه‏السلام .

حمل فى يوم عاشوراء على صفوف العدوّ حتّى التحق بربّه۳.

۳ / ۱۱ الحُرُّ بنُ يَزيدَ الرِّياحِيُّ

كان الحرّ بن يزيد الرياحي۴ أحد وجهاء قبيلة بني تميم۵، ولا تتوفّر معلومات اُخرى

1.. تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۳۹. ۲ . أسرار الشهادة : ج ۲ ص ۵۹۱ ـ ۵۹۳ .

2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۰ . ۴ . مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۰ .

3.. الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۹ .

4.. جمهرة أنساب العرب : ص۲۲۷، جمهرة النسب : ص۲۱۶، تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ وفيه «الحر بن يزيد الحنظلي ثم النهشلي» ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۸۳ وفيه «الحر بن يزيد الحنظلي» ؛ رجال الطوسي : ص ۱۰۰ .

5.. الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۱ ؛ تذكرة الخواص : ص ۲۵۱.

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14112
صفحه از 895
پرینت  ارسال به