المتفانين دونه.
ومن النقاط البارزة والساطعة لهذا الرجل العظيم، والتي سجّلت في تاريخ عاشوراء، هي التذكير بإقامة الصلاة عند الظهر في بحبوحة الحرب في يوم عاشوراء.
وعندما سمع الإمام الحسين عليهالسلام كلام أبي ثمامة رفع رأسه وقال:
ذَكَرتَ الصَّلاةَ، جَعَلَكَ اللّهُ مِنَ المُصَلّينَ الذّاكِرينَ ! نَعَم، هذا أوَّلُ وَقتِها. ثُمَّ قالَ: سَلوهُم أن يَكُفُّوا عَنّا حَتّى نُصَلِّيَ۱.
۳ / ۳
أنَسُ بنُ الحارِثِ
اعتبر أنس بن الحارث أحد أصحاب رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ۲ و الإمام الحسين عليهالسلام.۳
روى عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله إذ قال:
إنَّ ابني هذا ـ يَعنِي الحُسَينَ عليهالسلام ـ يُقتَلُ بِأَرضٍ يُقالُ لَها: كَربَلاءُ، فَمَن شَهِدَ ذلِكَ مِنكُم فَليَنصُرهُ.
ثُمّ يمكن القول: إنّ من المحتمل أن يكون هو ذلك الشخص الذي أقام في هذه المنطقة منذ سنوات قبل واقعة كربلاء، وذلك بدليل استماع التنبّؤ المذكور كي ينال فيض الشهادة مع سيّد الشهداء عليهالسلام.۴
1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۹ ـ ۴۴۱ .
2.. رجال الطوسي : ص ۲۱ ، الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۱ ؛ الإصابة : ج ۱ص ۲۷۰ و ص ۶۹۳، اُسد الغابة: ج ۱ ص ۲۸۸ و ۳۰۱.
3.. رجال الطوسي : ص ۹۹ ، رجال ابن داوود : ص ۵۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۷۸.
4.. الطبقات الكبرى الطبقة الخامسة من الصحابة : ج ۱ ص ۴۳۵ ح ۴۲۴ وفيه «عن العربان بن الهيثم : كان أبييتبدّى ، فينزل قريباً من الموضع الذي كان فيه معركة الحسين عليهالسلام ، فكنّا لا نبدو إلا وجدنا رجلاً من بني أسدهناك ، فقال له أبي : أراك ملازماً هذا المكان ، قال : بلغني أنّ حسيناً عليهالسلاميقتل هاهنا ، فأنا أخرج لعلّي اُصادفه فاُقتل معه . فلمّا قتل الحسين عليهالسلام ، قال أبي : انطلقوا ننظر هل الأسدي فيمن قتل؟ فأتينا المعركة ، فطوّفنا ، فإذا الأسدي مقتول» .