463
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

كما روي في بعض مصادر أهل السنّة عن عمّار الدهني، أنّه قال:

مَرَّ عَلِيٌّ عليه‏السلام عَلى كَعبٍ، فَقالَ: يُقتَلُ مِن وُلدِ هذَا الرَّجُلِ رَجُلٌ في عِصابَةٍ لا يَجِفُّ عَرَقُ خُيولِهِم حَتّى يَرِدوا عَلى مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله، فَمَرَّ حَسَنٌ عليه‏السلام فَقالوا: هذا يا أبا إسحاقَ ؟ قالَ: لا، فَمَرَّ حُسَينٌ عليه‏السلام فَقالوا: هذا ؟ قالَ: نَعَم۱.۲

وسنعرض الآن إشارات قصيرة لحياة عدد من أبرز أصحاب الإمام عليه‏السلام.

۳ / ۲

أبو ثُمامَةَ (عَمرُو بنُ عَبدِ اللّهِ الصّائِدِيُّ)

أبو ثمامة كنية لأحد الوجوه البارزة من أصحاب الإمام الحسين عليه‏السلام، إنّه كان يسكن الكوفة، وهو أحد الأشخاص الذين أرسلوا الكتب بعد موت معاوية إلى الإمام الحسين عليه‏السلام يدعوه إلى الثورة.۳ وعندما جاء مسلم بن عقيل بوصفه سفيراً للإمام، كان من أصحابه الموثوقين، ونشط في خصوص إعداد الأسلحة والإمكانيات الماليّة، وعيّنه مسلم قائداً على ربع تميم همدان، وقد حاصر جيشُه ابنَ زياد في القصر، وعندما خذل أهل الكوفة مسلماً وتركوه وحيداً، خرج أبو ثمامة من الكوفة والتحق بالإمام الحسين عليه‏السلام ۴، وصار في صفوف عشّاقه و

1.. جدير بالذكر أنه جاء في كتاب الدمعة الساكبة ضمن نقله حكاية تقول بأن زينب عليهاالسلامخاطبت الإمام الحسين عليه‏السلامفي ليلة عاشوراء : «أخي ، هل استعلمت من أصحابك نياتهم فإني أخشى أن يسلموك عند الوثبة واصطكاك الأسنة! فبكى عليه‏السلام وقال : أما واللّه‏ لقد نهرتهم وبلوتهم وليس فيهم [إلا] الأشوس الأقعس ، يستأنسون بالمنية دوني استئناس الطفل بلبن اُمه» ، إلا أنّه كما اعترف مؤلّف هذا الكتاب أنّ هذا الكلام لا يوجد في المصادر المعتبرة الدمعة الساكبة : ج ۴ ص ۲۷۲ ـ ۲۷۳ .

2.. المعجم الكبير: ج ۳ ص ۱۱۷ الرقم ۲۸۵۱، تهذيب الكمال: ج ۶ ص ۴۱۰.

3.. تنقيح المقال : ج ۲ ص ۳۳۳ ، إبصار العين : ص ۱۱۹ .
لم ترد هذه الروايات في المصادر القديمة ، لكنها وردت في الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۳ والحدائق الورديّة : ج ۲ ص ۱۲۲ : وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه‏السلام.

4.. تنقيح المقال : ج ۲ ص ۳۳۳ ، إبصار العين : ص ۱۱۹ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
462

إنَّهُم كُشِفَ لَهُمُ الغِطاءُ حَتّى، رَأَوا مَنازِلَهُم مِنَ الجَنَّةِ....۱

وجاء في رواية اُخرى عن الإمام زين العابدين عليه‏السلام أنّه عندما أذن الإمام لأصحابه أن يتركوه وحيداً، فلم يوافقوا على ذلك فأكّد الإمام عليه‏السلام:

إنَّكُم تُقتَلونَ غَدا كَذلِكَ، لا يُفلِتُ مِنكُم رَجُلٌ.

قالوا: الحَمدُ للّه‏ِِ الَّذي شَرَّفَنا بِالقَتلِ مَعَكَ.

ثُمَّ دَعا، وقالَ لَهُم: اِرفَعوا رُؤوسَكُم وَانظُروا. فَجَعَلوا يَنظُرونَ إلى مَواضِعِهِم ومَنازِلِهِم مِنَ الجَنَّةِ، وهُوَ يَقولُ لَهُم:

هذا مَنزِلُكَ يا فُلانُ، وهذا قَصرُكَ يا فُلانُ، وهذِهِ دَرَجَتُكَ يا فُلانُ.

فَكانَ الرَّجُلُ يَستَقبِلُ الرِّماحَ وَالسُّيوفَ بِصَدرِهِ، ووَجهِهِ لِيَصِلَ إلى مَنزِلِهِ مِنَ الجَنَّةِ.۲

۵. هم سادة الشهداء

كما لُقّب الإمام الحسين عليه‏السلام بسيّد الشهداء عليه‏السلام، فإنّ أصحابه أيضاً عُدّوا من سادة الشهداء، كما قال رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله في رواية في معرض إشارته لمستقبل الإمام الحسين عليه‏السلام وقضيّة كربلاء:

تَنصُرُهُ عِصابَةٌ مِنَ المُسلِمينَ، اُولئِكَ مِن سادَةِ شُهَداءِ اُمَّتي يَومَ القِيامَةِ.۳

۶. يدخلون الجنّة قبل أن يجفّ عرق خيولهم

روى الشيخ الصدوق في الأمالي عن كعب الأحبار أنّه قال جاء في كتابنا (أي التوراة):

إنَّ رَجُلاً مِن وُلدِ مُحَمَّدٍ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله يُقتَلُ، ولا يَجِفُّ عَرَقُ دَوابِّ أصحابَهِ حَتّى يَدخُلُوا الجَنَّةَ، فَيعانِقُوا الحورَ العينَ.۴

1.. علل الشرائع: ص ۲۲۹ ح ۱، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۲۹۷ ح ۱.

2.. الخرائج والجرائح: ج ۲ ص ۸۴۷ ح ۶۲، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۲۹۸ ح ۳.

3.. الأمالي للصدوق: ص ۱۷۷ ح ۱۷۸، بحار الأنوار: ج ۲۸ ص ۳۹ ح ۱ .

4.. الأمالي للصدوق: ص ۲۰۳ الرقم ۲۲۰، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۲۲۴ الرقم ۲ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14097
صفحه از 895
پرینت  ارسال به