قالَ: ولا يَزالُ يُقتَلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليهالسلام الواحِدُ وَالاِثنانِ، فَتَبَيَّنُ ذلِكَ فيهِم ؛ لِقِلَّتِهِم، ويُقتَلُ مِن أصحابِ عُمَرَ العَشَرَةُ وَالعِشرونَ، فَلا يَتَبَيَّنُ ذلِكَ فيهِم ؛ لِكَثرَتِهِم.۱
۲ / ۱۱
صَلاةُ الجَماعَةِ في ظُهرِ عاشوراءَ بِإِمامَةِ الحُسَينِ عليهالسلام
۴۴۷.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم: فَلا يَزالُ الرَّجُلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليهالسلام قَد قُتِلَ، فَإِذا قُتِلَ مِنهُمُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ تَبَيَّنَ فيهِم، واُولئِكَ كَثيرٌ لا يَتَبَيَّنُ فيهِم ما يُقتَلُ مِنهُم.
قالَ: فَلَمّا رَأى ذلِكَ أبو ثُمامَةَ عَمرُو بنُ عَبدِ اللّهِ الصّائِدِيُّ قالَ لِلحُسَينِ عليهالسلام: يا أبا عَبدِ اللّهِ، نَفسي لَكَ الفِداءُ ! إنّي أرى هؤُلاءِ قَدِ اقتَرَبوا مِنكَ، ولا وَاللّهِ، لا تُقتَلُ حَتّى اُقتَلَ دونَكَ إن شاءَ اللّهُ، واُحِبُّ أن ألقى رَبّي وقَد صَلَّيتُ هذِهِ الصَّلاةَ الَّتي دَنا وَقتُها.
قالَ: فَرَفَعَ الحُسَينُ عليهالسلام رَأسَهُ، ثُمَّ قالَ: ذَكَرتَ الصَّلاةَ، جَعَلَكَ اللّهُ مِنَ المُصَلّينَ الذّاكِرينَ ! نَعَم، هذا أوَّلُ وَقتِها، ثُمَّ قالَ: سَلوهُم أن يَكُفُّوا عَنّا حَتّى نُصَلِّيَ.
فَقالَ لَهُمُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ: إنَّها لا تُقبَلُ ! فَقالَ لَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ: لا تُقبَلُ؟! زَعَمتَ الصَّلاةَ مِن آلِ رَسولِ اللّهِ صلىاللهعليهوآله لا تُقبَلُ، وتُقبَلُ مِنكَ يا حِمارُ۲ ؟ !...
وقَتَلَ أبو ثُمامَةَ الصّائِدِيُّ ابنَ عَمٍّ لَهُ كانَ عَدُوّا لَهُ، ثُمَّ صَلُّوا الظُّهرَ، صَلّى بِهِمُ الحُسَينُ عليهالسلام صَلاةَ الخَوفِ، ثُمَّ اقتَتَلوا بَعدَ الظُّهرِ، فَاشتَدَّ قِتالُهُم.۳
۴۴۸.الإرشاد: اِشتَدَّ القِتالُ وَالتَحَمَ، وكَثُرَ القَتلُ وَالجِراحُ في أصحابِ أبي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ عليهالسلام إلى أن زالَتِ الشَّمسُ، فَصَلَّى الحُسَينُ عليهالسلام بِأَصحابِهِ صَلاةَ الخَوفِ.۴
1.. مقتل الحسين عليهالسلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۶ .
2.. ويحتمل أن تكون بالخاء المعجمة ، أي : «يا خمّار» ، بقرينة بعض النقول حيث جاء فيها : «... وتقبل منك وأنتشارب الخمر ؟!» .
3.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۹ ـ ۴۴۱ .
4.. الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۴ .