455
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

قالَ: ولا يَزالُ يُقتَلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه‏السلام الواحِدُ وَالاِثنانِ، فَتَبَيَّنُ ذلِكَ فيهِم ؛ لِقِلَّتِهِم، ويُقتَلُ مِن أصحابِ عُمَرَ العَشَرَةُ وَالعِشرونَ، فَلا يَتَبَيَّنُ ذلِكَ فيهِم ؛ لِكَثرَتِهِم.۱

۲ / ۱۱

صَلاةُ الجَماعَةِ في ظُهرِ عاشوراءَ بِإِمامَةِ الحُسَينِ عليه‏السلام

۴۴۷.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم: فَلا يَزالُ الرَّجُلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه‏السلام قَد قُتِلَ، فَإِذا قُتِلَ مِنهُمُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ تَبَيَّنَ فيهِم، واُولئِكَ كَثيرٌ لا يَتَبَيَّنُ فيهِم ما يُقتَلُ مِنهُم.
قالَ: فَلَمّا رَأى ذلِكَ أبو ثُمامَةَ عَمرُو بنُ عَبدِ اللّهِ الصّائِدِيُّ قالَ لِلحُسَينِ عليه‏السلام: يا أبا عَبدِ اللّهِ، نَفسي لَكَ الفِداءُ ! إنّي أرى هؤُلاءِ قَدِ اقتَرَبوا مِنكَ، ولا وَاللّهِ، لا تُقتَلُ حَتّى اُقتَلَ دونَكَ إن شاءَ اللّه‏ُ، واُحِبُّ أن ألقى رَبّي وقَد صَلَّيتُ هذِهِ الصَّلاةَ الَّتي دَنا وَقتُها.
قالَ: فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه‏السلام رَأسَهُ، ثُمَّ قالَ: ذَكَرتَ الصَّلاةَ، جَعَلَكَ اللّه‏ُ مِنَ المُصَلّينَ الذّاكِرينَ ! نَعَم، هذا أوَّلُ وَقتِها، ثُمَّ قالَ: سَلوهُم أن يَكُفُّوا عَنّا حَتّى نُصَلِّيَ.
فَقالَ لَهُمُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ: إنَّها لا تُقبَلُ ! فَقالَ لَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ: لا تُقبَلُ؟! زَعَمتَ الصَّلاةَ مِن آلِ رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لا تُقبَلُ، وتُقبَلُ مِنكَ يا حِمارُ۲ ؟ !...
وقَتَلَ أبو ثُمامَةَ الصّائِدِيُّ ابنَ عَمٍّ لَهُ كانَ عَدُوّا لَهُ، ثُمَّ صَلُّوا الظُّهرَ، صَلّى بِهِمُ الحُسَينُ عليه‏السلام صَلاةَ الخَوفِ، ثُمَّ اقتَتَلوا بَعدَ الظُّهرِ، فَاشتَدَّ قِتالُهُم.۳

۴۴۸.الإرشاد: اِشتَدَّ القِتالُ وَالتَحَمَ، وكَثُرَ القَتلُ وَالجِراحُ في أصحابِ أبي عَبدِ اللّهِ الحُسَينِ عليه‏السلام إلى أن زالَتِ الشَّمسُ، فَصَلَّى الحُسَينُ عليه‏السلام بِأَصحابِهِ صَلاةَ الخَوفِ.۴

1.. مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۶ .

2.. ويحتمل أن تكون بالخاء المعجمة ، أي : «يا خمّار» ، بقرينة بعض النقول حيث جاء فيها : «... وتقبل منك وأنتشارب الخمر ؟!» .

3.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۹ ـ ۴۴۱ .

4.. الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۴ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
454

فَصاروا رَجّالَةً كُلُّهُم، وَاقتَتَلوا نِصفَ النَّهارِ أشَدَّ قِتالٍ وأبرَحَهُ، وجَعَلوا لا يَقدِرونَ عَلى إتيانِهِم إلاّ مِن وَجهٍ واحِدٍ؛لاِجتِماعِ أبنِيَتِهِم وتَقارُبِها،ولِمَكانِ النّارِ الَّتي أوقَدوها خَلفَهُم.
وأمَرَ عُمَرُ بِتَخريقِ أبنِيَتِهِم وبُيوتِهِم، فَأَخَذوا يُخرِقونَها بِرِماحِهِم وسُيوفِهِم، وحَمَلَ شِمرٌ فِي المَيسَرَةِ حَتّى طَعَنَ فُسطاطَ الحُسَينِ عليه‏السلام بِرُمحِهِ، ونادى: عَلَيَّ بِالنّارِ حَتّى اُحرِقَ هذَا البَيتَ عَلى أهلِهِ، فَصِحنَ النِّساءُ ووَلوَلنَ، وخَرَجنَ مِنَ الفُسطاطِ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: وَيحَكَ، أتَدعو بِالنّارِ لِتُحرِقَ بَيتي عَلى أهلي ؟۱

۴۴۶.مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي: حَمَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ، فَثَبَتوا لَهُ، وقاتَلَ أصحابُ الحُسَينِ عليه‏السلام قِتالاً شَديدا، وإنَّما هُمُ اثنانِ وثَلاثونَ فارِسا، فَلا يَحمِلونَ عَلى جانِبٍ مِن أهلِ الكوفَةِ إلاّ كَشَفوهُ.
فَدَعا عُمَرُ بنُ سَعدٍ بِالحُصَينِ بنِ نُمَيرٍ في خَمسِمِئَةٍ مِنَ الرُّماةِ، فَأَقبَلوا حَتّى دَنَوا مِنَ الحُسَينِ عليه‏السلام وأصحابِهِ، فَرَشَقوهُم بِالنَّبلِ، فَلَم يَلبَثوا أن عَقَروا خُيولَهُم، وقاتَلوهُم حَتَّى انتَصَفَ النَّهارُ، وَاشتَدَّ القِتالُ، ولَم يَقدِر أصحابُ ابنِ سَعدٍ أن يَأتوهُم إلاّ مِن جانِبٍ واحِدٍ ؛ لاِجتِماعِ أبنِيَتِهِم، وتَقارُبِ بَعضِها مِن بَعضٍ.
فَأَرسَلَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ الرِّجالَ لِيُقَوِّضُوا الأَبنِيَةَ مِن عَن شَمائِلِهِم وأيمانِهِم، لِيُحيطوا بِها، وأخَذَ الثَّلاثَةُ وَالأَربَعَةُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه‏السلام يَتَخَلَّلونَ بَينَها، فَيَشُدّونَ عَلَى الرَّجُلِ وهُوَ يُقَوِّضُ، ويَنهَبُ فَيَرمونَهُ عَن قَريبٍ، فَيَصرَعونَهُ ويَقتُلونَهُ.
فَأَمَرَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ أن يُحرِقوها بِالنّارِ، فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام لِأَصحابِهِ: دَعوهُم فَليُحرِقوها، فَإِنَّهُم لَو فَعَلوا لَم يَجوزوا إلَيكُم مِنها، فَأَحرَقوها، وكانَ ذلِكَ كَذلِكَ.
وقيلَ: قالَ لَهُ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ: أفزَعتَ النِّساءَ ثَكِلَتكَ اُمُّكَ ! فَاستَحيا مِن ذلِكَ، وَانصَرَفَ عَنهُ، وجَعَلوا لا يُقاتِلونَهُم إلاّ مِن وَجهٍ واحِدٍ.
وشَدَّ أصحابُ زُهَيرِ بنِ القَينِ، فَقَتَلوا أبا عُذرَةَ الضِّبابِيَّ منِ أصحابِ شِمرٍ.

1.. أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۱ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14424
صفحه از 895
پرینت  ارسال به