453
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۲ / ۸

التَّسابُقُ إلَى القِتالِ وَالتَّنافُسُ فيهِ

۴۴۳.تاريخ الطبري عن محمّد بن قيس: لَمّا رَأى أصحابُ الحُسَينِ عليه‏السلام أنَّهُم قَد كُثِروا، وأنَّهُم لا يَقدِرونَ عَلى أن يَمنَعوا حُسَينا عليه‏السلام ولا أنفُسَهُم، تَنافَسوا في أن يُقتَلوا بَينَ يَدَيهِ.۱

۲ / ۹

شِدَّةُ بَأسِ أصحابِ لإِمامِ عليه‏السلام

۴۴۴.تاريخ الطبري عن يحيى بن هاني بن عروة: صاحَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ بِالنّاسِ [لَمَّا استَحَرَّ القَتلُ بِجَيشِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ]: يا حَمقى ! أتَدرونَ مَن تُقاتِلونَ ؟ فُرسانَ المِصرِ، قَوما مُستَميتينَ، لا يَبرُزَنَّ لَهُم مِنكُم أحَدٌ، فَإِنَّهُم قَليلٌ وقَلَّما يَبقَونَ، وَاللّهِ، لَو لَم تَرموهُم إلاّ بِالحِجارَةِ لَقَتَلتُموهُم.نظرة إلى ساحة القتال
فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ: صَدَقتَ، الرَّأيُ ما رَأَيتَ. وأرسَلَ إلَى النّاسِ يَعزِمُ عَلَيهِم ألاّ يُبارِزَ رَجُلٌ مِنكُم رَجُلاً مِنهُم.۲

۲ / ۱۰

اِشتِدادُ القِتالِ في نِصفِ النَّهارِ

۴۴۵.أنساب الأشراف: رَكِبَ الحُسَينُ عليه‏السلام دابَّةً لَهُ، ووَضَعَ المُصحَفَ في حِجرِهِ بَينَ يَدَيهِ، فَما زادَهُم ذلِكَ إلاّ إقداما عَلَيهِ، ودَعا عُمَرُ بنُ سَعدٍ الحُصَينَ بنَ تَميمٍ، فَبَعَثَ مَعَهُ المُجَفَّفَةَ۳ وخَمسَمِئَةٍ مِنَ المُرامِيَةِ، فَرَشَقُوا الحُسَينَ عليه‏السلام وأصحابَهُ بِالنَّبلِ حَتّى عَقَروا خُيولَهُم،

1.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۸ .

2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۵ .

3.. التِجاف ، بالكسر : آلة للحرب يُلْبَسُهُ الفرس والإنسان ليقيه في الحرب ، وجفّف الفرس : ألبسه إيّاه القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۲۴ «جفف» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
452

الخلق لها سبب خاصّ ولا تتحقّق إلاّ من خلاله، ولكنّ تأثير الأسباب في المسبّبات يتوقّف على الإذن الإلهي، بمعنى أنّ النار لا تُحرق إلاّ بمشيئة اللّه‏، كما حدث لإبراهيم عليه‏السلام عندما لم تحرقه نار نمرود، كما أنّ السكّين لا تقطع ما لم يشأ اللّه‏، كما حدث لسكّين إبراهيم عليه‏السلام عندما لم تقطع نحر إسماعيل عليه‏السلام، وهذا هو معنى التوحيد الأفعالي.

وعلى هذا الأساس، فإنّ حرّية الإنسان تقتضي إمكان اجتماع الإذن التكويني الإلهي، ونهيه التشريعي، وإلاّ ففي غير هذه الحالة سوف لا تمكن معارضة النهي التشريعي، وهذا لا يعني شيئاً سوى عدم حرّية الإنسان في اختيار طريق السعادة، أو الشقاء.

وبناءً على ذلك فإنّ ما قاله الإمام الحسين عليه‏السلام بشأن إذن اللّه‏ تعالى في قتله هو وأصحابه، إشارة إلى الآية الكريمة: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ مَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْ‏ءٍ عَلِيمٌ»،۱ والمراد منه الإذن التكويني الإلهي في حادثة كربلاء الدامية.

وهكذا، فإنّ الإمام عليه‏السلام أراد من خلال هذا الكلام أن يقول لأصحابه: إنّ التقدير الإلهي الحكيم يقضي بأن نستشهد كلّنا اليوم في سبيل أداء المسؤولية، ولذلك فإنّ علينا أن نصبر في هذه المصيبة، ونستسلم للتقدير الإلهي ونرضى بقضاء اللّه‏ سبحانه و تعالى.

1..التغابن :۱۱

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14871
صفحه از 895
پرینت  ارسال به