يُذكرون في المبارزة، وقد قُتل منهم ما ينيف على خمسين رجلاً.۱
وفي سياق أمثال هذه النقول ذكر ابن شهر آشوب أسماء ۲۸ منهم ـ كما أشرنا ـ على أنّهم شهداء الحملة الاُولى، إلاّ أنّ الظاهر عدم صحّة ذلك لما يلي:
أوّلاً: لا توجد في المصادر القديمة نقول بهذا النحو عن الحملة الاُولى، وكلام ابن أعثم ليس فيه دلالة على هذا المعنى، بل هو دالّ على خلافه، كما أشرنا.
ثانيا: ذكرت بعض المصادر المعتبرة ـ كالإرشاد للمفيد، وتاريخ الطبري ـ رميَ السهام من قبل الأعداء بعنوان الحملة الاُولى، من دون إشارة إلى استشهاد أحد في هذه الحملة، بل ذكرت في هذا السياق انتصار أصحاب الإمام رحمهالله عبر المبارزة الفردية بالقتال، ممّا حَدا بالعدوّ إلى العدول عن هذا الاُسلوب في القتال إلى الهجوم الجماعي.
ثالثا: المسألة المهمّة هي أنّ عدد أصحاب الإمام الحسين عليهالسلام ـ وفقا لبعض هذه النقول ـ كان ۷۲ شخصا، وعليه فإن كان عدد شهداء الحملة الاُولى خمسين شخصا، فلايبقى منهم حينئذ إلاّ قلائل لا يمكن توزيعهم على ساحة القتال بالشكل المطلوب، وكيف يتسنّى لهذا العدد القليل مقاومة العدوّ حتّى عصر عاشوراء؟
على أنّه لو كان العدوّ قد كبّد جيش الإمام هذا العدد من القتلى في حملة واحدة وبرمي السهام، لما كانت هناك حاجة للمبارزة، ولاَستمرّ على هذا الاُسلوب ليحسم النتيجة لصالحه في وقتٍ قصير !
فعلى هذا الأساس، لا يمكن قبول ما ورد حول شهداء الحملة الاُولى، وخصوصا ما جاء في المناقب لابن شهر آشوب.