451
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

إيضاحٌ حول المراد من أنّ اللّه‏ قد أذن بقتل الإمام وأصحابه

جاء في عدد من الروايات أنّ الإمام الحسين عليه‏السلام قال في صباح عاشوراء عند دعوته أصحابه للصبر والمقاومة:

إنَّ اللّهَ عز و جل قَد أذِنَ في قَتلِكُمُ اليَومَ وقَتلي.۱

وبملاحظة هذا النوع من الروايات يتبادر إلى الأذهان السؤال التالي: ما هو المراد من الإذن الإلهي بقتل الإمام وأصحابه؟

وللإجابة على هذا السؤال نقول: إنّ الإذن الإلهي على نوعين:

۱. الإذن التشريعي

المراد من هذا الإذن هو أنّ اللّه‏ تعالى يأذن في بعض الحالات من النظام التقنيني والتشريعي، أن يقوم الإنسان بعمل ما، في حين لا يأذن له القيام به في حالات اُخرى.

ولا شكّ في أنّ قتل‏الإمام وأصحابه هو في رأس‏المحرّمات التشريعيّة الإلهيّة،وعلى هذا فإنّ المراد من «الإذن» في الروايات المذكورة، ليس هو الأذن التشريعي قطعاً.

۲. الإذن التكويني

المراد من الإذن التكويني هو أنّ تحقّق آية ظاهرة في العالم رهن بالإذن التكويني لخالق العالم، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع نقول: إنّ كلّ ظاهرة في نظام

1.. إثبات الوصيّة: ص ۱۷۶.


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
450

يُذكرون في المبارزة، وقد قُتل منهم ما ينيف على خمسين رجلاً.۱

وفي سياق أمثال هذه النقول ذكر ابن شهر آشوب أسماء ۲۸ منهم ـ كما أشرنا ـ على أنّهم شهداء الحملة الاُولى، إلاّ أنّ الظاهر عدم صحّة ذلك لما يلي:

أوّلاً: لا توجد في المصادر القديمة نقول بهذا النحو عن الحملة الاُولى، وكلام ابن أعثم ليس فيه دلالة على هذا المعنى، بل هو دالّ على خلافه، كما أشرنا.

ثانيا: ذكرت بعض المصادر المعتبرة ـ كالإرشاد للمفيد، وتاريخ الطبري ـ رميَ السهام من قبل الأعداء بعنوان الحملة الاُولى، من دون إشارة إلى استشهاد أحد في هذه الحملة، بل ذكرت في هذا السياق انتصار أصحاب الإمام رحمه‏الله عبر المبارزة الفردية بالقتال، ممّا حَدا بالعدوّ إلى العدول عن هذا الاُسلوب في القتال إلى الهجوم الجماعي.

ثالثا: المسألة المهمّة هي أنّ عدد أصحاب الإمام الحسين عليه‏السلام ـ وفقا لبعض هذه النقول ـ كان ۷۲ شخصا، وعليه فإن كان عدد شهداء الحملة الاُولى خمسين شخصا، فلايبقى منهم حينئذ إلاّ قلائل لا يمكن توزيعهم على ساحة القتال بالشكل المطلوب، وكيف يتسنّى لهذا العدد القليل مقاومة العدوّ حتّى عصر عاشوراء؟

على أنّه لو كان العدوّ قد كبّد جيش الإمام هذا العدد من القتلى في حملة واحدة وبرمي السهام، لما كانت هناك حاجة للمبارزة، ولاَستمرّ على هذا الاُسلوب ليحسم النتيجة لصالحه في وقتٍ قصير !

فعلى هذا الأساس، لا يمكن قبول ما ورد حول شهداء الحملة الاُولى، وخصوصا ما جاء في المناقب لابن شهر آشوب.

1.. مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14643
صفحه از 895
پرینت  ارسال به