447
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۲ / ۶

كَلامُ الإِمامِ عليه‏السلام مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ

۴۳۹.مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي عن عبد اللّه‏ بن الحسن: قالَ [الحُسَينُ] عليه‏السلام: أينَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ؟ اُدعوا لي عُمَرَ، فَدُعِيَ لَهُ، وكانَ كارِها لا يُحِبُّ أن يَأتِيَهُ، فَقالَ: يا عُمَرُ، أنتَ تَقتُلُني وتَزعُمُ أن يُوَلِّيَكَ الدَّعِيُّ بنُ الدَّعِيِّ بِلادَ الرَّيِّ وجُرجانَ ؟ وَاللّهِ، لا تَتَهَنَّأُ بِذلِكَ أبدَا، عَهدٌ مَعهودٌ، فَاصنَع ما أنتَ صانِعٌ ؛ فَإِنَّكَ لا تَفرَحُ بَعدي بِدُنيا ولا آخِرَةٍ، وكَأَنّي بِرَأسِكَ عَلى قَصَبَةٍ قَد نُصِبَ بِالكوفَةِ، يَتَراماهُ الصِّبيانُ، ويَتَّخِذونَهُ غَرَضا۱ بَينَهُم.
فَغَضِبَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ مِن كَلامِهِ، ثُمَّ صَرَفَ وَجهَهُ عَنهُ، ونادى بِأَصحابِهِ: ما تَنتَظِرونَ۲ بِهِ ؟ اِحمِلوا بِأَجمَعِكُم، إنَّما هِيَ اُكلَةٌ واحِدَةٌ.۳

۲ / ۷

بَدءُ القِتالِ ودَعوَةُ لإِمامِ عليه‏السلام أصحابَهُ بِالصَّبرِ وَالجِهادِ

۴۴۰.الإرشاد: ونادى عُمَرُ بنُ سَعدٍ: يا ذُوَيدُ، أدنِ رايَتَكَ، فَأَدناها، ثُمَّ وَضَعَ سَهمَهُ في كَبِدِ قَوسِهِ، ثُمَّ رَمى، وقالَ: اِشهَدوا أنّي أوَّلُ مَن رَمى ! ثُمَّ ارتَمَى النّاسُ وتَبارَزوا.۴

۴۴۱.الملهوف: فَتَقَدَّمَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ، ورَمى نَحوَ عَسكَرِ الحُسَينِ عليه‏السلام بِسَهمٍ، وقالَ: اِشهَدوا لي عِندَ الأَميرِ أنّي أوَّلُ مَن رَمى، وأقبَلَتِ السِّهامُ مِنَ القَومِ كَأَنَّهَا القَطرُ.
فَقالَ عليه‏السلام لِأَصحابِهِ: قوموا رَحِمَكُمُ اللّه‏ُ إلَى المَوتِ الَّذي لا بُدَّ مِنهُ ؛ فَإِنَّ هذِهِ السِّهامَ رُسُلُ القَومِ إلَيكُم.

1.. الغَرَض : هَدَفٌ يُرمى فيه القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۳۸ «غرض» .

2.. في المصدر : «تنظرون» ، وما في المتن أثبتناه من المصادر الاُخرى .

3.. مقتل الحسين عليه‏السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ ؛ الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۱۹ .

4.. الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۱ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
446

ثُمَّ قالَ: أيُّهَا النّاسُ ! إذ كَرِهتُموني فَدَعوني أنصَرِف عَنكُم إلى مَأمَني مِنَ الأَرضِ.
قالَ: فَقالَ لَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ: أوَلا تَنزِلُ عَلى حُكمِ بَني عَمِّكَ ؟ فَإِنَّهُم لَن يُروكَ إلاّ ما تُحِبُّ، ولَن يَصِلَ إلَيكَ مِنهُم مَكروهٌ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: أنتَ أخو أخيكَ،۱ أتُريدُ أن يَطلُبَكَ بَنو هاشِمٍ بِأَكثَرَ مِن دَمِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ؟ لا وَاللّهِ، لا اُعطيهِم بِيَدي إعطاءَ الذَّليلِ، ولا اُقِرُّ إقرارَ العَبيدِ.
عِبادَ اللّهِ ! إنّي عُذتُ بِرَبّي ورَبِّكُم أن تَرجُمونِ، أعوذُ بِرَبّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ.
قالَ: ثُمَّ إنَّهُ أناخَ راحِلَتَهُ، وأمَرَ عُقبَةَ بنَ سِمعانَ، فَعَقَلَها، وأقبَلوا يَزحَفونَ نَحوَهُ.۲

۴۳۸.تذكرة الخواصّ: قالَ هِشامُ بنُ مُحَمَّدٍ: لَمّا رَآهُمُ الحُسَينُ عليه‏السلام مُصِرّينَ عَلى قَتلِهِ، أخَذَ المُصحَفَ ونَشَرَهُ وجَعَلَهُ عَلى رَأسِهِ، ونادى: بَيني وبَينَكُم كِتابُ اللّهِ وجَدّي مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ، يا قَومِ، بِمَ تَستَحِلّونَ دَمي ؟ ألَستُ ابنَ بِنتِ نَبِيِّكُم ؟ ألَم يَبلُغكُم قَولُ جَدّي فِيَّ وفي أخي: «هذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ» ؟ إن لَم تُصَدِّقوني فَاسأَلوا جابِرا وزَيدَ بنَ أرقَمَ وأبا سَعيدٍ الخُدرِيَّ، ألَيسَ جَعفَرٌ الطَّيّارُ عَمّي ؟
فَناداهُ شِمرٌ: السّاعَةَ تَرِدُ الهاوِيَةَ.
فَقالَ الحُسَينُ عليه‏السلام: اللّه‏ُ أكبَرُ ! أخبَرَني جَدّي رَسولُ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله فَقالَ: رَأَيتُ كَأَنَّ كَلبا وَلَغَ في دِماءِ أهلِ بَيتي، وما أخالُكَ إلاّ إيّاهُ.
فَقالَ شِمرٌ: أنَا أعبُدُ اللّهَ عَلى حَرفٍ إن كُنتُ أدري ما تَقولُ۳.

1.. هذه إشارة من الإمام عليه‏السلام إلى محمّد بن الأشعث أخي «قيس» الذي شارك في استشهاد مسلم عليه‏السلام .

2.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ .

3.. تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۲ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14664
صفحه از 895
پرینت  ارسال به