445
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

رَسولَ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله قالَ لي ولِأَخي: «هذانِ سَيِّدا شَبابِ أهِلِ الجَنَّةِ» ؟
فَإِن صَدَّقتُموني بِما أقولُ، وهُوَ الحَقُّ، فَوَاللّهِ، ما تَعَمَّدتُ كَذِبا مُذ عَلِمتُ أنَّ اللّهَ يَمقُتُ عَلَيهِ أهلَهُ، ويَضُرُّ بِهِ مَنِ اختَلَقَهُ، وإن كَذَّبتُموني فَإِنَّ فيكُم مَن إن سَأَلتُموهُ عَن ذلِكَ أخبَرَكُم، سَلوا جابِرَ بنَ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيَّ، أو أبا سَعيدٍ الخُدرِيَّ، أو سَهلَ بنَ سَعدٍ السّاعِدِيَّ، أو زَيدَ بنَ أرقَمَ، أو أنَسَ بنَ مالِكٍ، يُخبِروكُم أنَّهُم سَمِعوا هذِهِ المَقالَةَ مِن رَسولِ اللّهِ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله لي ولِأَخي. أفَما في هذا حاجِزٌ لَكُم عَن سَفكِ دَمي ؟
فَقالَ لَهُ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ: هُوَ يَعبُدُ اللّهَ عَلى حَرفٍ إن كانَ يَدري ما يَقولُ !۱
فَقالَ لَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ: وَاللّهِ، إنّي لَأَراكَ تَعبُدُ اللّهَ عَلى سَبعينَ حَرفا، وأنَا أشهَدُ أنَّكَ صادِقٌ ما تَدري ما يَقولُ، قَد طَبَعَ اللّه‏ُ عَلى قَلبِكَ.
ثُمَّ قالَ لَهُمُ الحُسَينُ عليه‏السلام: فَإِن كُنتُم في شَكٍّ مِن هذَا القَولِ أفَتَشُكّونَ أثَرا ما أنِّي۲ ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم ! فَوَاللّهِ، ما بَينَ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ ابنُ بِنتِ نَبِيٍّ غَيري مِنكُم ولا مِن غَيرِكُم، أنَا ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم خاصَّةً.
أخبِروني، أتَطلُبُونّي بِقَتيلٍ مِنكُم قَتَلتُهُ، أو مالٍ لَكُمُ استَهلَكتُهُ، أو بِقِصاصٍ مِن جِراحَةٍ ؟ قالَ: فَأَخَذوا لا يُكَلِّمونَهُ، قالَ: فَنادى: يا شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ، ويا حَجّارَ بنَ أبجَرَ، ويا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ، ويا يَزيدَ بنَ الحارِثِ، ألَم تَكتُبوا إلَيَّ: أن قَد أينَعَتِ۳ الثِّمارُ، وَاخضَرَّ الجَنابُ، وطَمَّتِ۴ الجِمامُ۵، وإنَّما تَقدَمُ عَلى جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ، فَأَقبِل ؟
قالوا لَهُ: لَم نَفعَل، فَقالَ: سُبحانَ اللّهِ ! بَلى وَاللّهِ، لَقَد فَعَلتُم.

1.. في البداية والنهاية : «إن كنت أدري ما يقول» .

2.. كذا في المصدر ، وفي الكامل في التاريخ : «أوَ تَشُكّون في أنّي...» .

3.. يَنَعَ الثَّمَرُ : حان قطافه القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۰۲ «ينع» .

4.. طَمّ الماء : علا وغمر لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۷۰ «طمم» .

5.. الجُمّة : هو المكان الذي يجتمع فيه ماؤه وجمعه جِمام تاج العروس : ج ۱۶ ص ۱۱۷ «جمم» .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
444

ثُمَّ نادى بِأَعلى صَوتِهِ دُعاءً يُسمِعُ جُلَّ النّاسِ:
أيُّهَا النّاسُ ! اِسمَعوا قَولي، ولا تُعجِلوني حَتّى أعِظَكُم بِما لِحَقٍّ لَكُم عَلَيَّ،۱ وحَتّى أعتَذِرَ إلَيكُم مِن مَقدَمي عَلَيكُم، فَإِن قَبِلتُم عُذري، وصَدَّقتُم قَولي، وأعطَيتُمونِي النَّصَفَ، كُنتُم بِذلِكَ أسعَدَ، ولَم يَكُن لَكُم عَلَيَّ سَبيلٌ، وإن لَم تَقبَلوا مِنِّي العُذرَ، ولَم تُعطُوا النَّصَفَ مِن أنفُسِكُم «فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَ شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَىَّ وَ لاَ تُنظِرُونِ»۲، «إِنَّ وَلِيِّىَ اللَّهُ الَّذِى نَزَّلَ الْكِتَبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّلِحِينَ»۳.
قالَ: فَلَمّا سَمِعَ أخَواتُهُ كَلامَهُ هذا صِحنَ وبَكَينَ، وبَكى بَناتُهُ، فَارتَفَعَت أصواتُهُنَّ، فَأَرسَلَ إلَيهِنَّ أخاهُ العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ وعَلِيّا عليهماالسلام ابنَهُ، وقالَ لَهُما: أسكِتاهُنَّ، فَلَعَمري لَيَكثُرَنَّ بُكاؤُهُنَّ....
فَلَمّا سَكَتنَ حَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ، وذَكَرَ اللّهَ بِما هُوَ أهلُهُ، وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وعَلى مَلائِكَتِهِ وأنبِيائِهِ، فَذَكَرَ مِن ذلِكَ مَا اللّه‏ُ أعلَمُ وما لا يُحصى ذِكرُهُ.
قالَ: فَوَاللّهِ، ما سَمِعتُ مُتَكَلِّما قَطُّ قَبلَهُ ولا بَعدَهُ أبلَغَ في مَنطِقٍ مِنهُ.
ثُمَّ قالَ: أمّا بَعدُ، فَانسُبوني فَانظُروا مَن أنَا، ثُمَّ ارجِعوا إلى أنفُسِكُم وعاتِبوها، فَانظُروا هَل يَحِلُّ لَكُم قَتلي وَانتِهاكُ حُرمَتي ؟
ألَستُ ابنَ بِنتِ نَبِيِّكُم صلى‏الله‏عليه‏و‏آله وَابنَ وَصِيِّهِ وَابنِ عَمِّهِ، وأوَّلِ المُؤمِنينَ بِاللّهِ وَالمُصَدِّقِ لِرَسولِهِ بِما جاءَ بِهِ مِن عِندِ رَبِّهِ ؟ أوَلَيسَ حَمزَةُ سَيِّدُ الشُّهَداءِ عَمَّ أبي ؟ أوَلَيسَ جَعفَرٌ الشَّهيدُ الطَّيّارُ ذُو الجَناحَينِ عَمّي ؟ أوَلَم يَبلُغكُم قَولٌ مُستَفيضٌ فيكُم: إنَّ

1.. هكذا في المصدر ، وفي بعض المصادر كالإرشاد وإعلام الورى وبحار الأنوار : «بما يحقّ لكم عليّ» ، وفي الكامل : «بما يجب لكم عليّ» وكلاهما أنسب للسياق .

2.. يونس : ۷۱ .

3.. الأعراف : ۱۹۶ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 16208
صفحه از 895
پرینت  ارسال به