437
منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام

۱ / ۲۶

التَّرحابُ بِالشَّهادَةِ

۴۳۲.تاريخ الطبري عن غلام لعبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري: كُنتُ مَعَ مَولايَ، فَلَمّا حَضَرَ النّاسُ وأقبَلوا إلَى الحُسَينِ عليه‏السلام، أمَرَ الحُسَينُ عليه‏السلام بِفُسطاطٍ فَضُرِبَ، ثُمَّ أمَرَ بِمِسكٍ فَميثَ۱ في جَفنَةٍ عَظيمَةٍ أو صَحفَةٍ، قالَ: ثُمَّ دَخَلَ الحُسَينُ عليه‏السلام ذلِكَ الفُسطاطَ، فَتَطَلّى بِالنّورَةِ.
قالَ: ومَولايَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَبدِ رَبِّهِ وبُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ الهَمدانِيُّ عَلى بابِ الفُسطاطِ تَحتَكُّ مَناكِبُهُما، فَازدَحَما أيُّهُما يَطَّلي عَلى أثَرِهِ، فَجَعَلَ بُرَيرٌ يُهازِلُ عَبدَ الرَّحمنِ، فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ: دَعنا، فَوَاللّهِ، ما هذِهِ بِساعَةِ باطِلٍ.
فَقالَ لَهُ بُرَيرٌ: وَاللّهِ، لَقَد عَلِمَ قَومي أنّي ما أحبَبتُ الباطِلَ شابّا ولا كَهلاً، ولكِن ـ وَاللّهِ ـ إنّي لَمُستَبشِرٌ بِما نَحنُ لاقونَ، وَاللّهِ، إن بَينَنا وبَينَ الحورِ العينِ إلاّ أن يَميلَ هؤُلاءِ عَلَينا بِأَسيافِهِم، ولَوَدِدتُ أنَّهُم قَد مالوا عَلَينا بِأَسيافِهِم.
قالَ: فَلَمّا فَرَغَ الحُسَينُ عليه‏السلام دَخَلنا فَاطَّلَينا۲.۳

1.. مِثتُ الشيء ، إذا دُفته [أي خلطته] في الماء (النهاية : ج ۴ ص ۳۷۸ «ميث») .

2.. وفي كتاب الإمام الحسين عليه‏السلام وأصحابه : قد استشكل بعض المؤرّخين ممّن عاصرناه في التنوير والطلي مععدم وجود الماء في ليلة عاشوراء أو تاسوعاء ، وأنّه لا يمكن التنوير والطلي إلاّ بالماء !
وأجاب بما حاصله : إمكان التدبير في أجزاء النورة بحيث يزيل الشعر ، ولا يحترق ، ولا يحتاج إلى الماء . وما ذكره وإن كان ممكنا ، بل واقعا ، كما شاهدنا في علم الصنعة ، أنّ اختلاط جسم يابس كالملح مع جسم يابس آخر كالزّاج يولّد رطوبة ، بل يكون كالخمير باصطلاحهم ، بل مزاج الروح والنوشادر والسليمانيّ يصيّر الأرض ذائبا مائعا بلا ماء ولا نار ، بل وشاهدنا أنّ امتزاج مقدار اليمسو والشعر وعرق الكبريت ، يحترق بنفسه احتراقا ، ويشتعل اشتعالاً كالنار الموقدة بدون ملاقاة الحرارة والنّار ، وأمثال ذلك كثير . ويمكن أن يكون المسك بعد مزجه بالنورة يجعل النورة مائعا .
إلاّ أنّ الذي يُسهل الخطْب ، أنّ في ليلة عاشوراء ـ وإن لم يكن ماء للشرب ـ إلاّ أنّ الظاهر وجود ماء البئر لغير الشرب وسائر الحوائج كما مرَّ بيانه ، بل ويمكن وجود الماء العذب بناءً على ما مرَّ آنفا من إرسال الحسين عليه‏السلامعليّا ابنه وإتيانه بالماء الإمام الحسين عليه‏السلاموأصحابه : ج ۱ ص ۲۶۰ .
ونحن أيضا نضيف نقطة اُخرى ؛ وهي أنّ النصوص التي تنقل هذه القضيّة قد نسبتها إلى الإمام عليه‏السلام واثنين أو ثلاثة آخرين من أصحابه ، لا جميعهم ، وعلى هذا فإنّهم لم يكونوا بحاجة إلى كثيرٍ من الماء .

3.. تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۳ .


منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
436

في الحلقة الدفاعيّة لأصحاب الإمام، وبذلك استطاع الإمام وأصحابه الأبطال والأوفياء أن يقاوموا حتّى آخر مقاتل وحتّى آخر نفس، أمام جيش الكوفة الذي كان قد تدفّق عليهم كالسيل من كلّ جانب.

ويمكننا أن نستنتج استناداً إلى الروايات السابقة:

۱. إنّ انتشار خيام أصحاب الإمام عليه‏السلام كان على شكل قوس بحيث كانت خيام النساء في وسطه، وكان ضلعاها يمتدّان من الجانبين وحتّى ساحة الحرب. ومن المحتمل أنّ هذين الضلعين كانا يمثّلان خيام أصحاب الإمام التي كانت خالية في الغالب ؛ بسبب تواجد سكّانها في ساحة القتال، وكانوا يستخدمونها كمتاريس أو حواجز دفاعيّة، وقد اُحرقت في نهاية المطاف بأمر عمر بن سعد.

۲. لم تكن هناك مسافة كبيرة تفصل بين خيام أصحاب الإمام عليه‏السلام وبين ساحة المعركة.

۳. كان أهل بيت الإمام عليه‏السلام يشاهدون عن كَثَب شجاعة أعزّائهم وقساوة الأعداء وبطشهم، ولذلك يمكننا أن نتصوّر ما حدث للنساء والأطفال الذين رأوا باُمّ أعينهم أعزّاءَهم وهم يُقطّعون إرباً إرباً!!

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الامام الحسین علیه السّلام
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد الرّي‌شهري؛ سيد محمود الطباطبائي نژاد؛ السيّد روح الله السيّد طبائي؛ تلخیص: مرتضي خوش نصيب
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 14290
صفحه از 895
پرینت  ارسال به