في الحلقة الدفاعيّة لأصحاب الإمام، وبذلك استطاع الإمام وأصحابه الأبطال والأوفياء أن يقاوموا حتّى آخر مقاتل وحتّى آخر نفس، أمام جيش الكوفة الذي كان قد تدفّق عليهم كالسيل من كلّ جانب.
ويمكننا أن نستنتج استناداً إلى الروايات السابقة:
۱. إنّ انتشار خيام أصحاب الإمام عليهالسلام كان على شكل قوس بحيث كانت خيام النساء في وسطه، وكان ضلعاها يمتدّان من الجانبين وحتّى ساحة الحرب. ومن المحتمل أنّ هذين الضلعين كانا يمثّلان خيام أصحاب الإمام التي كانت خالية في الغالب ؛ بسبب تواجد سكّانها في ساحة القتال، وكانوا يستخدمونها كمتاريس أو حواجز دفاعيّة، وقد اُحرقت في نهاية المطاف بأمر عمر بن سعد.
۲. لم تكن هناك مسافة كبيرة تفصل بين خيام أصحاب الإمام عليهالسلام وبين ساحة المعركة.
۳. كان أهل بيت الإمام عليهالسلام يشاهدون عن كَثَب شجاعة أعزّائهم وقساوة الأعداء وبطشهم، ولذلك يمكننا أن نتصوّر ما حدث للنساء والأطفال الذين رأوا باُمّ أعينهم أعزّاءَهم وهم يُقطّعون إرباً إرباً!!