أبيه عن جده [زين العابدين] عليهمالسلام: ثُمَّ إنَّ الحُسَينَ عليهالسلام أمَرَ بِحَفيرَةٍ فَحُفِرَت حَولَ عَسكَرِهِ شِبهَ الخَندَقِ، وأمَرَ فَحُشِيَت حَطَبا، وأرسَلَ عَلِيّا ابنَهُ عليهالسلام في ثَلاثينَ فارِسا وعِشرينَ راجِلاً لِيَستَقُوا الماءَ، وهُم عَلى وَجَلٍ شَديدٍ...
ثُمَّ قالَ لِأَصحابِهِ: قُوموا فَاشرَبوا مِنَ الماءِ يَكُن آخِرَ زادِكُم، وتَوَضَّؤوا وَاغتَسِلوا، وَاغسِلوا ثِيابَكُم لِتَكونَ أكفانَكُم. ثُمَّ صَلّى بِهِمُ الفَجرَ، وعَبَّأَهُم تَعبِئَةَ الحَربِ، وأمَرَ بِحَفيرَتِهِ الَّتي حَولَ عَسكَرِهِ، فَاُضرِمَت بِالنّارِ ؛ لِيُقاتِلَ القَومَ مِن وَجهٍ واحِدٍ.۱
۴۳۱.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الحارث بن كعب وأبي الضحّاك عن عليّ بن الحسين [زين العابدين] عليهالسلام: خَرَجَ [الحُسَينُ عليهالسلام] إلى أصحابِهِ، فَأَمَرَهُم أن يُقَرِّبوا بَعضَ بُيوتِهِم مِن بَعضٍ وأن يُدخِلُوا الأَطنابَ بَعضَها في بَعضٍ، وأن يَكونوا هُم بَينَ البُيوتِ إلاَّ الوَجهَ الَّذي يَأتيهِم مِنهُ عَدُوُّهُم....
قالَ أبو مِخنَفٍ: عَن عَبدِ اللّهِ بنِ عاصِمٍ عَنِ الضَّحّاكِ بنِ عَبدِ اللّهِ المِشرَقِيِّ قالَ: ـ في غداة عاشوراء ـ وجَعَلُوا البُيوتَ في ظُهورِهِم، وأمَرَ بِحَطَبٍ وقَصَبٍ كانَ مِن وَراءِ البُيوتِ يُحرَقُ بِالنّارِ ؛ مَخافَةَ أن يَأتوهُم مِن وَرائِهِم.
قالَ: وكانَ الحُسَينُ عليهالسلام أتى بِقَصَبٍ وحَطَبٍ إلى مَكانٍ مِن وَرائِهِم مُنخَفِضٍ كَأَنَّهُ ساقِيَةٌ، فَحَفَروهُ في ساعَةٍ مِنَ اللَّيلِ، فَجَعَلوهُ كَالخَندَقِ، ثُمَّ ألقَوا فيهِ ذلِكَ الحَطَبَ وَالقَصَبَ، وقالوا: إذا عَدَوا عَلَينا فَقاتَلونا ألقَينا فيهِ النّارَ ؛ كي لا نُؤتى مِن وَرائِنا، وقاتَلنَا القَومَ مِن وَجهٍ واحِدٍ. فَفَعَلوا وكانَ لَهُم نافِعا.
قالَ أبو مِخنَفٍ: فَحَدَّثَني عَبدُ اللّهِ بنُ عاصِمٍ قالَ: حَدَّثَنِي الضَّحّاكُ المِشرَقِيُّ قالَ: لَمّا أقبَلوا نَحوَنا، فَنَظَروا إلَى النّارِ تَضطَرِمُ فِي الحَطَبِ وَالقَصَبِ، الَّذي كُنّا ألهَبنا فيهِ